أكاديمية أطباء صغار

مجتهدة، منذ نعومة أظفارها.. تخرجت من كلية الطب في بريطانيا وأصبحت طبيبة كما حلمت دوما.. لم تشعر الدكتورة مريم معرفي بالشبع الكافي من العلم والدراسة، فأرادت أن يستفيد الجميع مما تعلمته، وما أفاء الله تعالى بنعمه عليها، وخاصة الصغار.. وتقول: «بعد عملي في مجال الطب لاحظت أن بعض الناس يجهل أساسيات بسيطة جدا وأحيانا معدومة في العادات الصحية والصحة البدنية مما يؤدي لتفاقم حالاتهم المرضيه مع تقدم العمر، فهناك أمراض كان بالإمكان تداركها لو أن المريض لديه من المعرفة الطبية الشيء اليسير».

لمع في ذهنها بريق فكرة جادة وعملية وممتعة، تشارك بها الصغار علومها الطبية والعلمية.

وبعد بحث طويل بالإنترنت اكتشفت د.مريم قصورًا كبيرًا في التعليم الطبي لدى الاطفال، فجمعت ما ساعدها من معلومات، إضافة إلى ما اكتسبته من خبرات خلال عملها في المستشفى وأسست أول أكاديمية في الخليج العربي متخصصة في علوم الطب.

أنشأت «أكاديمية الأطباء الصغار» لأنها ترى أن الأطفال ما بين سن التاسعة والخامسة عشرة تتكون لديهم بداية ميول وطموحات المستقبل بالتبلور، فهم بهذه السن يحبون لمس الأشياء وتجربتها، فالأكاديمية تزخر بالعديد من المجسمات والنماذج العلمية التي يتشاركون في استخدامها مثل حركة الدورة الدموية والجهاز التنفسي وكيفية قياس الضغط وحسابه، وعلوم أخرى عن الدم وماذا يفعل عند حدوث النزيف وكيف يتم تحليل العينات وأخذ القياسات وماهية المعدلات الطبيعية لكل إنسان حسب عمره. كل ذلك وأكثر بأسلوب تفاعلي مرح وجميل على أيدي أطباء أكاديميين متخصصين.

فهذا أحمد يقوم بتمثيل دور المريض ويساعده أخوه عبدالله للذهاب للطبيب. ويجتمع حولهما فريق من الأطباء الصغار لبحث شكوى أحمد وكيفية علاجها وما الأسباب المؤدية إلى حاله هذه، واكتشاف الحل للعلة التي يشكو منها. الجميع مهتمون،  وفضوليون وسعداء.

أصبح الصغار يألفون مصطلحات جديدة ككلمة «جلطة» وكيفية عمل القسطرة بصورة سلسة جداً، كما أنهم يرون عن طريق المنظار عملية هضم الطعام وكيف تحدث أمامهم، ويتعلمون أيضا كيفية عمل المرارة في الجسم ومفعول الأشياء الدهنية في أجسامهم، وحساب كمية الأكل المخصص لكل فرد منهم في اليوم الواحد وكل ما يخص نموهم العضلي والعظمي وكيفية الوقاية من الأمراض المعدية، بوسائل علمية مبسطة ومرحة.

تقول د. مريم معرفي: «إن الذاكرة البصرية أطول من الذاكرة السمعية، وهذا مؤداه أن العلوم تترسخ في عقولهم الصغيرة بشكل أكبر». وبمتعة علمية يقوم هذا البرنامج على تشجيع المشاركة وإبداء الرأي وطرح الأفكار وتفاعل النقاشات والردود بين أفراد الفريق، ويضيف لمحصلتهم الثقافية، ويساعد في تكوين شخصياتهم.

وبسبب اختلاف مدارك الأطفال وتعدد سبل التعليم، كان من الضروري تبسيط العلوم، فهو ليس عبئا تعليميا لما فيه من متعة الحركة والتجربة، بل برنامج وقائي يصحح المعلومات الخاطئة التي تكونت لدى الصغار عن بعض المشكلات الصحية. كما يزيل الخوف من قلوبهم تجاه الأطباء ويجعلهم في أريحية أكبر عند شرح أي مشكلة صحية يواجهونها مستقبلا. فهذا باختصار أسلوب جديد للحياة الصحية، لخلق جيل جديد واعد ومدرك بصحة بدنه بالدرجة الأولى بأسلوب واعٍ ومرح وفعال.

 

 

تعلم الدورة الدموية


تعلم القسطرة