«كورونا» يختار ضحاياه

 مازال إعصار كورونا يجتاح العالم، لم يعد مجرّد وباء، لكنّه لغز حقيقي يواجه البشرية، على مدى عام ونصف العام استطاع العلماء أن يحلّوا جزءًا من غموضه، وتم اكتشاف أكثر من لقاح حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه، لكن الجزء الأكبر من هذا اللغز ظلّ غامضًا.
 لقد هاجم الفيروس بشراسة وانتشر بسرعة، فأدخل العديد من ضحاياه في دوامة الموت المفاجئ، لا توجد سدود تستطيع أن تقف في طريقه، ولا أيّ أدوية يمكن أن تُضعف قواه، وكأن الفيروس من الذكاء بحيث استطاع أن يتحوّر ليقاوم اللقاحات التي أنتجتها البشرية لمقاومته.

في‭ ‬الزمن‭ ‬القديم،‭ ‬كان‭ ‬الملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬أيّ‭ ‬وباء‭ ‬يغلقون‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬أبواب‭ ‬القصور‭ ‬والقلاع،‭ ‬وكانت‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬فوق‭ ‬تلال‭ ‬مرتفعة،‭ ‬يعجز‭ ‬بقية‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬أبوابها‭ ‬سميكة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختراقها،‭ ‬يخزّنون‭ ‬طعامهم‭ ‬وشرابهم‭ ‬لأيّام‭ ‬طويلة،‭ ‬ولا‭ ‬يبالون‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الأسفل،‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا،‭ ‬لا‭ ‬يخرجون‭ ‬إلّا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تصمت‭ ‬آخر‭ ‬تأوّهات‭ ‬الموتى،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الحيطة‭ ‬القديمة‭ ‬ليست‭ ‬مُجدية‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭ ‬الفيروس‭ ‬اختراق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحصينات،‭ ‬وأصاب‭ ‬حتى‭ ‬الملوك‭ ‬ورؤساء‭ ‬الجمهوريات،‭ ‬هناك‭ ‬طغاة‭ ‬وجبابرة‭ ‬عجزت‭ ‬شعوبهم‭ ‬عن‭ ‬النَّيل‭ ‬منهم،‭ ‬لكن‭ ‬الفيروس‭ ‬‮«‬قام‭ ‬بالواجب‮»‬‭ ‬ونال‭ ‬منهم،‭ ‬لقد‭ ‬سقط‭ ‬العديد‭ ‬ضحايا‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الموتى‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬إنسان،‭ ‬ومازال‭ ‬الضحايا‭ ‬يتساقطون،‭ ‬لكنّ‭ ‬اللغز‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬له‭ ‬العلماء‭ ‬حلًا‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬هو‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬ضحاياه‭.‬

 

أرقام‭ ‬منخفضة

يهاجم‭ ‬الفيروس‭ ‬الجميع‭ ‬بشراسة،‭ ‬لكنّه‭ ‬يخص‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬والمتقدمة‭ ‬بشراسة‭ ‬أكثر،‭ ‬ويلين‭ ‬قليلًا‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتخلفة،‭ ‬فتقل‭ ‬ضراوته،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يحيّر‭ ‬الأطباء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭.‬

‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬الغنية‭ ‬المرفهة،‭ ‬وفي‭ ‬أمريكا‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬أكثر‭ ‬الأنظمة‭ ‬الطبية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الكفاءة‭ ‬والإمكانات،‭ ‬يتساقط‭ ‬المرضى‭ ‬بالآلاف،‭ ‬ويموتون‭ ‬بالمئات،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬بلدان‭ ‬فقيرة،‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭ ‬والهند‭ ‬ونيجيريا،‭ ‬تشهد‭ ‬أعدادًا‭ ‬أقلّ‭ ‬من‭ ‬القليل،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬غرف‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬ظلّت‭ ‬خالية‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬حيث‭ ‬يتكدّس‭ ‬مئة‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬شواطئ‭ ‬النيل‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬ضيقة‭ ‬جدًا‭ ‬وبإمكانات‭ ‬طبية‭ ‬معقولة‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬توازي‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬الكبير،‭ ‬ظلت‭ ‬الأعداد‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬القريبة‭ ‬منهم،‭ ‬ورغم‭ ‬إجراءات‭ ‬العزل‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية،‭ ‬ظلت‭ ‬الأرقام‭ ‬منخفضة‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وظلت‭ ‬كذلك‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمّ‭ ‬ضربها‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬أضعاف،‭ ‬وقد‭ ‬ارتفعت‭ ‬الأصوات‭ ‬تنتقد‭ ‬الإدارة‭ ‬الصحية‭ ‬لأنّها‭ ‬تنشر‭ ‬أرقامًا‭ ‬منخفضة‭ ‬وغير‭ ‬صحيحة،‭ ‬وهي‭ ‬بالطبع‭ ‬كذلك،‭ ‬فالحصول‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬حقيقية‭ ‬يمثّل‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يبلغ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬السلطات،‭ ‬ولا‭ ‬يقومون‭ ‬بأي‭ ‬فحوص،‭ ‬ويبالغ‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬استنتاج‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أنهم‭ ‬يقومون‭ ‬بدفن‭ ‬الموتى‭ ‬سرًا‭ ‬دون‭ ‬إعلان،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭. ‬

وذهبت‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬وجاءت‭ ‬الثانية،‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬الأرقام‭ ‬ظلت‭ ‬منخفضة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المجدي‭ ‬اتهام‭ ‬السلطات‭ ‬لإخفاء‭ ‬الأرقام،‭ ‬خاصّة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬كثيرًا‭ ‬إخفاء‭ ‬الجثث،‭ ‬وقد‭ ‬لجأ‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬تبرير‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الانخفاض‭ ‬هو‭ ‬لقاح‭ ‬الدّرن‭ ‬المضاد‭ ‬لمرض‭ ‬السُّلّ،‭ ‬فالجميع‭ ‬مازالوا‭ ‬يتطعّمون‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬طفولتهم،‭ ‬بينما‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬قد‭ ‬هجرته‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أيّ‭ ‬صلة‭ ‬بين‭ ‬اللقاح‭ ‬والفيروس‭ ‬الجديد،‭ ‬فإنّ‭ ‬الجميع‭ ‬قد‭ ‬ارتاحوا‭ ‬لهذا‭ ‬التفسير،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمكن‭ ‬إثباته‭. ‬

في‭ ‬أوربا‭ ‬الغربية‭ ‬اجتاحت‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬البيوت‭ ‬التي‭ ‬يقيم‭ ‬فيها‭ ‬العجائز،‭ ‬وقتلت‭ ‬منهم‭ ‬أعدادًا‭ ‬كبيرة،‭ ‬رغم‭ ‬أنّهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬نظيفة‭ ‬معقّمة،‭ ‬يخضع‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬فيها‭ ‬للإشراف‭ ‬الطبي‭ ‬وتتوافر‭ ‬فيها‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬اليوم،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬مزدحمة‭ ‬بأولادهم‭ ‬وأحفادهم،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬في‭ ‬أكواخ‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة،‭ ‬وعندما‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬في‭ ‬مومباي‭ ‬بالهند،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬أكبر‭ ‬حيّ‭ ‬للفقراء‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬أكواخ‭ ‬متلاصقة،‭ ‬يشقّها‭ ‬مصرف‭ ‬مائي‭ ‬مفتوح،‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يشاهد‭ ‬غرق‭ ‬الأطفال‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قطرات‭ ‬المطر‭ ‬تتساقط‭ ‬باستمرار‭ ‬من‭ ‬سقوف‭ ‬الأكواخ‭ ‬الصفيح،‭ ‬ومنها‭ ‬تنساب‭ ‬إلى‭  ‬مياه‭ ‬الشرب،‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كوخ‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬6‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار،‭ ‬وقد‭ ‬توقّع‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬يستشري‭ ‬الوباء‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬وخمسمئة‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وقد‭ ‬أعدت‭ ‬الحكومة‭ ‬مستشفى‭ ‬ميدانيًا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مئات‭ ‬الأسرّة،‭ ‬واعتقد‭ ‬الأطباء‭ ‬أنهم‭ ‬سيعملون‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬يوميًا،‭ ‬لكنّ‭ ‬المفاجأة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمُت‭ ‬سوى‭ ‬بضع‭ ‬مئات،‭ ‬ما‭ ‬يمثّل‭ ‬عُشْر‭ ‬الأعداد‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كذلك‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬التي‭ ‬يصل‭ ‬تعدادها‭ ‬إلى‭ ‬مئتي‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬كان‭ ‬الضحايا‭ ‬فيها‭ ‬واحدًا‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬

 

الوباء‭ ‬ينتقم

  ‬بدا‭ ‬الأمر‭ ‬كأن‭ ‬الوباء‭ ‬ينتقم‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغنية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬وفي‭ ‬جنوب‭ ‬صحراء‭ ‬إفريقيا‭ ‬شديد‭ ‬الانخفاض،‭ ‬ماعدا‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تحورًا‭ ‬في‭ ‬فيروس‭ ‬الوباء،‭ ‬كأن‭ ‬الوباء‭ ‬يطرح‭ ‬لغزًا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفسير،‭ ‬وأوّل‭ ‬ما‭ ‬يتبادر‭ ‬للذهن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬الأعداد‭ ‬المبلّغ‭ ‬عنها،‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دقّة‭ ‬بالأرقام،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬تبليغ‭ ‬منتظم‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬المرضى‭ ‬ولا‭ ‬الموتى،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬رغم‭ ‬أنّه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخفاء‭ ‬الجثث،‭ ‬لكن‭ ‬أضيف‭ ‬لها‭ ‬بُعد‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬معدّل‭ ‬الأعمار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬ففي‭ ‬الهند‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬الأعمار‭ ‬28‭ ‬عامًا‭ ‬فقط،‭ ‬بينما‭ ‬يتخطى‭ ‬المعدل‭ ‬في‭ ‬أوربا‭ ‬الـ60،‭ ‬والملاحظ‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬فوق‭ ‬الثلاثين‭ ‬هم‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬وتتضاعف‭ ‬شدة‭ ‬الإصابة‭ ‬كلما‭ ‬زاد‭ ‬العمر‭ ‬8‭ ‬سنوات‭.‬

‭ ‬وهناك‭ ‬سمات‭ ‬سكانية‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة،‭ ‬مثل‭ ‬نمط‭ ‬هيكل‭ ‬الأسرة‭ ‬الفردية‭ ‬وترتيباتها‭ ‬المعيشية‭: ‬مَن‭ ‬يتعايش‭ ‬مع‭ ‬مَن،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬ينتشر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتصال‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬فالحفيد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصيب‭ ‬الجدة‭ ‬بالعدوى‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬أنه‭ ‬كلّما‭ ‬ارتفع‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬قلّ‭ ‬حجم‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بالدولة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬نحو‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬ومتوسط‭ ‬حجم‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬اثنين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أفراد‭.‬

‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دولار،‭ ‬ومتوسط‭ ‬حجم‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬اثنين‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬أفراد،‭ ‬وما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خُمس‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬لديها‭ ‬فرد‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فوق‭ ‬الخامسة‭ ‬والستين‭. ‬

هل‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الموتى‭ ‬هو‭ ‬مجرّد‭ ‬سراب،‭ ‬وهل‭ ‬يحاول‭ ‬المسؤولون‭ ‬تقليل‭ ‬الأعداد،‭ ‬حرصًا‭ ‬على‭ ‬مراكزهم؟

‭ ‬الأمر‭ ‬معقّد‭ ‬هنا،‭ ‬لأنّه‭ ‬سيحرمهم‭ ‬من‭ ‬الملايين‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مساعدات‭ ‬لمقاومة‭ ‬الوباء،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬الوباء،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخفاء‭ ‬الجثث‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الموتى‭.‬

 

رأي‭ ‬علماء‭ ‬المناعة

لكنّ‭ ‬علماء‭ ‬المناعة‭ ‬لهم‭ ‬تفسير‭ ‬مختلف،‭ ‬فهم‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الاختلافات‭ ‬المكتسبة‭ ‬في‭ ‬المناعة‭ ‬البشرية‭ ‬قد‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا،‭ ‬تتضمن‭ ‬المناعة‭ ‬المكتسبة‭ ‬أو‭ ‬التكييفية‭ ‬نوعين‭ ‬رئيسيين‭ ‬من‭ ‬الخلايا؛‭ ‬الخلايا‭ ‬B‭ ‬البائية‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة‭ ‬ضد‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض،‭ ‬والخلايا‭ ‬T‭ ‬التائية،‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الخلايا‭ ‬المصابة‭ ‬حتى‭ ‬تلتهمها،‭ ‬ويمكن‭ ‬تخيّل‭ ‬الخلايا‭ ‬البائية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬قنّاص‭ ‬يستهدف‭ ‬الفيروس‭ ‬برصاصة‭ ‬جيدة‭ ‬التصويب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الخلايا‭ ‬التائية‭ ‬هي‭ ‬أشبه‭ ‬بمحقق‭ ‬الشرطة‭ ‬الذي‭ ‬يتنقل‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬إلى‭ ‬باب،‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الفيروسات‭ ‬المخبأة‭ ‬داخل‭ ‬الخلايا‭.‬

‭ ‬تتمتع‭ ‬الخلايا‭ ‬البائية‭ ‬والتائية‭ ‬بقدرة‭ ‬غير‭ ‬عادية؛‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بتوليد‭ ‬استجابة‭ ‬مناعية‭ ‬داخل‭ ‬الجسم،‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬موجودًا‭ ‬طوال‭ ‬العمر‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬ويحمل‭ ‬‮«‬ذاكرة‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬مسبّبات‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تمّت‭ ‬مواجهتها‭ ‬بالفعل‭. ‬ويتم‭ ‬تشغيل‭ ‬ما‭ ‬يسمّى‭ ‬بخلايا‭ ‬الذاكرة‭ ‬عندما‭ ‬يظهر‭ ‬العامل‭ ‬المسبب‭ ‬للمرض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويمكنها‭ ‬بسرعة‭ ‬دفع‭ ‬قوى‭ ‬المناعة‭ ‬لمحاربتها‭. ‬

وقد‭ ‬أجريت‭ ‬تجارب‭ ‬فحص‭ ‬الدم‭ ‬على‭ ‬عيّنات‭ ‬مأخوذة‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬عيّنات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوباء،‭ ‬وجد‭ ‬الباحثون‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬الجديد‭ ‬كان‭ ‬يؤدي‭ ‬بطريقة‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬استجابة‭ ‬للخلايا‭ ‬التائية،‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الخلايا‭ ‬تتصرّف‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تعرّفت‭ ‬إلى‭ ‬الفيروس،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تصادفه‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلّق‭ ‬بكيفية‭ ‬تعرُّف‭ ‬الخلايا‭ ‬التائية‭ ‬على‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭. ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬خلايا‭ ‬الذاكرة‭ ‬التائية‭ ‬لدينا‭ ‬تحفظ‭ ‬صورة‭ ‬البروتين‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬الفيروس‭ ‬أو‭ ‬جزءًا‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثلما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬أسرة‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬ابن‭ ‬عم‭ ‬دخيل،‭ ‬إنه‭ ‬وجه‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الأسرة،‭ ‬لكنّه‭ ‬يشترك‭ ‬في‭ ‬سمات‭ ‬العائلة‭ ‬نفسها،‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تنبّه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بعض‭ ‬خلايا‭ ‬الذاكرة‭ ‬التائية،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتشارك‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬مع‭ ‬مسببات‭ ‬الأمراض‭ ‬المنتشرة‭ ‬سابقًا؟

هناك‭ ‬جزيرة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬تدعى‭ ‬جيجوليو‭ ‬Giglio‭ ‬يعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ربّما‭ ‬اجتاحتها‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬عدوى‭ ‬التهابات‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬اجتاح‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬إيطاليا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬نجا‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬منها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬عمّا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬عدوى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تحميك‭ ‬من‭ ‬أخرى،‭ ‬ربّما‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخلايا‭ ‬التائية‭ ‬التفاعلية‭.‬

 

‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬جديدًا

  ‬أجرت‭ ‬جامعة‭ ‬سياتل‭ ‬بحثًا‭ ‬صفّت‭ ‬فيه‭ ‬تسلسلات‭ ‬جميع‭ ‬البروتينات‭ ‬من‭ ‬فيروسات‭ ‬كورونا‭ ‬المختلفة،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تسبّب‭ ‬نزلات‭ ‬البرد‭ ‬أو‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الأجزاء‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتشارك‭ ‬فيها،‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬البروتينات‭ ‬تتشارك‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الخصائص‭ ‬الأساسية،‭ ‬أيّ‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬لقد‭ ‬تعرّفت‭ ‬عليها‭ ‬الخلايا‭ ‬التائية،‭ ‬لكنّها‭ ‬لم‭ ‬تملك‭ ‬تفاصيل‭ ‬الذاكرة‭ ‬الكافية‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها،‭ ‬واكتشف‭ ‬الباحثون‭ ‬وجود‭ ‬الخلايا‭ ‬التائية‭ ‬في‭ ‬عيّنات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الوباء،‭ ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يعثروا‭ ‬على‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة،‭ ‬ربما‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬الشديدة‭ ‬الارتباط‭ ‬بخلايا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬وجدت‭ ‬بعد،‭ ‬واتضح‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أسباب‭ ‬الأمراض‭ ‬السابقة‭ ‬يمكنها‭ ‬بالفعل‭ ‬إحداث‭ ‬مستوى‭ ‬مفيد‭ ‬من‭ ‬المناعة،‭ ‬وهي‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الاختلافات‭ ‬الجغرافية‭ ‬بمعدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬الوباء‭ ‬الحالي‭. ‬

 

تاريخ‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية

ففي‭ ‬مومباي،‭ ‬مثلًا،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السنّ‭ ‬المصابين‭ ‬بأمراض‭ ‬مختلفة‭ ‬يعيشون‭ ‬وسط‭ ‬الزحام،‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬لديهم‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة،‭ ‬وأن‭ ‬مستويات‭ ‬المناعة‭ ‬لا‭ ‬تتحلل،‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬فرضية‭ ‬المناعة‭ ‬السابقة‭ ‬تقدم‭ ‬ألغازًا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭. ‬لماذا‭ ‬وصلت‭ ‬بعض‭ ‬السلالات‭ ‬من‭ ‬الفيروسات‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغنية،‭ ‬وكيف‭ ‬وجد‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية؟‭ ‬لماذا‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وليس‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬الوباء‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر؟‭ ‬

إنه‭ ‬التاريخ‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬عانته‭ ‬هذه‭ ‬البلاد،‭ ‬الكوليرا‭ ‬والسلّ‭ ‬والملاريا،‭ ‬التي‭ ‬يتعرّض‭ ‬لها‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تخلصت‭ ‬منها‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬السكان‭ ‬الأفقر‭ ‬يتعرّضون‭ ‬لأحمال‭ ‬منخفضة‭ ‬من‭ ‬الفيروسات،‭ ‬بسبب‭ ‬التهوية‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬وهي‭ ‬الأماكن‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬في‭ ‬الأجزاء‭ ‬الأكثر‭ ‬دفئًا‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬

تتوافق‭ ‬فرضية‭ ‬التعرّض‭ ‬لجرعة‭ ‬منخفضة‭ ‬هذه‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬الأعداد‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬غير‭ ‬المصحوبة‭ ‬بأعراض‭ ‬التي‭ ‬اكتشفت‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬وإفريقيا‭ ‬ومصر‭ ‬أيضًا،‭ ‬مثلما‭ ‬يستدعي‭ ‬علم‭ ‬الأوبئة‭ ‬إحساسًا‭ ‬تفصيليًا‭ ‬حقًا‭ ‬بالهيكل‭ ‬الديموغرافي‭ ‬للسكان،‭ ‬فقد‭ ‬يستفيد‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬أكثر‭ ‬حميمية‭ ‬للمظهر‭ ‬المناعي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬هو‭ ‬التواضع‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مجموعة‭ ‬معقّدة‭ ‬من‭ ‬الأدلة،‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحذر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينجرف‭ ‬الوباء،‭ ‬وعلى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬مُطلق،‭ ‬فالوباء‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬واللغز‭ ‬لم‭ ‬يُحلّ‭ ‬■