بهجت عثمان.. فنان بلا حدود

في إحدى محطات القطار، اقتربت من شباك التذاكر وألقيت التحية على البائع:  «صباح الخير يا سيدي»، أجابني «صباح النور يا بني»، «هل لي ببطاقة الى إمبراطورية بهجاتيا العظمى؟ نظر إلي الرجل مستغربًا «العفو يا بني، هل أنت متأكد من الاسم ؟» فأجبته «نعم، إنها إمبراطورية بهجاتيا العظمى التي يترأسها الامبراطور بهجاتوس»... انتظر بائع البطاقات قليلًا وهو يفكر أين تقع هذه الإمبراطورية... لم يخطر بباله أنها ليست موجودة سوى في واحد من الكتب، التي ألفها ورسمها فنان الكاريكاتير ورسام الأطفال بهجت عثمان.

ولد الفنان بهجت محمد عثمان في العام 1931 في بولاق، أحد أحياء مدينة القاهرة. أحب الرسم منذ طفولته، وقد اكتشف موهبته مفتش الرسم الأستاذ أحمد شكري من خلال رسومه المميزة في المرحلة الابتدائية.

بعد سنواتٍ قليلة، انتقل بهجت إلى المدرسة الثانوية، والتقى هناك بأستاذ الرسم الفنان يوسف رأفت، الذي أعجب برسومه ولعب دورًا في دعم موهبته، ما دفعه بعدها للالتحاق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة، التي تخرج فيها بالعام 1954.

في بداية حياته المهنية، عمل بهجت عثمان مدرس رسم للأطفال لمدة عامين، قبل انتقاله إلى الصحافة في العام 1957، حيث نشر رسومه الكاريكاتورية في «صحيفة المساء» ومجلتي «روز اليوسف»  و«صباح الخير».  في العام 1964  بدأ يرسم لمجلات الأطفال، فنشرت رسومه في مجلات «سمير»، «ميكي»، «ماجد» و«العربي الصغير».

بهجت عثمان أو «بهاجيجو»، كما كان يحب أن يطلق عليه، كان إنسانًا طيبًا، محبًا، وعلى درجة عالية من الثقافة.  حينما التقيته في بيروت للمرة الأولى، ابتسامته الدائمة جعلتني أرى ذلك الطفل في داخله، الذي كان يرسم بخطوطه الناعمة، تلك الروائع التي أسعدت الكبار قبل الصغار.  كان ذلك المصري المتواضع الذي يحمل في فكره الكثير من الرقي والثقافة، ولديه من التفاؤل والمحبة ما كان يكفيه للنجاح والتميز.  

للتعرف أكثر على هذا الفنان القدير، الذي توفي في العام 2001، تاركًا لنا مجموعة رائعة من الكتب والرسوم، أدعوكم لزيارة موقعه الرسمي على الرابط التالي:

http :// www.bahgat-osman.com