أجمل الحكايات في عالم الحيوان (هدية العدد)

أجمل الحكايات في عالم الحيوان (هدية العدد)
        

رسوم: عادل البطراوي

الأرنب الذكي

          تناقص عدد الحيوانات في الغابة، بسبب الوجبة الشهية التي يتناولها الأسد كل يوم، فاجتمعت الحيوانات بكل أنواعها لوضع خطة من أجل حماية كل واحد منهم.

          قال الأرنب: أنا حيوان صغير لا حيلة لي، ولكني فكرت في طريق للتخلص من الأسد!

          قال الأرنب: ولكني سأخلصكم منه إلى الأبد.

          ذهب الأرنب إلى الأسد ووقف أمامه وقال: أنا رسول الحيوانات إليك، وقد بعثت معي أرنبًا سمينًا، لأقدمه لك وجبة شهية، ولكن أسداً اختطفه مني في الطريق.. فثار الأسد.

          وقال: أرشدني إلى مكان هذا الأسد المعتدي.

          واتجه الأرنب إلى بئر، وقال: انظر يا مولاي هذا هو الأسد الظالم وهذا هو الأرنب المخطوف، ولم يتردد الأسد لحظة في أن ينقض على خصمه فلقي حتفه في الحال داخل مياه البئر.

المطرب اللص

          حرث الأعرابي أرضه، وألقى فيها البذر، ثم نصب شبكه عليها. نزل بعض الحمام على البذر يلتقطه، فوقع في الشبكة عدد منه، ووقع مع الحمام بلبل أيضا، وانكسرت في الشبكة ساقه.

          قال البلبل للأعرابي: أرجوك يا سيدي أن تطلق سراحي، ويكفي أن ساقي قد كسرت، كما أنك ترى أني لست حمامة، وإنما أنا بلبل حسن الصوت، أغرد بالألحان العذبة.

          ضحك الأعرابي وقال: هذا صحيح، ولكني ضبطتك مع هؤلاء اللصوص، فلابد أن تنال نفس الجزاء!

غباء الخرتيت

          يروى أن خرتيتا وقف يوما أمام بركة ماء، ولما رأى صورته على صفحة الماء قال في نفسه: أنا الحيوان الوحيد الذي له قرن، ولذلك قرر الخرتيت أن ينصب نفسه ملكًا على الغابة.

          وفي يوم من الأيام علم الأسد بنية الخرتيت، وقال لنفسه، سوف ألقن هذا الخرتيت الغبي درسًا لن ينساه!

          اشترى الأسد حبلاً متينًا، وقال للخرتيت: أنا أتحداك أيها الخرتيت، فقبل الخرتيت التحدي.

          فقال الأسد: لقد نسيتُ شيئاً مهمًا أيها الخرتيت، فسأله الخرتيت مستغربًا: ماذا نسيت أيها الأسد؟

          أجاب الأسد: نسيت قوتي في البيت.

          قال الخرتيت: اذهب وأحضرها.

          قال الأسد: ولكني أخشى أن تهرب، فسوف أربطك بهذا الحبل في الشجرة.

          قال الخرتيت: بعد أن انتهى الأسد من ربطه بالشجرة، لا تتأخر أيها الأسد لترى من الأقوى.

          قال الأسد: يا لك من خرتيت أحمق، إن السيادة للعقل وليست للقوة، سوف أتركك تموت جوعًا، أو يكتشفك صياد!

دهاء الثعلب

          أمسك النمر بثعلب في الغابة وأراد أن يأكله، فقال الثعلب: سترتكب خطأ كبيرًا أيها النمر، فقد أصبحت أنا ملك الحيوانات!

          ولاحظ الثعلب أن النمر لا يصدق كلامه، فأضاف قائلاً: إذا لم تكن على ثقة من كلامي فتعال نمشي داخل الغابة، وسترى أن كل الحيوانات تخاف مني!

          وافق النمر، وبدأ الثعلب والنمر خلفه، فصارت الحيوانات تهرب مذعورة، وكان هذا بالطبع بسبب النمر، وليس بسبب الثعلب!

          ومع كل قوة النمر، فقد كان من الغباء بحيث قال: حقا، مكانتك عظيمة جدًا وكل الحيوانات تخاف منك فعلاًً!

نصيحة من البومة

          تشتهر البومة بالحكمة والمعرفة عند اليونان، فقد طلبت البومة يومًا من الطيور أن تنتزع شجرة البلوط لأنها تفرز مادة لاصقة، وأوضحت البومة خطر الشجرة على حياة الطيور، ولكن أحدًا لم يهتم بنصيحتها، وعندما نبتت أول بذرة كتان كررت البومة نصيحتها للطيور وطلبت منها أن تنتزعها قبل أن يصنع منها الإنسان شباكًا لصيد الطيور، وعندما ظهر الخيزران في شجر البلوط، طلبت البومة من الطيور قطع الخيزران وإخفاءها حتى لا يصبح سهامًا تقضي عليها، ولكن الطيور استمرت في الاستخفاف بنصيحة البومة.

          وتحقق ما تنبأت به البومة فقد التصق أحد الطيور بشجرة البلوط، ووقع طائر آخر في شباك الصيد، وأصيب طائر ثالث بسهم صياد.

          وبعد فوات الأوان، أدركت الطيور قيمة النصيحة التي أسدتها البومة لها.

          ومنذ تلك الحادثة أصبحت البومة تجلس مقطبة الجبين تفكر في حماقة الطيور!

رفسة النعامة

          تشتهر النعامة بالذكاء رغم صغر سنها، فقد حدثت مجاعة في الغابة بعد أن أصبح الصيد صعبًا، حتى أن الأسد ملك الغابة عانى من المجاعة.

          ورأى الأسد نعامة ولكنه تردد في مهاجمتها خشية أن تهرب منه، فكر الأسد قليلاً ثم صاح في فرح وسعادة: وجدتها.. وجدتها!

          ذهب الأسد إلى حيوانات الغابة وهمس في أذنها واحدة واحدة: لقد أصبحت طبيبا ماهرًا! ولكن حيلة الأسد لم تنطل على النعامة، فادعت أنها عرجاء، وقالت للأسد: دخلت شوكة في قدمي.

          وقف الأسد سعيدًا خلف قدم النعامة ليفحصها وهو يقول لنفسه: جاءت بك قدماك، وفي اللحظة التي راودت الفكرة الشريرة رأس الأسد رفسته النعامة رفسة قوية ثم فرت هاربة.

          ابتعدت النعامة عن الأسد وقالت: لا شك في أنك أدركت الآن أنني أذكى منك أيها الأسد.

حوار مع الأسد

          انطلق الثعلب الصغير يكتشف المنطقة المحيطة ببيت أسرته، وفجأة التقى وجهًا لوجه مع أسد ضخم.

          كانت تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها أسدًا، فارتعد من الخوف وعاد يجري إلى جحره من شدة الفزع.

          وبعد عدة أيام، عاود الثعلب الخروج إلى المناطق المجاورة، فشاهد الأسد ثانية، وقد ظل يحس برعدة الخوف، لكنه استطاع أن يرفع عينيه، ليلقي نظرة سريعة على وجه الأسد.

          وعندما شاهد الثعلب الأسد للمرة الثالثة، أحس بمزيد من الشجاعة، وتوجه إليه، وانطلق يتبادل معه بعض الحديث كأنه يعرفه من فترة طويلة.

          قال الثعلب لنفسه: الآن عرفت كيف نخاف مما نجهل ونستريح إلى ما نعرف!

البجعة الطماعة

          كانت البجعة تعيش على شاطئ بركة صغيرة مليئة بالأسماك، وكلما وضعت منقارها في الماء، اصطادت سمكة كبيرة.

          لكن حدث أن الأمطار قلت، وجف معظم ماء البركة، فتعذر على البجعة أن تجد طعامها. واستمر هذا الحال عدة أيام، وحاولت البجعة مرة أخرى، فصادت سمكة صغيرة، سرعان ما أمسكتها بمنقارها.

          قالت السمكة الصغيرة: لا تسرعي في أكلي، إن أبي هو ملك هذا السمك، اتركيني فأكون سببًا في إنشاء صداقة بينك وبيني، وسوف يرسل إليك أبي يوميا عشر سمكات كبيرة مكافأة لما فعلت بي.

          فلما سمعت البجعة هذا، أغراها الطمع، ففتحت منقارها لتقول: «بل أرسلي لي عشرين سمكة»، وهنا قفزت السمكة، وأفلتت من البجعة وغاصت في الماء ناجية بحياتها.

الثعلب داخل الكوخ

          طاردت كلاب الصيد أحد الثعالب، فانطلق الثعلب يجري هاربًا، ووصل إلى حطاب يقطع الأخشاب فطلب منه أن يختبئ في كوخه.

          وبعد دقائق وصل الصياد مع كلابه وسأل الحطاب عن الثعلب، فقال الحطاب: لا.. لم أره!

          وكان في أثناء كلامه يشير بيده إلى الكوخ حيث اختبأ الثعلب، لكن الصياد لم ينتبه إلى إشارات الحطاب.

          أما الثعلب فكان يراقب كل ما يحدث من ثقب في حائط الكوخ.

          وما إن انصرف الصياد وكلابه، حتى خرج الثعلب مبتعدًا عن الكوخ، فقال له الحطاب كيف تتركني دون كلمة شكر واحدة، فأجابه الثعلب: كان علي أن أشكرك لو أن أفعالك كانت جميلة كأقوالك، ولو لم تخالف يدك ما نطق به لسانك!

النحلة تصنع العسل

          يحكى أن فلاحًا كان يستيقظ من نومه قبل الفجر ويذهب إلى حقله فيظل طوال يومه يحرث ويزرع ويروي ويطعم الماشية ويرعى الأغنام.

          وكان جيرانه يمرون به، فيحيونه بعبارات المديح.

          سمع قرد ألفاظ المديح هذه فأراد أن يفوز بمثلها لنفسه فقرر أن يقوم بعمل شاق يلفت الأنظار.

          وجد القرد كتلة ضخمة من الخشب فأخذ يدحرجها هنا وهناك وقتًا طويلاً، لكن أحدًا لم ينطق بكلمة شكر واحدة.

          رأته نحلة كانت منهمكة في صنع العسل الشهي، فقالت له: لقد نسيت أن جهدك، وإن كان شاقًا فهو غير مفيد ولا يخدم أحدًا في شيء.

الغزالة الطيبة

          ذهب الغزال إلى رجل كريم وقال له:

          الإنسان يقسو علينا والحيوانات المتوحشة تفتك بنا، هل يمكن أن تساعدني؟!

          قال الرجل: سأعطيك أسنانًا حادة تشبه أسنان النمر، ومخالب قوية مثل مخالب الأسد.

          قال الغزال: هذه الأسلحة للاعتداء فقط، وكثير من الحيوانات التي أحبها ستخاف مني.

          قال الرجل: إذن سأعطيك كميات من السم تستعملها مثل الثعبان.

          قال الغزال: لكنني لا أطيق قتل أي إنسان بالسم، سأموت حزنًا لو فعلت شيئًا مثل هذا.

          قال الرجل: إذا كنت ترفض مثل هذه الأسلحة فتوقف عن الشكوى مما يحيط بك من أخطار.

          قال الغزال: لقد كنت سببًا في خير الآخرين، ولن أستطيع أن أكون سببًا في إيقاع الأذى بهم، ثم عاد إلى قطيعه وهو يشعر بالرضا عن قدراته وحياته.

خدعتك المظاهر

          خرج فأر صغير من بيته، وسرعان ما عاد مذعورًا، وهو يقول بصوت مرتجف: لقد نجوت من موت أكيد يا أمي، لقد شاهدت مخلوقين كبيرين، الأول هادئ ولطيف والثاني مخيف له ذيل منتفش ورأس أحمر ضخم، وأسرعت للهرب منه، وكنت أتمنى أن أبقى مع المخلوق الأول، لأنه كان لطيفًا، ذا فراء ناعم وشاربين طويلين جميلين، وعينين واسعتين ساحرتين.

          قالت الأم: ما أسعدني بعودتك سالمًا، لقد تعرضت لخطر كبير، فصديقك اللطيف هو عدونا القاسي الذي لا يترك فأرًا إلا وقضى عليه.

          أما الآخر فهو صديقنا الديك الطيب الذي قصد أن يقوم أمامك بالصياح لينبهك إلى الخطر.

          لقد خدعتك المظاهر فلا تعتمد عليها كثيرًا بعد اليوم!

القلب واللسان

          قال رجل للقمان الحكيم: خذ الشاة واذبحها، وأعطني أسوأ ما فيها. فذبح لقمان الشاة، وقال للرجل. وهو يقدم له قلبها ولسانها: هذان هما أسوأ ما فيها!

          وبعد أيام قال الرجل للقمان: خذ هذه الشاة واذبحها وأعطني أفضل ما فيها فذبحها لقمان، وقدم للرجل القلب واللسان، وقال له: هذا أفضل ما فيها! فقال الرجل: القلب واللسان مرة أخرى؟! كيف ذلك؟

          فأجاب لقمان: ليس هناك أسوأ منهما إذا استخدمها صاحبهما أداة للسوء، ولا أفضل منهما إذا استخدمهما صاحبهما أداة للفضيلة.

حمامة السلام

          في الصباح طارت النحلة المسئولة عن السقاية ناحية النهر لإحضار الماء للخلية، ولكن الرياح كانت شديدة، فحملت النحلة وأسقطتها في الماء، وعلى فرع شجرة التوت كانت تقف حمامة بيضاء فرأت النحلة وهي تحاول النجاة من الغرق، فنزعت الحمامة ورقة من أوراق شجرة التوت وألقت بها بجوار النحلة، التي تعلقت بها، واستطاعت أن تقف على سطحها، إلى أن جف الماء الذي بلل جناحيها، ثم انطلقت طائرة وهي تشكر للحمامة فضلها.

          ومرت الأيام وجاء أحد الصيادين، وصوب بندقيته ناحية الحمامة البيضاء، ورأت النحلة الصياد وهو يستعد لإطلاق رصاصته ناحية الحمامة، فأسرعت النحلة وطارت حول رأس الصياد ووقفت بجوار أذنه، وأصدرت طنينًا عاليًا أزعج الصياد، فاهتزت البندقية في يده وأخطأ التصويب.

          قالت الحمامة البيضاء للنحلة: شكرًا لك أيتها النحلة على حسن صنيعك، لقد أنقذت حياتي.

          فردت النحلة: أيتها الحمامة البيضاء، أنت السباقة للفضل يا رمز المحبة والسلام.

 



إعداد: عادل البطراوي   






غلاف هدية العدد