أبنائي الأعزاء
شهر يونيو عادة ما يعني للتلاميذ والطلبة نهاية العام الدراسي, وبداية فصل الصيف والعطلة الصيفية, وفي ذلك إشارة بأن لديهم أوقاتًا كثيرة للّعب والتنزّه, وممارسة الهوايات المحبّبة لنفوسهم. وقد كان ومازال للمخيّمات والأندية الصيفية دورٌ مهمٌ في الكشف عن قدرات ومهارات المنتسبين إليها من خلال الأنشطة المتنوّعة التي تُعدّ لهم.
في العشرينيّات من القرن الماضي, وفي أحد المخيّمات الكشفية الصيفية, قام صبي صغير يُدعى جاك, بِأوّل عملية غوص له, بعد أن برع في ممارسة السباحة في سنّ مبكّر, فقد كان شغوفًا بالبحر وما فيه من كائنات مدهشة تستحق اكتشافها, والتعرّف عليها. وبالفعل أصبح جاك الصغير فيما بعد ضابطًا في البحرية الفرنسية, ومستكشِفًا للمحيطات, وعالِم بِحار, بل وقد أخرج فيلمًا وثائقيًا عن البحار, نال به جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1956. جاك الصغير قاده حبّه للبحر لأن يكون أحد أهمّ علماء البِحار في المستقبل, وصانعًا للعديد من الأفلام, ومؤلِّفًا للكتب.
أبنائي الأعزّاء, جاك إيف كوستو (11يونيو1910-25يونيو1997) أحب البحر منذ صغره, وتغلّب على كل العقبات التي صادفته, وطوّر هوايته, ففي صغره تعرّض لِمرض أفقده الكثير من وزنه, لكنه أصرّ على تقوية بدنه الهزيل بالسباحة. وفي شبابه تعرّض لحادث طريق أوقفه عن عمله كطيّار, إلا أنه اعتنى بنظّارة بحرية أُهديت له, ومن خلالها شاهد واكتشف روعة الحياة تحت الماء. إن كوستو شخصية غنيّة بالتجارب, نتعلّم منها ألا نتوقّف عن الحركة والاكتشاف, واستغلال الوقت في تطوير وتنمية ما نحب القيام به. فحياته تذكّرنا بأن نحب الحياة, وإن كانت ظروفنا المحيطة غير جذّابة - كما وصفها - فهو دائمًا ما يرى أنّ (الطفولة هي أكثر فترات الحياة إثارة للأحداث).
* غلاف شهر يونيو يحتفي بِعالم البحار جاك إيف كوستو.