أبنائي الأعزاء

كثيرونَ منكم يحبُّونَ عالمَ الحيواناتِ والطيورِ والزواحفِ، وقد نشرتْ مجلتُكم «العربيّ الصغير» الكثيرَ من الموضوعاتِ العلميَّةِ والقصصِ الأدبيَّةِ عن هذا العالمِ العجيبِ، وخاصةً عالم السلاحف. ولعلَّنا نتذكرُ قصةَ سباقِ الأرنبِ والسلحفاةِ، حيث تغلبتْ السلحفاةُ البطيئةُ جدًّا في حركتِها، بسببِ قصرِ أطرافِها وثُقْلِ دَرَقتِها التي تحملُها على ظهرِها، على الأرنبِ سريعِ العدوِ أو الجري، حيثُ كانَ الإصرارُ والعزيمةُ والإخلاصُ شعارُ السلحفاةِ، في حين كانَ الكسلُ والثقةُ الزائدةُ بالنفسِ هما سرُّ هزيمةِ الأرنب، وتخلُّفِه في السباق.

ويبدو أن هذه القصةَ هي التي أوحتْ للبعضِ أنْ يجعلوا يوم 23 مايو من كلِّ عامٍ يومًا للاحتفالِ بالسلحفاةِ، وأطلقوا عليه «اليومُ العالميُّ للسلحفاة».

والسلحفاةُ تُغطي جسمَها درقةٌ صلبةٌ، وهناك نوعانِ من السلاحف: السلحفاةُ البريَّةُ والسلحفاةُ المائيًّةُ أو البحريَّةُ، وتُسمى «الترسةُ البحريَّة». وللسلحفاةِ رئتانِ تتنفسُ بهما، ولها قلبٌ يتكونُ من أُذينينِ اثنينِ وبُطينٍ واحد. وهي تُكيّفُ حرارةَ جسِمها مع الوسطِ الخارجيّ. وتضعُ بيضَها في مكانٍ جاف ولا تحضُنه. ويتألفُ هيكلُها من أنسجةٍ عظمية.

وهناك بعضُ الشعوبِ تتغذَّى على السلاحفِ البحريَّةِ باعتبارِها من الأغذيةِ البحريةِ اللذيذة، حيث يُطبخ من لحمِها وجباتُ طعامٍ شهيَّة، كما تُصنع منها شوربة (حَسَاء) السلاحف التي تُعتبر من أهمّ الأغذية لدى هذه الشعوب.

وقد اهتمَ الصينيونَ بالسلاحفِ على وجهٍ خاص وصنعوا لها تماثيلَ وضعوها في حدائقِهم. وفي التراثِ العربي يُضرب المثلُ بالسلحفاةِ في طول العمرِ والبطءِ الشديد، حيثُ تعيشُ بعضُ السلاحفِ أكثرَ من مائةِ عام.

كما اهتمت السينما العالميةُ بعالمِ السلاحفِ فظهرتْ أجزاءُ الفيلمِ الشهيرِ «سلاحف النينجا»، الذي تحوَّل في ما بعد لمسلسلاتٍ كرتونيةٍ جذابة للصغارِ والكبار.

وعلينا - أبنائي الأعزاء - أنْ نتأمَّلَ تلك القصةَ الشهيرةَ التي تغلبتْ فيها السلحفاةُ على الأرنبِ، ونتعلَّمُ منها كيفَ أنَّ الصبرَ والإصرارَ والعزيمةَ تضع صاحبَها في المقدمةِ دائما.