صديق اليوم هو كتاب «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» الذي ألفه أسد البحار وأمير البحر العربي شهاب الدين أحمد بن ماجد، الذي ولد بجلفار على ساحل عمان، في القرن التاسع الهجري، الخامس عشر الميلادي في عائلة البحر هو حياتها، فأبوه لقب بـ«ربان البحرين»، البحر الأحمر وبحر العرب، وجده أول من وضع رسالة في علم البحر والملاحة.

          ركب ابن ماجد البحر مع ابيه وعمره عشرة أعوام، وصار صديقًا له، غاص في عالمه الواسع الغامض، فعرف أنواع الأسماك وأسماء الخلجان والصخور، وعلى سطح السفينة جلس بالساعات يتأمل السماء، فعرف أسماء النجوم ومواقعها، فالنجوم صديقة البحارة تهديهم للاتجاه، صادق طيور البحر فكانت دليله للشواطئ يهتدي بها وترشده للطريق.

          تعددت أسفار ابن ماجد مع أبيه بين السواحل والقارات حتى وصل للصين وقد صار خبيرًا بخطوط الطول والعرض، وأدوات القياسات الملاحية الفلكية وطرق استخدامها، وفي رحلته استفاد من السمكة المغناطيسية التي اخترعها الصينيون لترشدهم في البحر وطورها وأدخل عليها من علمه في الفلك والملاحة، ليقدم للبشرية اختراع البوصلة التي لاتزال تستخدم حتى الآن، وفي طريق عودته من رحلته المثمرة للصين وعلى مدى أربع سنوات، بدأ ابن ماجد في تأليف كتاب «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد»، صديق اليوم الذي يحتوي على أحد عشر فصلًا، بدأه بالحديث عن أساتذته ومن تعلَّم منهم فنون الملاحة، وعن واجبات الربان والعلوم والثقافات التي لابد أن يلم بها.

          ثم أعاد ابن ماجد كتابته مرتين في مراحل عمره المختلفة، وفى كل مرة يضيف له من خبرته بالبحر وبالبشر.

          صديق اليوم كان شاهدًا على قصة أسد البحار، ابن ماجد مع البحار البرتغالي فاسكو دي جاما، الذى استعان بالبحار العربي ليصل من مالندي بساحل إفريقيا  إلى كالكتا بالهند، قاد ابن ماجد سفينة البحار البرتغالي، لذلك اعتبر البرتغاليون صديق اليوم أهم كتاب في علم الملاحة البحرية وضعه رائد علوم البحار العالم والكاتب والشاعر ابن ماجد، أمير البحر العربي الذى شيد له البرتغاليون في ماليندي بكينيا، نصبًا تذكاريًا اعترافًا بفضله على البحرية البرتغالية والأوربية في كل بحار الأرض.