بروتينات التحلية النباتية

قد‭ ‬يندهش‭ ‬البعض‭ ‬عندما‭ ‬توصف‭ ‬بعض‭ ‬البروتينات‭ ‬بحلاوة‭ ‬الطعم،‭ ‬لكنها‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فهناك‭ ‬بروتينات‭ ‬نباتية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬السكر،‭ ‬لكنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬الإحساس‭ ‬بالحلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬مئات‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬قدر‭  ‬حلاوة‭ ‬السكروز،‭ ‬و‭ ‬نجحت‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬كثير‭  ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬استنساخ‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬وإنتاجها‭.‬

 

من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الزائد‭ ‬من‭ ‬الكربوهيدرات‭ ‬السكرية‭ ‬يصاحبه‭ ‬عادة‭ ‬التعرض‭ ‬لمستوى‭ ‬مرتفع‭ ‬من‭ ‬السعرات‭ ‬الحرارية،‭ ‬واحتمالية‭ ‬الإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثاني،‭ ‬وتسوس‭ ‬الأسنان،‭ ‬وفرط‭ ‬شحوم‭ ‬الدم،‭ ‬الذي‭ ‬يسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬العلماء‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬صناعية‭ ‬للتحلية‭ ‬مثل‭ ‬السكرين‭ ‬والاسبرتام‭ ‬وغيرهما‭.‬

وسرعان‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬تسبب‭  ‬لمستهلكيها‭ ‬سرطانًا‭ ‬في‭ ‬المثانة،‭ ‬وضعفًا‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬وأورامًا‭ ‬في‭ ‬الدماغ،‭ ‬واضطرابات‭ ‬نفسية،‭ ‬وصار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬طبيعي‭ ‬للتحلية‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬أوراق‭ ‬نبات‭ ‬الاستفيا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مركبات‭ ‬طبيعية‭ (‬استفيوسيدات‭) ‬حلوة‭ ‬الطعم،‭ ‬قليلة‭ ‬السعرات‭ ‬الحرارية،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بديلًا‭ ‬جيدًا‭ ‬لمركبات‭ ‬التحلية‭ ‬الصناعية‭ ‬بسبب‭ ‬مرارة‭ ‬طعمها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬شديدة‭ ‬النقاء،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتداخل‭ ‬كجليكوزيدات‭ ‬مع‭ ‬تركيب‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬فتعطل‭ ‬مفعولها،‭ ‬وتعادل‭ ‬حلاوتها‭ ‬مئات‭ ‬عدة‭ ‬فقط‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬اكتشاف‭ ‬بروتينات‭ ‬التحلية‭ ‬النباتية‭ ‬فتحًا‭ ‬علميًا‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والتقدير‭.‬

آلية‭ ‬واحدة

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بروتينات‭ ‬التحلية‭ ‬النباتية‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬السكروز،‭ ‬فإنها‭ ‬تشترك‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬عصبية‭ ‬واحدة‭ ‬للإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬الحلو،‭ ‬وقد‭ ‬عزلت‭ ‬جميعها‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬أشجار‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬الاستوائية‭ ‬المطيرة،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المصادفة،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬السكروز،‭ ‬طورت‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬لتثير‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬رئيسات‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭ ‬كالقرود‭ ‬والشمبانزي‭  ‬بهدف‭ ‬نشر‭ ‬بذورها،‭ ‬وقد‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬مواطنها‭ ‬لقرون‭ ‬عدة‭ ‬كغذاء‭ ‬ودواء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬أي‭ ‬مشاكل،‭ ‬لكنها‭ ‬ظلت‭ ‬حبيسة‭ ‬هذه‭ ‬المواطن‭ ‬لعدم‭ ‬توافرها‭.‬

تراوح‭ ‬وزن‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬صغير،‭ ‬ويتراوح‭ ‬بين‭ ‬6.5‭ ‬و100‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬وهي‭ ‬ميراكيولين،‭ ‬مونللين،‭ ‬ثايوماتين،‭ ‬مابنلين،‭ ‬بنتادين،‭ ‬كيوركيولين‭  ‬ثم‭ ‬برازين،‭ ‬مرتبة‭ ‬حسب‭ ‬سنوات‭ ‬اكتشافها‭ (‬1968،‭ ‬1969،‭ ‬1972،‭ ‬1983،‭ ‬1989،‭ ‬1990‭ ‬ثم‭ ‬1994م‭).‬

وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬الحلو‭ ‬للبروتينات‭ ‬يتم‭ ‬تثبيطه‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬التربسين‭ ‬باعتباره‭ ‬إنزيمًا‭ ‬يفكك‭ ‬البروتين‭ ‬وفي‭ ‬وجود‭ ‬الريبوفلافين‭ ‬الذي‭ ‬يضعف‭ ‬نشاط‭ ‬بعض‭ ‬الإنزيمات‭ ‬وفي‭ ‬وجود‭ ‬جليكوزيدات‭ ‬عدة‭.‬

ويمكن‭ ‬التعريف‭ ‬ببروتينات‭ ‬التحلية‭ ‬النباتية‭ ‬كما‭ ‬يلي‭:‬

 

ميراكيولين

مصدره‭ ‬ثمار‭ ‬أشجار‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تعرف‭ ‬بالفاكهة‭ ‬المعجزة،‭ ‬وزنه‭ ‬98.4‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬191‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬2000‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام،‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬الحلو‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الحمضي،‭ ‬ويختفي‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬الحلو‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المتعادل،‭ ‬لذا‭ ‬استخدمه‭ ‬السكان‭ ‬المحليون‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬طعم‭ ‬خبز‭ ‬الذرة‭ ‬الحمضي‭ ‬وتحلية‭ ‬عصائر‭ ‬الفاكهة‭ ‬الحمضية‭ ‬كالليمون،‭ ‬وفي‭ ‬جعل‭ ‬طعم‭ ‬نبيذ‭ ‬النخيل‭ ‬مستساغًا‭. ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الثمار‭ ‬غنية‭ ‬بمضادات‭ ‬الأكسدة‭ ‬والأميدات،‭ ‬لذا‭ ‬فهي‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬مرض‭ ‬السكر‭ ‬ومكافحة‭ ‬مرض‭ ‬السرطان،‭ ‬والبروتين‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬حلاوته‭ ‬عند‭ ‬حرارة‭ ‬5‭ ‬درجات‭ ‬مئوية‭ ‬وpH 4‭.‬

مونللين

مصدره‭ ‬ثمار‭ ‬التوت‭ ‬الصدفي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وزنه‭ ‬10،7‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬سلسلتين‭ ‬ببتيديتين‭ ‬فرعيتين،‭ ‬تحتوي‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬44‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬وتحتوي‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬50‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬فــي‭ ‬اللسان‭ ‬قــــدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكـــروز‭ ‬1500‭ ‬‭- ‬4000‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام،‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬تآزري‭ ‬مع‭ ‬المُحليات‭ ‬الأخرى،‭ ‬غير‭ ‬ثابت‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة،‭ ‬حيث‭ ‬يتخثر‭ ‬على‭ ‬50‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬ويختفي‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬عند‭ ‬pH‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9،‭ ‬لذا‭ ‬ظل‭ ‬تطبيقه‭ ‬محدودًا‭.‬

ثايوماتين

مصدره‭ ‬ثمار‭   ‬Thaumatococcus Daniellii،‭ ‬وهي‭ ‬أشجار‭ ‬استوائية‭ ‬تنمو‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬وتايلاند،‭ ‬وزنه‭ ‬22.2‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬له‭ ‬خمسة‭ ‬أشكال‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬الأشكال‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬توماتين‭ ‬1،‭ ‬توماتين‭ ‬2،‭ ‬ويحتويان‭ ‬على‭ ‬207‭ ‬أحماض‭ ‬أمينية،‭ ‬وهما‭ ‬لا‭ ‬يختلفان‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬حمض‭ ‬أميني‭ ‬واحد،‭ ‬أما‭ ‬الأشكال‭ ‬الثانوية‭ ‬فهي‭ ‬توماتين‭ ‬أ،‭ ‬توماتين‭ ‬ب،‭ ‬توماتين‭ ‬ج،‭ ‬يشبه‭ ‬في‭ ‬تركيبه‭ ‬بروتينات‭ ‬الدفاع‭ ‬ضد‭ ‬الأمراض‭ (‬PR-5‭)‬،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬تبدأ‭ ‬ببطء‭ ‬وتستمر‭ ‬طويلًا‭ ‬تاركة‭ ‬طعمًا‭ ‬يشبه‭ ‬طعم‭ ‬عرق‭ ‬السوس‭ ‬مع‭ ‬إحساس‭ ‬بالبرودة،‭ ‬وهي‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬3000‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام‭.‬

‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬تآزري‭ ‬مع‭ ‬السكرين‭ ‬والاستفيوزيد‭ ‬وجلوتامات‭ ‬أحادي‭ ‬الصوديوم،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يتآزر‭ ‬مع‭ ‬الاسبارتام‭ ‬أو‭ ‬السيكلامات،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو‭ ‬وتعديل‭ ‬النكهة،‭ ‬ويعزز‭ ‬بعض‭ ‬الروائح‭ ‬مثل‭ ‬رائحة‭ ‬النعناع‭ ‬والزنجبيل‭ ‬والقهوة‭.‬

‭ ‬وجود‭ ‬8‭ ‬روابط‭ ‬ثنائية‭ ‬الكبريتيد‭ ‬يجعل‭ ‬المركب‭ ‬ثابتًا‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة،‭ ‬فلا‭ ‬يختفي‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو‭ ‬رغم‭ ‬التسخين‭ ‬لأعلى‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬على‭ ‬pH 5.5،‭ ‬وهو‭ ‬مستقر‭ ‬عند‭ ‬pH‭  ‬من‭ ‬2‭ - ‬10‭.‬

مابنلين

مصدره‭ ‬ثمار‭ ‬Capparis Masaikai‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬يونان‭ ‬الصينية،‭ ‬وزنه‭ ‬12.4‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬له‭ ‬4‭ ‬أشكال،‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬سلسلتين‭ ‬ببتيديتين،‭ ‬A‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬33‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬وB‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬72‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬ترتبطان‭ ‬بأربعة‭ ‬روابط‭ ‬ثنائية‭ ‬الكبريتيد‭ ‬تسبب‭ ‬للجزيء‭ ‬استقرارًا‭ ‬وثباتًا‭ ‬حراريًا،‭ ‬فالشكل‭ ‬الثاني‭ ‬يتحمل‭ ‬التسخين‭ ‬للغليان‭ ‬مدة‭ ‬48‭ ‬ساعة،‭ ‬والشكل‭ ‬الثالث‭ ‬يتحمل‭ ‬التسخين‭ ‬حتى‭ ‬80‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬مدة‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬حلاوته،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬100‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام‭.‬

بنتادين

مصدره‭ ‬ثمار‭ ‬Pentadiplandra Brazzeana،‭ ‬وهي‭ ‬شجيرة‭ ‬متسلقة‭ ‬في‭ ‬غابات‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية،‭ ‬تستخدمه‭ ‬النساء‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬فطام‭ ‬أطفالهن،‭ ‬لذا‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬الاسم‭ ‬الفرنسي‭ ‬Joublie‭ ‬بمعنى‭ ‬انسيتب،‭ ‬لأن‭ ‬حلاوته‭ ‬تنسيهم‭ ‬ثدي‭ ‬الأم،‭ ‬وزنــــه‭ ‬12‭ ‬كيلـــــو‭ ‬دالــــتون،‭ ‬له‭ ‬ســـــلاسل‭ ‬فرعيــة‭ ‬ترتبــــط‭ ‬بروابــــط‭ ‬ثنائيـــة‭ ‬الكبريتيـــد‭ ‬تسبب‭ ‬ثباتــــه‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة،‭ ‬يثيــــر‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللســـان‭ ‬تبدأ‭ ‬ببــــطء‭ ‬وهــــي‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬500‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام‭.‬

برازين

مصدره‭ ‬ثمار‭  ‬الشجيرة‭ ‬السابقة‭ ‬نفسها،‭ ‬وزنه‭ ‬6.4‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون‭ (‬أصغرها‭ ‬وزنًا‭)‬،‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬54‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا،‭ ‬يوجد‭ ‬طبيعيًا‭ ‬على‭ ‬شكلين‭  ‬Pyr‭ ‬E-bra،‭ ‬تحتوي‭ ‬النهاية‭ ‬الطرفية‭ ‬N‭ ‬على‭ ‬حمض‭ ‬بيروجلوتاميك‭ (‬تمثل‭ ‬كميته‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‭) ‬وdes‭-‬Pyr-bra،‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬النهاية‭ ‬الطرفية‭ ‬N‭ ‬على‭ ‬حمض‭ ‬بيروجلوتاميك‭ (‬تمثل‭ ‬كميته‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المئة‭)‬،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬تبدأ‭ ‬ببطء،‭ ‬وهي‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬9500‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام،‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬تآزري‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬السترات‭ ‬والفوسفات،‭ ‬لذا‭ ‬يصلح‭ ‬للمزج‭ ‬مع‭ ‬المُحليات‭ ‬الأخرى‭.‬

‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬البرازين‭ ‬والاستفيوزيد‭ ‬يتفوق‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬الطعم‭ ‬على‭ ‬الاستفيوزيد‭ ‬وحده،‭ ‬وهو‭ ‬ثابت‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة‭ ‬حتى‭ ‬80‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬مدة‭ ‬4‭ ‬ساعات‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬4‭ ‬روابط‭ ‬ثنائية‭ ‬الكبريتيد،‭ ‬وكذا‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬أمام‭ ‬مدى‭ ‬pH‭ ‬واسع‭.‬

كيوركيولين

تغير‭ ‬اسمه‭ ‬إلى‭ ‬Neoculin،‭ ‬مصدره‭ ‬ثمار‭ ‬Curculigo latifolia‭ ‬الموجودة‭ ‬طبيعيًا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬ماليزيا‭ ‬وجنوب‭ ‬تايلاند،‭ ‬وزنه‭ ‬25‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬114‭ ‬حمضا‭ ‬أمينيا‭ ‬في‭ ‬مجموعتين‭ ‬ببتيديتين‭ ‬فرعيتين‭ ‬وزن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬12.5‭ ‬كيلو‭ ‬دالتون،‭ ‬يربط‭ ‬بينهما‭ ‬4‭ ‬روابط‭ ‬ثنائية‭ ‬الكبريتيد،‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتصرف‭ ‬كلكتين،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬3‭ ‬مواضع‭ ‬للارتباط‭ ‬بسكر‭ ‬المانوز،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواضع‭ ‬غير‭ ‬نشطة‭ ‬بسبب‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬حمض‭ ‬أميني‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تخوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلتصق‭ ‬بالخلايا‭ ‬البشرية‭ ‬كأنتيجين،‭ ‬مما‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬استخدامه‭ ‬كمركب‭ ‬تحلية‭.‬

يجمع‭ ‬بين‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو‭ ‬وتعديل‭ ‬النكهة،‭ ‬يثير‭ ‬حلاوة‭ ‬في‭ ‬اللسان‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالجرام،‭ ‬يقل‭ ‬الإحساس‭ ‬بالطعم‭ ‬الحلو‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬أيونات‭ ‬الكالسيوم‭ ‬أو‭ ‬الماغنيسيوم،‭ ‬لا‭ ‬يذوب‭ ‬في‭ ‬ماء‭ ‬منزوع‭ ‬الأيونات،‭ ‬بل‭ ‬يذوب‭ ‬في‭ ‬المحاليل‭ ‬الملحية‭ ‬والأحماض‭ ‬الخفيفة‭ ‬مثل‭ ‬حمض‭ ‬الخليك‭ ‬والأسكوربيك،‭ ‬وهو‭ ‬ثابت‭ ‬عند‭ ‬التسخين‭ ‬حتى‭ ‬50‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬مدة‭ ‬ساعة‭  ‬للحرارة،‭ ‬وعند‭ ‬pH‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و11‭.‬

بنية‭ ‬مختلفة

سعى‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬بروتينات‭ ‬التحلية‭ ‬النباتية‭  ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬جين‭ ‬إنتاجها‭ ‬إلى‭ ‬نباتات‭ ‬تسهل‭ ‬زراعتها‭ ‬مثل‭ ‬الطماطم‭ ‬والبطاطس‭ ‬والفراولة‭ ‬والنجيليات‭ ‬كالذرة،‭ ‬وإلى‭ ‬أشجار‭ ‬الفاكهة‭ ‬المتوافرة‭ ‬مثل‭ ‬الكمثرى‭ ‬باستخدام‭ ‬بكتيريا‭ ‬Agrobacterium‭ ‬والعامل‭ ‬المكوكي،‭ ‬فجمعت‭ ‬الثمار‭ ‬بين‭ ‬الطعم‭ ‬الحلو‭ ‬وغزارة‭ ‬الإنتاج،‭ ‬واستخدم‭ ‬علماء‭ ‬آخرون‭ ‬الجينات‭ ‬التخليقية‭ ‬لإنتاج‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬بواسطة‭ ‬كائنات‭ ‬دقيقة‭ ‬كالخمائر‭ ‬والفطريات‭ ‬الخيطية‭ ‬والبكتيريا،‭ ‬أما‭ ‬التخليق‭ ‬الصناعي‭ ‬لهذه‭ ‬البروتينات‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تحقيقه‭  ‬معمليًا،‭ ‬ولكن‭ ‬علم‭ ‬الهندسة‭ ‬الوراثية‭ ‬وهندسة‭ ‬البروتينات‭ ‬وفرا‭ ‬للعلماء‭ ‬إمكانية‭ ‬تعديل‭ ‬بنية‭ ‬هذه‭ ‬الجزيئات‭ ‬لتحسين‭ ‬خصائصها‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬حيويًا،‭ ‬ومما‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬اكتشاف‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬بروتين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬له‭ ‬بنية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬غيره‭.‬

  ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬نجح‭ (‬لامفيير‭ ‬وفريقه‭) ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬أركنساس‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬نباتات‭ ‬ذرة‭ ‬تحمل‭ ‬جين‭ ‬إنتاج‭ (‬البرازين‭) ‬بكثافة‭ ‬4‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬بروتينات‭ ‬الحبة‭ ‬وحلاوة‭ ‬تقدّر‭ ‬بـ‭ ‬1200‭ ‬مرة‭ ‬قدر‭ ‬حلاوة‭ ‬السكروز‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الوزن‭ ‬بالموللر،‭ ‬أفاد‭ ‬الدقيق‭ ‬المعدّل‭ ‬في‭ ‬تطبيقات‭ ‬الغذاء،‭ ‬واعتمد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬واليابان‭ ‬استعمال‭ (‬الثايوماتين‭) ‬كمركب‭ ‬تحلية‭ ‬عالي‭ ‬الكثافة‭ ‬ومحسن‭ ‬نكهة،‭ ‬وصنعت‭ ‬إيطاليا‭ ‬منه‭ ‬حلوى‭ ‬للأطفال‭ ‬باسم‭ "‬بونللي"‭.

يجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توفر‭ ‬هذه‭ ‬البروتينات‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬لا‭ ‬نتوقع‭ - ‬ولا‭ ‬نرغب‭ - ‬في‭ ‬أن‭ ‬يستعملها‭ ‬المستهلك‭ ‬العادي،‭ ‬بل‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يستعملها‭ ‬مريض‭ ‬السكري،‭ ‬وأن‭ ‬تستعملها‭ ‬مصانع‭ ‬الحلوى‭ ‬والشوكولاتة‭ ‬والعصائر‭ ‬والمياه‭ ‬الغازية‭ ‬والمخبوزات،‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬توفير‭ ‬أطنان‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬للسوق‭ ‬المحلي‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬المستهلك‭ ‬العادي‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬نطلبه‭ ‬منه‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬تقليل‭ ‬استهلاكه‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬وليس‭ ‬تجنب‭ ‬استهلاكه،‭ ‬لأن‭ ‬الجسم‭ ‬بطبيعته‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الجلوكوز،‭ ‬فإذا‭ ‬نقص‭ ‬تركيزه‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬يفرز‭ ‬الجسم‭ ‬هرمونات‭ ‬الإجهاد‭ (‬الأدرينالين‭ ‬والكورتيزول‭)‬،‭ ‬ويتجه‭ ‬لسحب‭ ‬الجلوكوز‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم‭ ‬كالكبد‭ ‬وغيره،‭ ‬مما‭ ‬يضر‭ ‬بالغدة‭ ‬الكظرية‭ ‬والصحة‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬تنخفض‭ ‬وظيفة‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬وتزيد‭ ‬الدهون‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البطن‭.‬

‭ ‬والتنبيه‭ ‬الضروري‭ ‬نوجهه‭ ‬إلى‭ ‬الأمهات‭ ‬حال‭ ‬توفر‭ ‬الحلوى‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬البروتينات‭ ‬النباتية،‭ ‬باعتدال‭ ‬أطفالهن‭ ‬في‭ ‬استهلاكها،‭ ‬فهي‭ ‬رغم‭ ‬خلوها‭ ‬من‭ ‬السعرات‭ ‬الحرارية‭ ‬العالية‭ ‬وعدم‭ ‬إضرارها‭ ‬بالأسنان،‭ ‬فإنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسبب‭ ‬لهم‭ ‬عزوفًا‭ ‬عن‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬كالخضراوات‭ ‬واللحوم‭ ‬وميلًا‭ ‬وإدمانًا‭ ‬للحلوى‭ ■‬