هؤلاء كتبوا للأطفال

هؤلاء الكتّاب العظام، وأقلامهم المبدعة

 محمود قاسم

هؤلاء الأدباء مظلومون دومًا.. فالقارئ الطفل تشده القصة أكثر من اسم الكاتب، وأغلب كتّاب الأطفال العرب لم يحصلوا على الجوائز الكبرى، مثل جائزة الدولة التقديرية في مصر، كما أن الطفل قارئ قصير العمر، سرعان ما سيكبر في السن، وتتغير نوعية قراءته.

ومن هنا تأتي أهمية أن نقدم سيرًا حياتية صغيرة، عن كتّاب الأطفال الذين أمتعوا الأطفال في أجيال مختلفة، العدد الحقيقي لهؤلاء الكتاب كبير، وليس في المستطاع الكتابة عنهم جميعًا، ونعتذر لمن لم يذكر اسمه هنا، فهذا لا يقلل من قيمته، لكنها اعتبارات المساحة، كما راعينا أن يمثل الكتاب كل البلاد العربية.

جاءت الفكرة في إعداد كتيب عن «هؤلاء أبدعوا للأطفال» من رسامين، ومؤلفين لكن لأهمية الموضوع واتساعه، خصصنا هذا العدد للأدباء، على أن يصدر عدد آخر للرسامين..

"العربي الصغير"

 

 أحمد دحبور

أنا شاعر فلسطيني، وكاتب للأطفال، مولود في مدينة حيفا الفلسطينية عام 1946، وفي زمن النكبة، نشأت، ودرست في مخيم للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة حمص السورية.

هاجرت عائلتي إلى لبنان عام 1948، في بداية النكبة، ثم توجهت إلى سورية وسط هذه القلاقل الكثيرة، لم تتح لي الفرصة أن أتلقى أي نوع من التعليم الأساسي، لكنني تعرفت وأنا صغير على أعز صديق في حياتي، إنه الكتاب، لذا وجدت نفسي أقرأ بنهم شديد، وأدركت أن المعرفة بمنزلة البحر الذي يتسع كلما غصنا فيه.

كانت القراءة الجميلة تتمثل في قراءة الشعر، كل أنواع الشعر الجيد، الشعر العربي القديم، والشعر الحديث، والشعر العالمي، وخاصة الشعر الفلسطيني.

ومن أجل فلسطين وجدت نفسي أكتب الشعر، وملأت الصفحات بقصائد عن بلادي التي نهبوها في غفلة من الزمن، أردت أن أرفع صوتي، من خلال قصائدي، خاصة في ديواني الأول: «الضواري وعيون الأطفال» الذي نشرته عام 1964، ووجدت أن كتابة القصائد للأطفال بالغة الأهمية، حتى يتشرب الصغار الحس الوطني، ويعرفوا قضية وطنهم السليب منذ طفولتهم، ونشرت ديواني «حكاية الولد الفلسطيني» عام 1971، الذي صدر في بيروت، بيروت التي نشرت لي العديد من الدواوين ومنها «اختلاط الليل والنهار» عام 1979، و«واحد وعشرون بحرا» عام 1981.

عملت مديرًا لتحرير مجلة «لوتس» الفلسطينية حتى عام 1988، ومديرًا عامًا لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

عدت إلى غزة، كي أعيش هناك، من بين العائدين إلى فلسطين المحتلة، وهناك حصلت  عام 1988 على جائزة توفيق زياد في الشعر.

 

أحمد عبدالسلام البقالي

أنا كاتب مغربي.. مولود بمدينة أصيلة المطلة على المحيط الأطلنطي، في شمال المغرب عام 1932، أسرتي من العائلات القديمة في البلاد. منذ طفولتي، وأنا أقرأ عن مصر، لذا سافرت إلى هناك، كي أدرس في مدارسها، ثم التحقت بجامعتها، وحصلت على ليسانس علم الاجتماع عام 1959. ومن القاهرة، سافرت إلى نيويورك كي أدرس في جامعة كولومبيا، وقد أهلني ذلك أن أكون دبلوماسيًا أمثل بلادي في العديد من السفارات والقنصليات.

هذا الرحيل، جعلني متنوع الثقافات، كتبت القصص القصيرة، والروايات، ولكنني توقفت عند أدب الطفل في المقام الأول، أحب قصص الخيال العلمي لما بها من جاذبية واتساع الخيال، وأيضًا لأنها تعرف القارئ أهمية عصر العلم والتقنيات، كتبت القصة القصيرة، والشعر، والرواية، وقمت بترجمة روايات مهمة للغاية إلى اللغة العربية، وفزت بجوائز عديدة داخل المغرب وخارجها.

أميل إلى الخيال المتسع، لذا أحب قراءة الروايات البوليسية، روايات التخيل العلمي. وصدرت لي عدة سلسلات من كتب الأطفال، أول سلسلة تضم عشرة كتب في الخيال العلمي منها «المدخل السري»، «في فم الوحش»، «بطل دون أن يدري».

كما أنني أهتم بالواقع المغربي، والبيئة المغربية، خاصة مدينة أصيلة التي ولدت فيها، وريف هذه المدينة، لذا، فإنني أحب استخدام المصطلحات والتعبيرات الشعبية التي يتحدث بها الناس في المدن المغربية ولهذا، فإن رواياتي للأطفال مقروءة، مثل رواية «صابر المغفل الماكر»، و«أسطورة عيشة قنديشة».

 

 سمر المزغني

كنت أصغر مؤلفة في العالم العربي، ولدت في تونس عام 1988، وبدأت تأليف القصص وأنا في السادسة من عمري.. ومنذ أن كتبت قصتي الأولى، وأنا لا أكف عن التأليف، عرفت سحر الخيال، وملأت الصفحات البيضاء بالكلمات التي قيل لي إنها جميلة، وإنه من الصعب أن نصدق أن المؤلفة هي طفلة لم تصل إلى سن العاشرة.

كان هذا الكلام يسعدني كثيرًا، لدرجة أن كتاب جينس للأرقام القياسية اختارني  عام 2000 أصغر مؤلفة في العالم، كنت آنذاك في الثانية عشرة، كما اختارني الكتاب نفسه بعد عامين باعتباري الكاتبة غزيرة الإنتاج الأصغر في العالم، وجدت نفسي صديقة للزعماء من كل أنحاء العالم، أرسل لهم خطابات، وأدعوهم إلى قراءة قصصي، منهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والملكة رانيا عبدالله، والرئيس الراحل ياسر عرفات، وأمراء، ووزراء، وسفراء في كل أنحاء العالم..

بدأت بالنشر في مجلة «عرفان» وأنا في التاسعة من عمري، نشرت أكثر من مائة قصة قصيرة في المجلات، وقد حول الأديب نادر أبوالفتوح بعض هذه الأعمال إلى مسلسلات درامية في التليفزيون المصري، اختاروني عضوا للجان التحكيم في مهرجان سينما الأطفال بمصر، وحصلت على العديد من شهادات التكريم في تونس، والعراق، والإمارات، وفي عام 2002، صارت هناك جائزة باسمي، توزع على أطفال متفوقين في الأدب، والرسم، كما أطلق اسمي على صالون ثقافي ينعقد شهريًا في مدينتي تونس، بحضور شخصيات أدبية وفنية، أول كتاب نشر لي عام 1999، باسم «حلم في حديقة الحيوانات» وفي العام نفسه نشرت لي مؤلفات أخرى، منها «صديقة»، ومن أعمالي الأخرى «غدوت نملة»، «قصص من العالم الجميل» عام 2000، و«حمدًا على السلامة» 2002، والمجموعة القصصية «عصفور فلسطيني فقد أمه» عام 2003، و«عقرب صغير» عام 2003، و«دعوني أحلم» 2005، وغيرها.

 

جميلة كامل

نشأت في أسرة تهتم بالثقافة والمعرفة، وطوال حياتي والثقافة تحوطني، عندما تزوجت من الناقد المعروف علي الراعي، وعندما أنجبت الكاتبة ليلى الراعي.. ولدت في القاهرة عام 1925، وتخرجت في كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية عام 1948، ثم سافرت إلى بريطانيا من أجل دراسة علم الاجتماع، إلا أنني عندما عدت إلى وطني، عملت في الصحافة، وتخصصت في الموضوعات التي تهم المرأة والطفل، اختارني الكاتب أحمد بهاء الدين لأتولى رئاسة تحرير مجلة «سمير»، عندما كان رئيسًا لمجلس إدارة دار الهلال، وعملت في هذا المنصب من عام 1966 إلى 1971، ثم قمت بتأسيس أول سلسلة كتب للأطفال، وهي «كتب الهلال للأولاد والبنات» عام 1983، سافرت إلى العديد من البلاد للاشتراك في دراسات خاصة بالطفل، كرست حياتي لثقافة الطفل، خاصة الفقراء منهم، حتى الآن، كتبت العديد من القصص والحكايات، من مؤلفاتي «نوادر جحا» عام 1987، و«نوادر الحيوانات»، و«ألف ليلة وليلة» عام 1985، و«حكاية الأمير وردخان»،  و«بساط الريح»، و«رحلات سندباد»، و«عندما كنت صغيرًا»، ثم «جحا ونوادر الحمقى والمغفلين»، و«مذكرات حمار»، و«أمثال وحكايات» و«عروستي الصغيرة»، و«الأراجوز» و«أبطال من بلدنا»، و«دون كيشوت»، و«الفيل يلعب النطة» عام 1991.

تم تكريمي في يوم المرأة العالمي، كرمتني منظمة اليونسيف لأنشطتي في مجال ثقافة الطفل، كما تم تكريمي في مهرجان سينما الأطفال عام 2003، وحول تجربتي قدمت كتابًا يحمل عنوان «سرقة عقل الطفل العربي».

 

 حصة العوضي

اسمي بالكامل هو حصة يوسف عبدالرحمن العوضي، مولودة في قطر عام 1956، نشأت في الدوحة، ودرست في مدارسها، وشغفت دومًا بقراءة قصص الأطفال، ومجلات الأطفال، أعجبتني القصص الخيالية، وتمنيت لو كتبتها، من أجل الأطفال كي أضفي عليهم السعادة، سافرت إلى القاهرة للدراسة، والتحقت بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، وتفرغت لدراسة الإذاعة والتلفزيون، كم حلمت أن أقدم للطفل القطري قصصًا جذابة، ومثلما كتبت للأطفال قصصًا في مجلة «حمد وسحر»، فإنني قدمت الكثير من القصص في برنامج الأطفال التعليمي «افتح يا سمسم».

أحببت تأليف القصائد منذ طفولتي، لكنني لم أنشر أيًا من هذه القصائد إلا بعد أن صرت في سن تسمح لي بذلك، في عام 1971، في مجلة «العروبة».

القصائد تطاردني أن أكتبها منذ طفولتي وصباي.. لذا تم اختياري وأنا في سن الرابعة عشرة للسفر إلى الجزائر، لحضور أول مهرجان للشباب، وألقيت قصائد عن فلسطين، وأيضا عن الوحدة العربية.

ديواني الأول، يحمل اسم «انشودتي»، نشرته عام 1983، وهو بمنزلة قصائد للأطفال، وبعد أربعة أعوام نشرت الجزء الثاني من الديوان نفسه، ثم نشرت ديواني «كلمات اللحن الأول» عام 1988، وصدرت لي مسرحية شعرية باسم «الياسمين»  عام 1996، ومن أعمالي الأخرى: «حول مائدة الأحلام»، «خروف العيد»، «الشمس لاتزال نائمة»، و«في ضوء القمر»، و«نورة ورسم الحناء».

الجوائز تسعد الكاتب كثيرا.. وقد حصلت على أكثر من جائزة عن إبداعي كشاعرة، منها الجائزة الأولى في مسابقة كلية الإعلام الأدبية، وأيضا مسابقة نادي طلبة قطر الثقافي.. وغيرها..

 

دلال حاتم

ما أجمل أن يكون المرء من مواليد الشام، أو بالأحرى دمشق.. لقد ولدت هناك عام 1931، ولدت كي أقرأ، وأكتب، لذا فإنني منذ طفولتي، وأنا قارئة نهمة، ولكثرة القراءات تمنيت أن أكون كاتبة، مثل الأدباء المرموقين، الذين أقرأ أعمالهم، ويتحدثون إلىّ بكل صدق، ويتمتعون بخيالات واسعة، لذا التحقت بقسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق، وتخرجت هناك عام 1955، شغفت كثيرا بالكتابة للأطفال، ورغم وظائفي المتعددة في المجال الثقافي، ومجال المرأة، إلا أنني عشقت التأليف للأطفال، وكان من حسن حظي أنني عملت في مجلة «أسامة» منذ عام 1970، وكنت سكرتير التحرير لسنوات طويلة.

مع مجلة «أسامة» عرفت لذة التأليف للأطفال، وفي مجلة «أسامة» كان شعوري مثل من رموا به في البحر، وطلبوا منه ألا يبلل جسمه، في البداية شعرت بالاغتراب ودربت نفسي على الكتابة للأطفال مع أسرتي، كان هؤلاء الأطفال هم مرآتي في التأليف، وبدأت أجد المفردات السهلة، التي تعبر عن خيال واسع، وبدأت أرى الجميع صغارًا أمامي، الأطفال، والبالغين معًا.. ورأيت في الجميع أبناء لي، وأنا التي لم يرزقني الله بأطفال.

صارت المجلة بمنزلة حياتي، وتتلمذت على يدي الكاتب المعروف زكريا تامر، وكنت صاحبة الاقتراح بأن يصدر كتاب «أسامة» كل شهر.. وكونت ثنائيًا متفاهمًا مع الرسامة المبدعة لجينة الأصيل، وانسجمنا كثيراً، أنا أكتب، وهي ترسم.

عشت أجمل أيام حياتي، وأنا أكتب للأطفال، ثم بدأت أؤلف كتبًا للصبية، منها كتاب «أربع قطط صغيرة» و«سمكة برتقالية اللون»، و«مذكرات عشرة قروش»، و«حدث في يوم ربيعي»، وحصلت على جوائز عما كتبته، مما شجعني أكثر على أن أتفرغ للكتابة للأطفال، صدر لي أكثر من ثلاثين كتابًا، إما قصص مليئة بالخيال أو دراسات عن ثقافة الطفل، بالإضافة إلى المسلسلات الإذاعية، ومسرحيتين للأطفال.

 

 روضة الهدهد

نعم، هذا هو اسمي، أنا كاتبة أردنية خصصت حياتي للأطفال، مولودة في أسرة فلسطينية في مدينة يافا عام 1946، عشت في بيروت، ودرست في جامعة بيروت العربية، وتخرجت في كلية الحقوق عام 1972.

منذ طفولتي وأنا أحب قصص الأطفال، إما أن أقرأ القصص، أو أن أكتبها، وبدأت حياتي العملية عندما أشرفت على ملحق الطفل الأسبوعي في جريدة «الدستور» الأردنية، وعلمتني هذه التجربة أن التواصل مع الأطفال هو وقود الكاتب. توليت منصب مدير دار كندة لكتب الأطفال التي نشرت لي أول كتاب للأطفال عام 1979. وهي أيضًا التي أصدرت لي عشرات الكتب.

كل كتبي التي نشرتها بمنزلة أصدقائي، وأبنائي، وأذكر منها «قراصنة البحر»، و«أسد فوق حيفا»، و«السجين الفنان»، و«مهمة في الأغوار» وأنا أحب كتابة القصص الخيالية الخرافية، مثل كتاب «ليلى والكنز»، كما أصدرت كتبًا في سلسلة «قصص الصحابة»، وأنا أحب كثيرًا كتابة مسرحيات للأطفال، مثل مسرحية «صراع في الغابة».

قصصي تنطبق عليها مقولة «حواديت عائلية»، بمعنى أن الأم يمكنها أن تقرأها لأولادها، وأبطال هذه القصص هم أفراد الأسرة، ولهذا السبب، فإنني حصلت على جائزة الدولة التقديرية في أدب الطفل لعام 1999، وكنت قد حصلت على جوائز عديدة لأدب الطفل، مثل جائزة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1992.

 

 سليمان العيسى

أنا شاعر سوري، وكاتب للأطفال، مولود في النعيرية في أنطاكية عام 1921، تعلمت في القرية التي ولدت بها، ثم أكملت تعليمي في كل من حماه، والعاصمة السورية دمشق، ثم سافرت إلى بغداد، وهناك درست في دار المعلمين، وعدت إلى حلب كي أعمل مدرسًا، ثم ترقيت في وزارة التربية السورية من خلال المناصب التربوية.

وضعت عيني على الأطفال، منذ أن كتبت أول قصيدة، وأنا صبي، التقيت في بغداد بالشعراء الكبار، وصادقتهم وتأثرت بهم، مثل بدر شاكر السياب، والشاعرة نازك الملائكة، والشاعر عبدالوهاب البياتي، اعتمدت في أشعاري على أبعاد تربوية في قصائدي التي كتبتها للأطفال وللشباب، متأثرًا بخلفيتي السياسية، ونشرت خمسة عشر ديوانًا، منها «دمع الفجر»، و«شاعر بين الجدران»، و«أزهار الضياع».

أما كتبي للأطفال فهناك «ديوان الأطفال»، ومسرحيات «المستقبل»، و«النهر» عام 1969، و«القطار الأخضر» عام 1976، وصدرت كتبي للأطفال في سلاسل كل منها يقع في عشرة أجزاء، السلسلة الأولى «غنوا يا أطفال» عام 1979، التي تتضمن ما يزيد على مائة نشيد للأطفال، وأيضًا سلسلة «شعراؤنا يقدمون أنفسهم للأطفال»، وسلسلة الآداب للصغار «لبيك أيتها المرأة»، و«ابن العراء»، ومسرحية «النهر» للأطفال عام 1969.

جمعت قصائدي في ديوان ضخم تغلب فيه أناشيد الأطفال، أحببت بلاد اليمن بطبيعتها، وناسها الطيبين، وأقمت هناك منذ سنوات طويلة.

هذه الأعمال فتحت لي أبواب التكريمات، والجوائز الأدبية، التي ظلت تلاحقني حتى بعد الرحيل عام 2008.

 

 د. محمد المنسي قنديل

ولدت في مدينة المحلة الكبرى بمصر في عام 1946، ثم حصلت على بكالوريوس الطب في جامعة المنصورة عام 1973، اتجهت إلى الكتابة والقراءة منذ طفولتي، ورغم أنني عملت في بداية حياتي كطبيب في بعض القرى المصرية، إلا أنني قررت أن أتفرغ للأدب بعد تخرجي، وبدأت بكتابة القصص القصيرة، والروايات، سافرت إلى قطر، وعملت في جريدة «الراية» لمدة عامين، ثم عدت إلى القاهرة لأتفرغ للتأليف، نشرت مجموعاتي القصصية الأولى ومنها «احتقار قط عجوز»، و«من قتل مريم الصافي؟»، التي حازت جائزة الدولة التشجيعية  عام 1988، كتبت أكثر من باب قصصي في مجلة «ماجد» منذ صدورها، وعملت في مجلة «العربي»، وأيضًا في مجلة «العربي الصغير» وكتبت «مغامرات العربي الصغير».

من أعمالي في أدب الأطفال، بالإضافة إلى مئات قصص الاستربس، كتب وروايات للأطفال، منها «الدبة ساعي بريد الغابة»، و«يهودي في بلاط النعمان»، و«6 كتب من ألف ليلة وليلة»، و«حكايات عن ريم»، و«الدبة»، و«رجل من قبيلة النساء»، و«الحظ»، و«علاء الدين».

 

 سميرة شفيق

في بداية حياتي، عملت مضيفة جوية، لأنني أتحدث الإنجليزية والفرنسية، هذه المهنة جعلتني أشاهد كل بلاد العالم، وأتعرف على الأطفال من كل الأجناس والألوان، لذا صرت كاتبة أطفال، أنا مولودة في عام 1936، حصلت على ليسانس الحقوق في جامعة عين شمس عام 1967، عشت في باريس قرابة سبع سنوات، حتى عام 1976، كما عملت مترجمة ومعلمة للأطفال من عام 1972، ولمدة أربع سنوات، حصلت على دراسة تربوية في باريس عن الطفل، عندما عدت إلى القاهرة التي ولدت بها، التحقت بالعمل في مجلة «المصور»، ثم عملت مديرة تحرير كتاب «ميكي جيب للأطفال»، بدأت كتابة قصص استربس في مجلات الأطفال العربية، مثل حكاية «شمسة ودانة» في مجلة «ماجد»، وأيضًا «همام وزغلول»، و«رمانة» لمجلة «العربي الصغير».

كلفتني البعثة الثقافية الفرنسية بعمل كتاب للأطفال بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للثورة الفرنسية عام 1889، أبطال «شمسة ودانة» على هيئة استربس، وفي العام نفسه قدمت ألبومًا للأطفال عبارة عن استربس باللغة الفرنسية، تحت عنوان «دعوة إلى باريس»، وقام بتنفيذ رسومه الفنان إيهاب شاكر الذي اختارني لأكون رفيقته في الحياة، ساهمت في تأسيس مجلة «علاء الدين» الأسبوعية، ونشرت بها حلقات مرسومة، في عام 2006، كرمني مهرجان سينما الأطفال بالقاهرة، من كتبي الأخرى «بطولة عائلة برهان»، و«حكاية أراجوز» عام 2000، و«حكايات السلطان» عام 2002.

 

كافية رمضان

أنا كاتبة أطفال كويتية، مولودة في حي شرق بالكويت المدينة، حصلت على ليسانس لغة عربية ودراسات إسلامية وتربية في جامعة الكويت، كما حصلت على دبلوم في التربية وعلم النفس، أما الماجستير فكان في التربية، ثم حصلت على الدكتوراه في الفلسفة، في بداية حياتي، عملت عضوًا فنيًا بمكتب مدير جامعة الكويت، عام 1976، ثم عملت مدرسًا، وأستاذًا مساعدًا بنفس الجامعة، كما عملت أستاذًا بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة الكويت.

أي أنني خصصت حياتي للتربية، وقد نظرت إلى ثقافة الطفل دومًا على أساس أنها جزء مهم من تربية الأطفال، ولهذا السبب، عملت مستشارًا للبرامج والمشاريع في المجلس العربي للطفولة، وشاركت في العديد من المؤتمرات التربوية والاجتماعية داخل الكويت وخارجها.

كتبت العديد من المقالات والبحوث في التربية، في العديد من المجلات منها «أسرتي»، و«زهرة الخليج»، حلمت دومًا بإصدار مجلة للأطفال، تصدر بالجهود الذاتية. وفي  عام 1992، صدر العدد الأول من مجلة «سدرة»، وتوليت إدارتها، ورئاسة تحريرها، صدرت المجلة بصفة شهرية، وكم حلمت أن تكون أسبوعية، وقد واجهت المجلة العديد من المتاعب، لكنها لاتزال تصدر حتى الآن، ويتم توزيعها للأطفال في مدن عربية عديدة.

كتبت تقويم قصص الأطفال في الكويت، وكتابًا عن «قواعد الإملاء»، ومشكلات اللغة العربية، كما اشتركت في دليل بحوث تعلم اللغة العربية والدين الإسلامي في الوطن العربي، اشتركت في دراسة إعداد المعلم وتدريبه بالكويت، كما اشتركت في استراتيجية بناء الإنسان الكويتي.

من بين مؤلفاتي للصغار هناك «منيرة والحلم القديم»، و«أريدكما معًا»، ثم «خطة ولكن».

 

 عبدالتواب يوسف

ولدت في القاهرة عام 1928، في أسرة نزحت من إحدى القرى، وأحببت الحياة في الريف وقرأت لكبار الأدباء، قبل أن ألتحق بكلية التجارة، وتخرجت في قسم العلوم السياسية، عملت وأنا طالب محررًا، ومترجمًا بالمجلات والصحف، وبعد تخرجي عملت مشرفًا على الإذاعة المدرسية بوزارة التربية حتى عام 1956، ثم عملت رئيسًا لقسم الصحافة والإذاعة والتليفزيون، حتى عام 1976.

بدأت علاقاتي بالكتابة للأطفال في سن مبكرة، وأقول إنه ما أجمل للكاتب أن يتفرغ للكتابة وأن يكون حرًا بعيدًا عن قيود الوظيفة، كرست نشاطي ككاتب أطفال في الإذاعة لفترة طويلة، وبدأت في تأليف الكتب منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين.

هذا النشاط الدائم مع الأطفال، جعلني كثير السفر، وتعرفت على ثقافات الشعوب في أنحاء العالم، وكم جئت معي إلى بيتي بكتب الأطفال العالمية، لأقدمها إلى القراء، حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة الدولة التشجيعية في أدب الأطفال عام 1975، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1991، وغيرهما من الجوائز، رافقتني في رحلتي في عالم ثقافة الطفل زوجتي الكاتبة المشهورة نتيلة راشد المعروفة باسم «ماما لبنى»، والتي تولت رئاسة تحرير مجلة «سمير» لسنوات طويلة.

ساعدني تفرغي للكتابة أن أكون غزير الإنتاج، فقمت بالتأليف، وأيضًا بالترجمة، وتنوعت عناوين كتبي ومؤلفاتي، التي وزعت منها الملايين من النسخ لدى دور النشر، ومن أبرز مؤلفاتي «حياة محمد» الذي فاز بالعديد من الجوائز، خاصة في معرض بولونيا عام 2000.

من مؤلفاتي الأخرى «الرضيع الصغير»، «عطاء السماء»، «من هو البطل؟»، و«كلنا صيادون»، و«الأقلام الضائعة»، و«الثواب والعقاب»، و«سر المسطرة»، «سلة المهملات»، «خيال الحقل»، وقد وصل عدد كتبي إلى أكثر من سبعمائة كتاب للأطفال، بعضها طبع في مصر، والبعض الآخر في البلاد العربية، خاصة الكويت وسورية، كما أنني أكتب أيضًا للكبار.

 

فاروق سلوم

أنا كاتب أطفال عراقي، مولود في عام 1948، ونشأت في بيت ريفي مليء بالدفء والطيبة، سافرت إلى العاصمة بغداد، وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة بغداد، عقب تخرجي عملت في الصحافة العراقية مترجمًا، وكاتبًا.

أكتب القصيدة، والقصة القصيرة، والمسرحية، كرست قلمي للتأليف للأطفال، وقد نشرت أول ديوان شعر لي، خاص بالأطفال عام 1980 تحت عنوان «أغاني الحصان»، كما أنني نشرت روايات للفتيات، منها رواية «فتاة الأخطار» عام 1987، ومن مؤلفاتي الأخرى «حكاية تموز»، و«سنبل والكرة»، و«فراشات ونجوم»، و«فصول»، و«ملحمة جلجامش»، و«خطوات فوق الجسر»، ثم نشرت رواية «قوس قزح» عام 1995، تبعتها رواية «تفاصيل لأيامنا» في نفس السنة.

من كتبي الأخرى «البيت»، و«العربة المكسورة»، ترجمت للأطفال مجموعة كبيرة من روايات الأطفال، مثل كتاب «المعلم الطيب»، و«الأرانب الثلاثة»، وقد حصلت بعض هذه الأعمال على جوائز خاصة بثقافة الطفل، منها جائزة منظمة الألكسو للتربية والثقافة والعلوم عام 1982، كما حصلت على وسام الاستحقاق العالمي عام 1992 عن مجموعة مؤلفاتي.

حاولت أن أضع كل خبراتي في مجلة الأطفال الشهيرة «المزمار» حين توليت رئاسة تحريرها، وقد حدث نفس الشيء، عندما صرت رئيسًا لتحرير «مجلتي» التي تصدر في بغداد أيضًا للأطفال.

 

 فرج الظفيري

أنا كاتب سعودي، ولدت في الكويت عام 1964، في أسرة سعودية، حصلت على بكالوريوس الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض عام 1997، بتقدير عام ممتاز، وفي عام 2006، حصلت على درجة الماجستير في الصحافة في الجامعة الأمريكية في لندن.

وجهت حياتي وقلمي للأطفال، واكتسبت خبرة في العمل بالعديد من مجلات الأطفال، ومنها على سبيل المثال مجلة «فراس» ومجلة «باسم»، كما أنني عملت لمدة أربع سنوات في مجلة «العربي الصغير»، كما نشرت قصصًا في مجلة «سعد» الكويتية، قمت بتصميم وكتابة العديد من القصص، والشخصيات الناجحة في مجلات الأطفال، منها شخصية «الجندي الجبلي»، و«شغلان» في مجلة «باسم»، والمحقق «عدسة» في مجلة «أنس»، وأيضًا شخصية محبوب في مجلة «فراس».

هذا التنوع ساعدني على أن أتقرب أكثر إلى الأطفال، فالكتابة في المجلة، تعني أن القارئ ينتظرك كل أسبوع، أو كل شهر، حسب إصدار المطبوعة، ومن هذه المجلات أيضًا «براعم الإيمان»، ومجلة «الجيل الجديد»، ومجلة «ميكي»، وأيضًا في صحيفة «الأنباء» الكويتية.

تعمدت أن أتعامل مع الأطفال في مجالات متعددة، مثل تأليف القصص القصيرة، أو القصص الكومكس، بالإضافة إلى أبواب التسالي، واللعب مع المعرفة. وقد ساعدني هذا أن يكون لي أصدقاء من الأطفال في أماكن متعددة في الكويت، والبلاد العربية.

 

 محمد محمود شعبان «بابا شارو»

أجمل ما في الكتابة للأطفال، هو أن الكاتب يشعر في داخله أنه يكتب للطفل الذي بداخله..

ومن هنا جاء التعبير الذي يردده البعض:

- الكتابة للأطفال أصعب بكثير من الكتابة للكبار.

وهكذا كنت أنا «بابا شارو»، أو محمد محمود شعبان، كم هو اسم لطيف وسهل، ومثير للخيال.. فمن يكون شارو هذا.. وما هي حكايته؟

«بابا شارو» كان مذيعًا، ومخرجًا، وكاتبًا، وكان ملايين الأطفال ينتظرون برامجه الرائعة كل يوم.

مولود عند شاطئ البحر، في مدينة الاسكندرية عام 1912.. وعندما صرت شابًا، قررت أن أذهب إلى القاهرة، وأترك مدرسة الحقوق كي أدرس الآداب..

كنت متنوع الثقافة، درست اللغات القديمة، وأتقنت لغات معاصرة، وبدأت حياتي مترجمًا.. ودفعني الدكتور طه حسين للعمل في الإذاعة المصرية عام 1940.

وما إن قلت «هنا القاهرة» حتى قررت أن أكرس حياتي من أجل الاتصال بالناس عبر الإذاعة..

في البداية ترجمت الروايات العالمية ورحت أحكيها للأطفال، مثل قصص «دون كيشوت»، «توم سوير»، «أوليفر تويست».

لذا، وجدت نفسي أمام المواهب الصغيرة، أقدمها وأكتشفها، مثل نجاة الصغيرة، وأختها سعاد حسني، وأحمد خيرت، الذي كتب أجمل أغنيات الأطفال شعرًا، وموسيقى. وقد شاركته العمل.

اشتهرت أعمالي للأطفال مثل «عيد ميلاد أبو الفصاد»، و«الدندرمة» ثم المسلسل الشهير «ألف ليلة وليلة» الذي كتبه طاهر أبو فاشا، وامتلأ بالقصص الجذابة، الخيالية..

ومن أعمالي أيضًا للأطفال «الأغاني للأصفهاني»، و«أصل الحكاية»، و«عروس البحر»، وغيرها..

في جعبتي عشرات الجوائز، والتكريمات وقد ظللت مخلصًا للراديو حتى قلت كلمتي الأخيرة.

 

 


أحمد دحبور



أحمد عبدالسلام البقالي


جميلة كامل



حصة العوضي



دلال حاتم



روضة الهدهد



سليمان العيسى



د. محمد المنسي قنديل



سميرة شفيق


عبدالتواب يوسف



فاروق سلوم



فرج الظفيري