إنذار .. إلى كوكب الأرض

إنذار .. إلى كوكب الأرض

لقد‭ ‬اختار‭ ‬الله‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬ليصبح‭ ‬الكوكب‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬الإنسان‭, ‬ولكن‭ ‬الإنسان‭ ‬بادر‭ ‬بالعدوان‭ ‬عليه‭, ‬وقد‭ ‬وقع‭ ‬هذا‭ ‬التعدّي‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬تقدّمه‭ ‬العلمي‭ ‬والصناعي‭, ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬لكي‭ ‬تستقيم‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬الكائنات‭ ‬الأخرى‭, ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬بحكمة‭ ‬وتدبّر‭, ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭, ‬فقد‭ ‬لوّث‭ ‬التربة‭ ‬والمياه‭ ‬والهواء‭, ‬وحتى‭ ‬طبقات‭ ‬الجوّ‭ ‬العليا‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التلوّث‭.‬

•‭ ‬فالتربة‭ ‬قد‭ ‬تلوّثت‭ ‬بما‭ ‬ألقى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سموم‭ ‬مختلفة‭, ‬مثل‭: ‬المخصّبات‭ ‬والأسمدة‭ ‬ومضادّات‭ ‬الأعشاب‭ ‬والحشرات‭ ‬والآفات‭ ‬ونفايات‭ ‬الصناعات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬دفنها‭.‬

٭‭  ‬والمياه‭ ‬تلوّثت‭ ‬بمخلّفات‭ ‬المجاري‭ ‬والصناعات‭, ‬ممّا‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬موت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحيّة‭, ‬فقد‭ ‬تسبّبت‭ ‬هذه‭ ‬المخلّفات‭ ‬في‭ ‬الموت‭ ‬الجماعي‭ ‬للأحياء‭ ‬الضخمة‭, ‬كالحيتان‭ ‬والدلافين‭, ‬وكذلك‭ ‬كانت‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬موت‭ ‬الأسماك‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬شتّى‭ ‬الأنهار‭.‬

٭‭  ‬وتلوّث‭ ‬الهواء‭ ‬بعوادم‭ ‬السيارات‭ ‬والمصانع‭, ‬ممّا‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تركيز‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬في‭ ‬الهواء‭, ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬أدّى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجوّ‭, ‬كما‭ ‬تلوّث‭ ‬الهواء‭ ‬بغازات‭ ‬أخرى‭ ‬سامة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭, ‬مثل‭: ‬أكاسيد‭ ‬الكبريت‭ ‬والنيتروجين‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬احتراق‭ ‬الوقود‭.‬

٭‭  ‬أمّا‭ ‬عن‭ ‬تلوّث‭ ‬طبقات‭ ‬الجوّ‭ ‬العليا‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬نتيجته‭ ‬تآكل‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭, ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الاستعمال‭ ‬المتزايد‭ ‬لِغاز‭ (‬كلور‭ ‬فلور‭ ‬هيدرو‭ ‬كربون‭) ‬كغاز‭ ‬طارد‭ ‬في‭ ‬عبوات‭ ‬الرشّ‭ ‬المختلفة‭, ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭, ‬فقد‭ ‬اكتشف‭ ‬الباحثون‭ ‬في‭ ‬طبقات‭ ‬الجوّ‭ ‬العليا‭ ‬غلافًا‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬الميثان‭ (‬غاز‭ ‬المستنقعات‭ ‬والبرك‭), ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الغاز‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬بكتيريا‭ ‬التربة‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬كلما‭ ‬ازداد‭ ‬تركيز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬عواقب‭ ‬هذه‭ ‬المكوّنات‭ ‬فهي‭ ‬كثيرة‭ ‬وخطيرة‭, ‬وهذه‭ ‬بعض‭ ‬منها‭:‬

٭‭  ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬السرطان‭ ‬والحساسية‭.‬

٭‭  ‬حدوث‭ ‬ثقب‭ ‬في‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭, ‬وهي‭ ‬الطبقة‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭, ‬حيث‭ ‬تمتصّ‭ ‬الإشعاعات‭ ‬القاتلة‭, ‬فلا‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭. ‬

٭‭  ‬خطر‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬في‭ ‬القطبين‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجو‭, ‬ممّا‭ ‬سيرفع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬يُغرق‭ ‬مناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬

٭‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الإنتاج‭ ‬الذي‭ ‬يغطّي‭ ‬احتياجات‭ ‬الغذاء‭ ‬نتيجة‭ ‬موت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الكائنات‭ ‬الحيّة‭ ‬التي‭ ‬تُستخدم‭ ‬كغذاء‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬أقلّ‭ ‬القليل‭ ‬وليس‭ ‬حصرًا‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ - ‬وما‭ ‬يزال‭ ‬يحدث‭ - ‬في‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭. ‬

‭ ‬واختتمت‭ ‬الكواكب‭ ‬السبعة‭ ‬بيانها‭ ‬بهذا‭ ‬الإنذار‭:‬

إنه‭ ‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬إلينا‭ ‬معلومات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثمّة‭ ‬تفكير‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الرحيل‭ ‬عن‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬آخر‭ ‬لم‭ ‬يتمّ‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭, ‬فنحن‭ ‬جميع‭ ‬الكواكب‭ ‬نعلن‭ ‬أننا‭ ‬سنقف‭ ‬جميعًا‭ ‬وقفة‭ ‬كوكب‭ ‬واحد‭, ‬وندافع‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أُوتينا‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬كوكب‭ ‬يتمّ‭ ‬الرحيل‭ ‬إليه‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭, ‬فإنه‭ ‬يتعيّن‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬أن‭ ‬يتخلّى‭ ‬تمامًا‭ ‬ونهائيًا‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬الرحيل‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬آخر‭, ‬ويتعيّن‭ ‬عليه‭ ‬أيضًا‭ - ‬عساه‭ ‬أن‭ ‬ينقذ‭ ‬نفسه‭ - ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬حدًّا‭ ‬لهذا‭ ‬التلوّث‭, ‬وأن‭ ‬يستخدم‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭, ‬والحدّ‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬انتشاره‭.‬

‭ ‬انتهى‭ ‬البيان‭ ‬