في الكويت عنوان العطاء.. أيادٍ خضراء
صغار وكبار أحبّوا بيئتهم الطبيعية, فاتّحدوا مع بعضهم, وتشابكت أيديهم لِبناء مناطق صحّية, للبيئة صديقة, وللتنمية مُستَدامة. بلغ عطاؤهم السماء, فغدت أيديهم خضراء.
إنهم أعضاء فريق الأيادي الخضراء البيئي التطوّعي, الذي اشتُهر بالكويت رسميًا عام 2017, وحمل رسالة (إعداد المتطوِّع البيئي الاحترافي لتحقيق التنمية الُمستَدامة العالمية والمحلّية, ورؤية أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح من أجل كويت جديدة
التطوّع والبيئة
في مجلة العربي زارتنا رئيسة الفريق الدكتورة سامية السعيدان، والتي وضّحت لنا أن فكرة انطلاقة الفريق جاءت من (المشاكل البيئية التي تعاني منها دولة الكويت، وحاجة المجتمع لِتغيير ثقافة الاستهلاك، ورفع مستوى الوعي البيئي، ولتشجيع الآخرين على زيادة أعداد الفِرَق التطوّعية البيئية).
أخبرتنا د. السعيدان بِاتّساع هذا الفريق للجميع، وذلك لأن كلّ مؤسِّسيه يؤمنون بأن كلّ فرد في المجتمع مسؤول عن الأرض التي يحيا عليها، فعليه واجبات و لديه حقوق، سواء كان طفلًا أو بالغًا، مواطنًا أو مقيمًا، لذا فالفريق يضمّ (كل الفئات العمرية، وجميع الجنسيات العربية والعالمية، ففيه تنوّع ثقافي كبير يتيح لنا التعارف واكتساب المعلومات والمعارف عن الآخر).
من أهداف الفريق الرئيسة إعداد العضو ليَكون متطوّعًا محترفًا، وذلك لأهمّية التطوّع فهو (أسمى وأروع الأعمال التي تُقدَّم لِخدمة الإنسان والأرض وجميع الكائنات الحيّة دون مقابل. التطوّع هو العطاء بكل أشكاله، سواء بالمال أو بالوقت والجهد، أو بالعلم والمعرفة) وأكدت د. السعيدان أن أهل الكويت اعتادوا العطاء، وأنه نهج آبائنا وأجدادنا، حتى أصبح أسلوب حياة للأجيال المتعاقبة.
التنمية المستدامة وأهداف أخرى
التطوّع له مجالات عديدة، لكن فريق الأيادي الخضراء ركّز على البيئة الطبيعية، وذلك لأثرها الكبير في صحّة الإنسان، حتى إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرّت في سبتمبر 2015 خطّة لتحقيق التنمية المُستَدامة لعام 2030، وفيها 17 هدفًا. وتذكر د. السعيدان بأن (ازدياد نسبة النفايات والمخلّفات البشرية بصورة كبيرة جدًا، دفعتنا إلى تكوين هذا الفريق وإشهاره، وتشجيع الآخرين على تكوين فِرَق بيئيّة مماثلة، لأن بيئتنا مسؤوليّتنا)
فريق الأيادي الخضراء لديه أهداف كثيرة، منها:
* نشر ثقافة الطاقة البديلة، وإعادة التدوير، وترشيد الاستهلاك في جميع المجالات.
* الاهتمام بالزراعة، والحفاظ على النباتات الصحراوية الفطرية والحياة في البرّ، والاهتمام بالأحياء البحرية ونظافة الجُزُر.
* الاهتمام بالأشخاص من ذوي الهمم، وإشراكهم في أنشطة الفريق.
* نشر ثقافة القراءة التفاعلية البيئيّة في المجتمع، وخاصّة بين الأطفال والناشئة.
أيادٍ خضراء مُنجِزة
ويسعى الفريق إلى تحقيق أهدافه السامية من خلال المشاركة في المؤتمرات المحلية والعربية والعالمية، لِلاستفادة من الأبحاث الحديثة المطروحة، والنقاشات مع المختصّين بالبيئة، ومن خلال الوُرَش التدريبة التي تُعرِّف المتطوّعين الجدد بِطُرق الحفاظ على البيئة، والأنشطة التي ينظّمها الفريق لإشراك المتطوّعين في تنفيذ أهداف الفريق التي تعزّز التنمية المُستدامة.
مجلة العربي الصغير يسعدها أن تكون أحد المساهمين في التعريف بأهمية التطوّع البيئي للحفاظ على اليابسة والمياه في كوكبنا الأرض، لِنحيا جميعًا حياة صحّية سليمة.
* التنمية المُستدامة لها مفاهيم كثيرة، أبسطها أن نتمكّن من «استخدام موارد كوكبنا دون استنزاف، وأن نتمتّع بخيراته دون المساس، أو دون إلحاق الضرر بِمقدّرات الأجيال القادمة واحتياجاتهم».