أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء
        

          مناسبتانِ جميلتانِ تجتمعانِ في هذا الشهر، هما عيدُ الربيع وعيدُ الأم، وكثيرًا ما تردُ إلينا في مجلةِ «العربي الصغير» موضوعاتٌ من أصدقائِنا على امتدادِ الوطنِ العربيِّ تتعلقُ بهاتينِ المناسبتينِ الجميلتينِ. وتتنوعُ هذه الموضوعاتُ ما بين قصصٍ قصيرةٍ وسيناريوهاتٍ، وقصائدَ شعرية ورسومٍ على الورق، ومعلوماتٍ تاريخية.

          وبطبيعةِ الحالِ لا نستطيعُ أنْ ننشرَ كلَّ ما يصلُنا من أصدقائِنا الأعزاءِ، ولكنْ لفتَ نظري أنَّ أغلبَ ما يصلُنا في هاتينِ المناسبتينِ الجميلتينِ هو رسمُ الوردِ وعالم الربيعِ من حقولٍ وأشجارٍ وشمسٍ مشرقةٍ، وأحيانًا أجدُ بعضَكم يرسمُ الأمَّ على هيئةِ قرصِ شمسٍ ينيرُ الحياةَ ويمدُّها بالخيرِ والمحبَّةِ والربيعِ الدائم. وكلُّ هذا جميلٌ ويؤكدُ أننا نملكُ طاقاتٍ فنيةً رائعةً لدى أصدقائِنا القراءِ والرسامينَ الأعزاء.

          وفي هذه المناسبةِ أتذكَّرُ العديدَ من اللوحاتِ العالميةِ التي رسمها الفنانونَ التشكيليونَ عن الربيعِ مثل لوحةِ «الربيع» للفنان الإيطالي ساندورا بوتشيلي الذي ولد في العام 1444 وهي لوحةٌ كبيرةٌ مقاسُها 314 × 203 سم، ويرسمُ فيها رموزَ الحبِّ والجمالِ عند الرومانِ مثل فينوس، وكيوبيد، وعطارد الذي يسحبُ الشتاءَ ليحلَّ محله الربيعُ، وفي الوقتِ نفسهِ يحرسُ حديقةَ فينوس الجميلة، بينما نجدُ في اللوحةِ (فلورا) التي تنثرُ الأزهارَ في جوٍّ ربيعيٍّ بديعٍ.

          وفي شعرِنا العربيِّ الكثيرُ من الأبياتِ والقصائدِ الرائعةِ عن الربيعِ، ومن أشهرِها هذا البيتُ للبحتريِّ الذي يقولُ فيه:

أتاكَ الربيعُ الطلقُ يَختالُ ضَاحِكاً
                              من الحُسْنِ حتَّى كادَ أنْ يتكلَّما

          ورحَّب أميرُ الشعراء أحمد شوقي بالربيعِ في قصيدةٍ بديعةٍ يقولُ في مطلعها:

مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ
                              وَبِأَنوارِهِ وَطيبِ زَمانِه
زُفَّتِ الأَرضُ في مَواكِبِ آذارَ
                              وَشَبَّ الزَمانُ في مِهرَجانِه
نَزَلَ السَهلَ ضاحِكَ البِشْرِ يَمشي
                              فيهِ مَشيَ الأَميرِ في بُستانِه

          وإذا بحثتمْ عن الربيعِ في الشعرِ وفي اللوحاتِ الفنيّة فستجدونَ الكثيرَ والكثيرَ، ولكنَّ الأهمَّ أنْ تستمتعوا بفصلِ الربيعِ الجميلِ البديعِ الذي يحدثُ فيه الاعتدالُ الربيعيُ، حيث يعتدلُ الجو بين الحرارةِ والبرودةِ، وكل ربيعٍ وأنتم طيبون.

 



سليمان العسكري   

 




صورة الغلاف