أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

يُحكى‭ ‬أن‭ ‬ولدًا‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬12‭ ‬عامًا‭, ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬دراجة‭ ‬يحبها‭ ‬كثيرًا‭, ‬لأنها‭ ‬وسيلته‭ ‬الوحيدة‭ ‬للتنقّل‭ ‬بِحُرية‭ ‬وأمان‭, ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬سُرقت‭ ‬دراجته‭, ‬وحاول‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭, ‬فقد‭ ‬اختفت‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬أثر‭. ‬ومن‭ ‬شدة‭ ‬حزنه‭ ‬اتّجه‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭, ‬وهناك‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬بلّغ‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭, ‬قال‭ ‬له‭ ‬الشرطي‭ ‬الذي‭ ‬استقبله‭: (‬تعلّم‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسك‭, ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬حادث‭ ‬التعدّي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬ستتعرّض‭ ‬له‭). ‬

كبر‭ ‬الولد‭, ‬وتعلّم‭ ‬الملاكمة‭, ‬ولمع‭ ‬اسمه‭, ‬وأصبح‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬الملاكمين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭, ‬وحظي‭ ‬بشهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬وقاعدة‭ ‬جماهيرية‭ ‬واسعة‭ ‬ضمّت‭ ‬معجبين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأعمار‭ ‬والأعراق‭. ‬فاز‭ ‬ببطولة‭ ‬العالم‭ ‬للوزن‭ ‬الثقيل‭ ‬3‭ ‬مرات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬20‭ ‬عامًا‭, ‬وكانت‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬وهو‭ ‬بعمر‭ ‬22‭ ‬عامًا‭, ‬حيث‭ ‬سجّل‭ ‬رقمًا‭ ‬قياسيًا‭ ‬كأصغر‭ ‬ملاكم‭. ‬ولُقّب‭ ‬بإنه‭ ‬الملاكم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كلاي‭, ‬الذي‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬17يناير‭ ‬1942‭, ‬وتوفّي‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يونيو‭ ‬2016‭, ‬الملاكم‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬مبادئه‭ ‬وقيَمه‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭, ‬ولم‭ ‬يتنازل‭ ‬عنها‭, ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬إسلامه‭. ‬بل‭ ‬وقد‭ ‬ساهم‭ ‬بِسَنّ‭ ‬قانون‭ ‬يحمي‭ ‬حقوق‭ ‬الملاكمين‭, ‬عُرف ‭ ب‬(قانون‭ ‬علي)‬ بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬والنزاهة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الملاكمة‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزاء‭, ‬حرصنا‭ ‬أن‭ ‬نحتفل‭ ‬معًا‭ ‬بذكرى‭ ‬ميلاد‭ ‬الملاكم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬كلاي‭, ‬الذي‭ ‬أحب‭ ‬هوايته‭ ‬وبرع‭ ‬فيها‭, ‬وأصبح‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬أعلامها‭, ‬وله‭ ‬حياة‭ ‬مهنية‭ ‬حافلة‭ ‬بالأحداث‭ ‬والأقوال‭ ‬الملهمة‭ ‬لنا‭, ‬والتي‭ ‬تدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والمثابرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أحلامنا‭, ‬ومن‭ ‬أجملها‭: (‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكانهم‭ ‬استخراج‭ ‬البنسلين‭ ‬من‭ ‬الخبز‭ ‬المتعفّن‭... ‬بالتأكيد‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تحقّق‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬نفسك‭). ‬

أسرة‭ ‬العربي‭ ‬صغير‭ ‬تتمنى‭ ‬لقرّائها‭ ‬عامًا‭ ‬جديدًا‭ ‬حافلًا‭ ‬بالإنجاز‭ ‬والنجاح‭. ‬