رسم: الشريف حسين

كان عرفُ الديك مرهقًا فاستلقى على ظهرِ حصانهِ محاولاً النوم. تعثَّر الحصان بإحدى الحفر المخفية بالأعشاب، فاختل توازن عرف الديك وسقط على الأرض. لمّا حاول النهوض تعثر هو الآخر بحفرة مليئة بالوحل والطين.

 تبا! ما هذه الحفر الصغيرة المخفية!

من خلف بعض الصخور انطلق نحوه جمع كبير من المخلوقات الصغيرة، كانوا أقصر من قامة أي قزم رآه في حياته، يصيحون بابتهاج: اصطدنا فارسا وحصانه بدلا من الأرانب البرية!

خشي أن يصيب الحصان بحوافره المخلوقات الصغيرة فيؤذيها؛ تصنَّع محاولة الفرار منهم، فأحاطوا به يحاولون منعه، صفَّر لحصانه فجرى مبتعدا.

 قبضت المخلوقات الصغيرة عليه وهم يهتفون فرحين. كان يعرف أنه لو ركلهم سيتطايرون بعيدا عنه ككرات صغيرة، لكنه أحب أن يمرح قليلا، وشده فضوله لمعرفة ما سيصنعون. فجأة صدرت عنهم صيحات مزعجة تردد: اهربوا! الكائن الناري!

وكما أحاطوا به فجأة اختفوا من حوله فجأة! همس: عجبا! ماذا حدث؟! وماذا يقصدون بالكائن الناري؟

شعر بحرارة تلسعه على رقبته وخيل إليه أنه شم رائحة شعره يحترق، التفت خلفه وإذا بعشرات القذائف النارية تتجه نحوه: يا إلهي! ما هذا الشيء العجيب؟!

 رأى شيئا لم يعرف أي نوع هو من الكائنات، يتدحرج كالكرة من مكان إلى آخر مطلقا قذائفه النارية كتنين صغير. ركض عُرف الديك محاولاً الاختباء خلف الصخور لمراقبة الكائن العجيب، لكن المخلوقات الصغيرة نادته: تعال! اغطس معنا في النهر!

رد: وهل هذا نهر! إنه أشبه بماء مسكوب على الأرض من كأس صغيرة! ستمتص ثيابي كل الماء ولن يتبقى لكم قطرة واحدة!

صاح به أحدهم: الماء سيحميك من النار، لن يقترب منك الكائن الناري، لأنه يخشى أن يطفئه الماء ويقضى عليه.

ابتسم عرف الديك وقال: لا تقلقوا! سأصطاد «كرةَ اللهبِ» هذه.. نظر حوله لكنه  أَسِف، إذ لم يقع بصره على شيء يمكن أن يملأه ماء ويرشق به الكائن، أخيرا اغترف بعض الماء بيديه وراح يطارده محاولا رشقه بالماء القليل الذي كان يتسرب من بين أصابعه ويتطاير بسبب مطاردته له.

فر الكائن بسرعة مذهلة مبتعدا، لكنه ما لبث أن عاد وكأنه عرف أنه لم يبق بين يدي عرف الديك شيء من الماء، وراح يقذفه بوابل من الحمم التي رغم صغرها فإنها كانت حارقة وتلسع بقوة.

سأل عرف الديك المخلوقات الصغيرة: متى سينتهي حفل الألعاب النارية هذا؟

أجابوه بأن الأمر سيستمر إلى اليوم التالي، لكن الكائن الناري سيرتاح قليلا عند الفجر، قبل أن يبدأ عمله من جديد!

ابتسم وقال: عند الفجر سيكون لدينا وقت كاف للتفكير بكيفية التخلص منه!

كيف سيتخلص عرف الديك من كرة اللهب؟