أبنائي الآعزاء
يحتفل العالم في 21 مارس باليوم العالمي للشِّعر, وتَعنى الأمم المتحدة بالشِّعر لِدَوره في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية, وقدرته على التواصل العميق بين الثقافات المتنوعة, بدليل بقائه واستمراره كنوع من أنواع الأدب الإنساني على مرّ العصور. كما أن احتفال العالم بالشِّعر يدعم التنوّع اللغوي للشعوب, ويحافظ على اللغات واللهجات, وبالأخص الجماعات المحلية والصغيرة التي تشكّل أقلّية بمجتمعات كبيرة.
وللشعراء دور بارز في إيصال القصائد والأشعار العذبة لمحبّيها بطُرق عدّة, وأهمها الأمسيات الشعرية التي يستمتع بها محبّو الشعر بإلقاء الشاعر وحضوره صوتًا وصورة. ومن أهم شعراء الخليج والوطن العربي الدكتور غازي القصيبي, والذي عاش طفولة ملهمة جدًا لقرّائنا الصغار.
ففي 2 مارس 1940 وُلد القصيبي في مدينة الإحساء بالسعودية, وكان وحيد والدَيه, فقدَ والدته بعد 9 أشهر من ولادته, فعاش مع والدٍ صارم, وجَدّة - لأمّه - حانية, وبين الطبعين النقيضين صنع غازي الصغير مستقبلاً باهرًا, لأنه - فيما بعد - رأى ذلك طريقة جيدة من طُرق التربية, كما استعاض عن الأخوة بأطفال الحيّ وتلاميذ المدرسة, فكان الأصدقاء يحيطون به من كل جانب, وذلك لشخصيّتة المحبوبة التي جعلت علاقاته طيبة مع الآخرين.
أبنائي الأعزاء, الظروف الاجتماعية القاسية التي نشأ فيها القصيبي لم تثنِه عن الدراسة واستمرار تلقّيه التعليم إلى أن نال درجة الدكتوراه. ولم تمنعه من تقلّد مناصب عدّة, فكان وزيرًا, وسفيرًا, وشاعرًا وأديبًا مبدعًا ومميّزًا. ولم ينسَ الأطفال, فقد أطلق فكرة تأسيس جمعية الأطفال المعاقين, وأصبح أحد مؤسّسيها, وعضوًا فاعلًا فيها, حتى إنه تخلّى عن مرتَّبه, وقام بتحويله بالكامل إلى الجمعية إلى أن توفّي. ومن أشعاره الجميلة في ابنته يارا يقول:
يا أجمل الحلوات... يا فرحتي
يا نشوتي الخضراء... يا كوكبي
أبوك في المكتب لمّا يزل
يهفو إلى الطأن يسعد الأطفال في الملعب
• غلاف شهر مارس يحتفي بالشاعر الدكتور السعودي غازي القصيبي.