التغيّر المناخي ومصير البَشَر

ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬السادسة‭ ‬للمنتدى‭ ‬الدولي‭ ‬للاتصال‭ ‬الحكومي‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬إكسبو‭ ‬الشارقة‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2017م،‭ ‬حضرت‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬مهمّة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬التغيّر‭ ‬المناخي‭... ‬هل‭ ‬من‭ ‬حلول؟‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق،‭ ‬رئيس‭ ‬ومؤسس‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬الواقع‭ ‬المناخي‮»‬،‭ ‬آل‭ ‬غور،‭ ‬الذي‭ ‬تفرّغ‭ ‬بعد‭ ‬ابتعاده‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬لقضايا‭ ‬عالَم‭ ‬البيئة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬تهديدًا‭ ‬للسّلْم‭ ‬العالمي،‭ ‬وقد‭ ‬نبّه‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬بقضية‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬لأن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬غاياتها‭ ‬المنشودة‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬وعي‭ ‬مجتمعي‭ ‬وإدراك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭.‬

تذكرتُ‭ ‬تفاصيل‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬المذكورة،‭ ‬وعدتُ‭ ‬إلى‭ ‬الأوراق‭ ‬التي‭ ‬دوّنت‭ ‬فيها‭ ‬ملاحظاتي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تناقلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬أخبار‭ ‬موجة‭ ‬الحر‭ ‬الشديدة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬قارة‭ ‬أوربا‭ ‬ستّة‭ ‬أيام‭ ‬كاملة،‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬كتل‭ ‬هوائية‭ ‬ساخنة‭ ‬قدمت‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭.‬

ففي‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬فرنسا‭ ‬تجاوزت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬45‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬وفي‭ ‬ألمانيا‭ ‬سجلت‭ ‬39‭ ‬درجة،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬فقد‭ ‬احترق‭ ‬3500‭ ‬هكتار‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كتالونيا‭ ‬خلال‭ ‬6‭ ‬ساعات‭ ‬فقط،‭ ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬داخلية‭ ‬الإقليم‭ ‬ميكيل‭ ‬بوك‭: ‬لم‭ ‬نواجه‭ ‬حريقًا‭ ‬بهذه‭ ‬الخطورة‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عامًا‭. ‬ونال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية‭ ‬نصيبها‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الحر،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الدول‭ ‬الإسكندنافية،‭ ‬إذ‭ ‬وصلت‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬الدنمارك‭ ‬والسويد‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭.‬

 

تحرُّك‭ ‬جماعي‭ ‬

قدّم‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬رؤيته‭ ‬التشخيصية‭ ‬لواقع‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬صِدام‭ ‬مباشر‭ ‬للحضارة‭ ‬البشرية‭ ‬مع‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬نتيجة‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وتنامي‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬عديدًا‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬مثل‭ ‬الأعاصير‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬البحر‭ ‬وانتشار‭ ‬الأمراض،‭ ‬وكلها‭ ‬نتائج‭ ‬للتغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬وهي‭ ‬جميعًا‭ ‬عوامل‭ ‬تخلق‭ ‬ظروفًا‭ ‬تهدد‭ ‬السّلم‭ ‬العالمي،‭ ‬ونحن‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬عالمًا‭ ‬أفضل‭ ‬للأطفال،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نورثّهم‭ ‬عالمًا‭ ‬مليئًا‭ ‬بالفوضى‭ ‬وغير‭ ‬مستقر،‭ ‬فمثلاً‭ ‬توجد‭ ‬قضايا‭ ‬عدة‭ ‬تصنّف‭ ‬كتداعيات‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ومنها‭ ‬الجفاف‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬الناس‭ ‬والهجرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬تحديًا‭ ‬أمنيًّا‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وقد‭ ‬أشاد‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حتى‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬الدفيئة،‭ ‬لكنّ‭ ‬الجهود‭ ‬الأممية‭ ‬لن‭ ‬تكفي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تعاون‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬السريع‭ ‬لتغيير‭ ‬نمط‭ ‬التفكير‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حاليًا،‭ ‬ودور‭ ‬المعرفة‭ ‬والعلم‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وبيّن‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬أن‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬مهم‭ ‬لتعزيز‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬بهدف‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬جميعها‭ (‬الإسلام‭ ‬والمسيحية‭ ‬واليهودية‭) ‬تشجّع‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬الحياة‭ ‬وتدين‭ ‬ثقافة‭ ‬الموت،‭ ‬ومؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬تبنّي‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ثقافة‭ ‬الحياة‭ ‬والتوعية‭ ‬العامة‭ ‬لفهم‭ ‬خطورة‭ ‬الموقف‭ ‬الراهن،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬التحرك‭ ‬معًا‭ ‬لحماية‭ ‬الكوكب،‭ ‬كشرط‭ ‬لاستمرار‭ ‬الحياة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬

 

غلاف‭ ‬رقيق‭ 

وفي‭ ‬نبرة‭ ‬مليئة‭ ‬بمشاعر‭ ‬من‭ ‬لامس‭ ‬حجم‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم،‭ ‬قال‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭: ‬االإنسان‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬إنكار‭ ‬ما‭ ‬يزعجه،‭ ‬لكننا‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬إنكار‭ ‬التهديد‭ ‬القائم،‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬اختبار‭ ‬غضب‭ ‬الطبيعةب‭.‬

وتوقف‭ ‬عند‭ ‬محاولات‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يحاولون‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬العام‭ ‬وتضليله،‭ ‬مستشهدًا‭ ‬بما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬التي‭ ‬وجّهت‭ ‬أطباء‭ ‬وعلماء‭ ‬لينشروا‭ ‬معلومات‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬إثبات‭ ‬علميًّا‭ ‬على‭ ‬خطورة‭ ‬التدخين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬اكتشف‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬التدخين‭ ‬سبب‭ ‬رئيس‭ ‬لأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والرئتين‭ ‬وسواهما،‭ ‬لكنّ‭ ‬شركات‭ ‬التبغ‭ ‬الكبرى‭ ‬حاولت‭ ‬تقويض‭ ‬هذا‭ ‬التوافق‭ ‬العلمي،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحالي‭ ‬القيام‭ ‬بالشيء‭ ‬ذاته‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬العلم‭ ‬الحقيقي‭ ‬والجامعات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لإثبات‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭.‬

وأضاف‭ ‬آل‭ ‬غور‭: ‬اقد‭ ‬تبدو‭ ‬لنا‭ ‬السماء‭ ‬بوابة‭ ‬لفضاء‭ ‬فسيح،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬غلاف‭ ‬رقيق‭ ‬يعاني‭ ‬خطر‭ ‬التداعي‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬نتيجة‭ ‬انبعاث‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬التي‭ ‬يتلقّاها‭ ‬الجو،‭ ‬وتؤدي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬اتّساع‭ ‬ثقب‭ ‬الأوزون،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬ومنسوب‭ ‬مياه‭ ‬البحرب‭.‬

وعن‭ ‬التدهور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬البيئة،‭ ‬استشهد‭ ‬بتقرير‭ ‬للبنك‭ ‬الدولي‭ ‬أُعدّ‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬المقاييس‭ ‬والتقييم‭ ‬الصحي‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2016،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬يكلف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬225‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الموظفين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬والتكاليف‭ ‬المستحقة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬5‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013م‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬مباشرة‭ ‬لتلوث‭ ‬الهواء‭.‬

 

شمس‭ ‬العرب‭... ‬طاقة‭ ‬وفيرة‭ ‬

كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬كلمة‭ ‬آل‭ ‬غور،‭ ‬أن‭ ‬تنهال‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬انصبّ‭ ‬معظمها‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬لمواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬التداعيات‭ ‬المتوقّعة‭ ‬خطيرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إجماع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وتمدد‭ ‬الموجات‭ ‬الحارة‭ ‬القياسية،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬رأى‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬أن‭ ‬المدخل‭ ‬لبداية‭ ‬الحل‭ ‬يبدأ‭ ‬بأن‭ ‬تجيب‭ ‬الحكومات‭ ‬كافة‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسئلة‭ ‬رئيسة‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬المشكلة‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭: ‬كيف‭ ‬سيتم‭ ‬التغيير؟‭ ‬وماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬ليتم‭ ‬التغيير؟‭ ‬ومتى‭ ‬سنبدأ‭ ‬بالتغيير؟‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬العالمي‭ ‬وتسخير‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لحماية‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭. ‬

وأشار‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬قارة‭ ‬أوربا‭ ‬والأمريكتين‭ ‬بدأت‭ ‬بوضع‭ ‬ضريبة‭ ‬على‭ ‬الكربون،‭ ‬وكانت‭ ‬لفتة‭ ‬ذكية‭ ‬منه‭ ‬عندما‭ ‬ربط‭ ‬بين‭ ‬أهمية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬تستطيع‭ ‬الحكومات‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬لتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لكونها‭ ‬تمتلك‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتوليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬كهربية‭ ‬شمسية‭ ‬متكاملة،‭ ‬وأن‭ ‬الإمارات‭ ‬تحديدًا‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬صحيحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬قائلًا‭ ‬اإن‭ ‬تجربتها‭ ‬جديرة‭ ‬بالاتباع‭ ‬والتكرار‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة‭ ‬كافةب‭.‬

لقد‭ ‬أصاب‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬عندما‭ ‬ذكر‭ ‬أهمية‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مضيئة‭ ‬تتمتع‭ ‬بخزين‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬من‭ ‬شمس‭ ‬لا‭ ‬تفارقها‭ ‬سوى‭ ‬لفترات‭ ‬محدودة‭ ‬جدًا‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وتتناسب‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬مناخات‭ ‬الدول‭ ‬وجغرافيّتها،‭ ‬فهناك‭ ‬الطاقة‭ ‬المولّدة‭ ‬من‭ ‬الرياح‭ ‬ومن‭ ‬المياه‭ ‬الجارية‭ ‬ومن‭ ‬الشمس،‭ ‬والتطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬اليوم‭ ‬يتيح‭ ‬فرصة‭ ‬لمعالجة‭ ‬الآثار‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي‭ ‬وتبعاته‭.‬

 

مستقبل‭ ‬الحضارة‭ ‬البشرية

لقد‭ ‬شكلت‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬مع‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬محطة‭ ‬مهمّة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬متابعاتي‭ ‬لأخبار‭ ‬التحولات‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬ومستقبل‭ ‬الحضارة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬انحصرت‭ ‬مخاوفها‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬انتشار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬والحروب‭ ‬وتلوّث‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات،‭ ‬ونقص‭ ‬الموارد،‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عنها‭ ‬أهمية،‭ ‬وهي‭ ‬جميعها‭ - ‬أي‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭ ‬السابقة‭ - ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬بالغ،‭ ‬نظرًا‭ ‬لارتباطها‭ ‬بعالمَي‭ ‬السياسة‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفرّق‭ ‬بين‭ ‬قارات‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ - ‬وليس‭ ‬منطقة‭ ‬بعينها‭ - ‬أصبح‭ ‬قريبًا‭ ‬جدًّا‭.‬

لقد‭ ‬سجّل‭ ‬معهد‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬غالارغو‭ ‬لومونتيو،‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬مونبيلييه،‭ ‬درجة‭ ‬45‭.‬9‭ ‬مئوية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬حالة‭ ‬التأهب‭ ‬من‭ ‬الحر‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬القصوى‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخه،‭ ‬ومنذ‭ ‬البدء‭ ‬بتدوين‭ ‬سجلات‭ ‬الطقس‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬سجلت‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬الفرنسية‭ ‬45‭.‬9‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬فرنسا‭ ‬لا‭ ‬الكويت‭!‬

كانت‭ ‬المحطة‭ ‬الأولى‭ ‬لي‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬قد‭ ‬تمثّلت‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬إحراق‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعمئة‭ ‬بئر‭ ‬نفطية‭ ‬قبل‭ ‬اندحارها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991م،‭ ‬وهنا‭ ‬لن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الكويت‭ ‬أرضًا‭ ‬وبحرًا‭ ‬وجوًّ،‭ ‬لكنني‭ ‬سأشير‭ ‬إلى‭ ‬حركة‭ ‬الغيوم‭ ‬السوداء‭ ‬الكثيفة‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬حركة‭ ‬الرياح‭ ‬لتلفّ‭ ‬العالم‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬واليابان‭ ‬وجزر‭ ‬هاواي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استمرت‭ ‬آبار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الاشتعال‭ ‬نحو‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر،‭ ‬حتى‭ ‬تم‭ ‬إطفاء‭ ‬آخر‭ ‬بئر‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬1991م،‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬القاسية‭ ‬تعلّمنا‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬البيئي،‭ ‬يمسّنا‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬التحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي‭ ‬واعتباره‭ ‬خطرًا‭ ‬داهمًا‭ ‬يواجه‭ ‬مستقبل‭ ‬الحضارة‭ ‬البشرية‭.‬

‭ ‬

صدمات‭ ‬بيئية‭ ‬

إن‭ ‬ذلك‭ ‬الخطر‭ ‬البيئي،‭ ‬رغم‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية،‭ ‬وآخرها‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬الذي‭ ‬انسحبت‭ ‬منه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬سوى‭ ‬بداية‭ ‬التحرك‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحكومات،‭ ‬ونجاحها‭ ‬مرهون‭ ‬بمؤشرات‭ ‬انخفاض‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الشعوب‭ ‬ودرجة‭ ‬وعيها‭ ‬بحقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحصل؟

هي‭ ‬بالـتأكيد‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الإدراك،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬الصناعية‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مشكلة‭ ‬لم‭ ‬تساهم‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬خلقها؟‭ ‬وكيف‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يتوقع‭ ‬صناعة‭ ‬وعي‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بأوضاع‭ ‬معيشية‭ ‬وتعليمية‭ ‬ملائمة؟‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬لن‭ ‬تحقق‭ ‬مرادها‭ ‬دون‭ ‬صدمات‭ ‬بيئية‭ ‬تعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أولويات‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬أوربا،‭ ‬والدول‭ ‬الصناعية‭ ‬البارزة‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬شرًّا‭ ‬بالمطلق،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬جانبًا‭ ‬آخر‭ ‬يصبّ‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬اتخاذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬النشاط‭ ‬الصناعي،‭ ‬وتعيد‭ ‬توزيع‭ ‬أنصبة‭ ‬المواد‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬تحظى‭ ‬قضية‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي‭ ‬بنصيب‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬ستحظى‭ ‬أحزاب‭ ‬البيئة‭ ‬بدعم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتخابات،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬بقية‭ ‬الأحزاب‭ ‬قضايا‭ ‬البيئة‭ ‬بشكل‭ ‬حقيقي،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬أثناء‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭. ‬الجامعات‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية‭ ‬والمخترعون‭ ‬سيحظون،‭ ‬بدورهم،‭ ‬بفرص‭ ‬أكبر‭ ‬نحو‭ ‬اكتشاف‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المخترعات‭ ‬الصديقة‭ ‬للبيئة‭.‬

‭ ‬

البندقية‭ ‬تُغرق‭ ‬المالديف‭ ‬

إن‭ ‬صبر‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬على‭ ‬عبث‭ ‬الإنسان‭ ‬بالبيئة‭ ‬أسطوري‭ ‬ولا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية،‭ ‬مرورًا‭ ‬بإنشاء‭ ‬المصانع‭ ‬ورمي‭ ‬مخلفاتها‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بصناعة‭ ‬القنابل‭ ‬الذرية‭ ‬وتفجيرها‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬باطنها،‭ ‬لكنّها‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬غضبها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬وآخر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ظواهر‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬تفسيرات،‭ ‬مثل‭ ‬الزلازل‭ ‬أو‭ ‬ثورات‭ ‬البراكين،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬لها‭ ‬تفسيرات‭ ‬قاطعة‭ ‬مثل‭ ‬الـ‭ ‬اتسوناميب،‭ ‬الذي‭ ‬ارتفعت‭ ‬فيه‭ ‬أمواج‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬مترًا‭ ‬لتضرب‭ ‬الشواطئ‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول،‭ ‬وتقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬وخمسين‭ ‬ألف‭ ‬إنسان‭.‬

إن‭ ‬البشر‭ ‬يلوّثون‭ ‬البحار‭ ‬التي‭ ‬يأكلون‭ ‬منها،‭ ‬ويدفنون‭ ‬النفايات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬يعيشون‭ ‬فوقها،‭ ‬ويقطعون‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬يتنفسون‭ ‬منها‭ ‬الأوكسجين،‭ ‬والأرض‭ ‬تحاول‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬التكيّف‭ ‬مع‭ ‬العبث‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬أخلّ‭ ‬بتوازنها‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكأس‭ ‬فاضت،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬تضرب‭ ‬الدول‭ ‬الباردة،‭ ‬ومعدل‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المتجمدة‭ ‬يزداد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬ستغمر‭ ‬الأراضي‭ ‬المنخفضة‭ ‬وبعض‭ ‬الجزر،‭ ‬البندقية‭ ‬الإيطالية‭ ‬مثلاً‭ ‬تغرق،‭ ‬وجزر‭ ‬المالديف‭ ‬كذلك،‭ ‬الشيء‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬تتم‭ ‬بمعدلات‭ ‬أسرع‭ ‬مما‭ ‬يتوقعه‭ ‬العلماء‭.‬

 

في‭ ‬الوقت‭ ‬متّسع

لقد‭ ‬أوجدت‭ ‬الحروب‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السيئة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬مشكلة‭ ‬الهجرة‭ ‬التي‭ ‬تشتكي‭ ‬منها‭ ‬قارة‭ ‬أوربا‭ ‬اليوم،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬توقّع‭ ‬انحسارها‭ ‬بتوقّف‭ ‬حالة‭ ‬الحرب‭ ‬وعودة‭ ‬الاستقرار،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهة‭ ‬المهاجرين‭ ‬بسبب‭ ‬الجفاف؟

ومما‭ ‬ذكره‭ ‬آل‭ ‬غور‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬الجفاف‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكّل‭ ‬تحديًّا‭ ‬أمنيًّا‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬المتلاحقة‭ ‬للمستقبل‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬المتشابكة‭ ‬أصلاً‭ ‬سيدخل‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬آثار‭ ‬التغيّر‭ ‬المناخي،‭ ‬وقد‭ ‬سجّل‭ ‬التاريخ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الهجرات‭ ‬نتيجة‭ ‬التصحر؛‭ ‬إما‭ ‬لعوامل‭ ‬طبيعية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬البشر‭ ‬وتقلّص‭ ‬المساحة‭ ‬الزراعية‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬الوجهة‭ ‬سوى‭ ‬للمناطق‭ ‬الوفيرة‭ ‬بالماء‭ ‬والطعام‭ ‬والأمان‭.‬

في‭ ‬الختام،‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬جدول‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬برمّتها،‭ ‬لأن‭ ‬الصدام‭ ‬مع‭ ‬الطبيعة‭ ‬هو‭ ‬صدام‭ ‬شامل‭ ‬غير‭ ‬تقليدي‭ ‬مع‭ ‬الوجود‭ ‬البشري‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬ولحُسن‭ ‬الحظ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬متّسع‭ ‬لتجنبه‭ ‬والوعي‭ ‬الجمعي‭ ‬بإدراك‭ ‬مخاطره‭ ‬يسير‭ ‬ببطء‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ .‬

 

 

‭ ‬

 

‭ ‬