يا مُفترِ ِس..!
من السهل, إن سٍُ حيَّةً; ويتضمَّن فائدة للمُفترِس, وأذىً للضحية; ولا يدوم زمنُهُ طويلًا, فالمواجهة بين المُفترِس والطريدة لا تطول. والاعتيُّ أن يكون المُفترِس حيوانًا, ولكنه قد يكون نباتًا من الأنواع اللاحمُفترِسين - بطبيعة الحال - لاحمون, وبعضهم يجمع بين الأنواع الحيوانية والنباتية في قائمة طعامه; وفي بعض الحالات, لا يتضمّن الافتراس قتل الضحية قبل استهلاكها, فثمّة مُفترِسون مهيََّ جسم الفريسة, ولكن جزءًا منها.
أمٌَّ, فهالمُفترِس الكبير, والمُفترِس من الطبقة الوسطى, ومُفترِسون صغار. فالحشرات فرائس للطيور الصغيرة, التي هي - بدورها - فرائس للثعابين, التي تقتنصها الطيالمُفترِس الذي يحتلّ قمّة النسق الافتراسي, أي قمّة السلسلة الغذائية, والذي لا مُفترِس بعده, يسمّى المُفترِس الأعلى, أو المُفترِس (ألفمُفترِس لهذه الفئة من المُفترِسين إلاَّ في حالة فقدانها لقدراتها القتالية, مرضتقدّمًا بالسِسين السِسة, كالأسالمُفترِسين الكبار تأثير هائل على التوازن بين الكائنات الحيّة التي تعيش في نظام بيئي بعينه; ويتّضح هذا التأثير بشمُفترِس كبير إلى نظام بيئي لم يكن ينتمي إليه, أو عند إقصائه عن موئله الطبيعي.
وبعض أنواع المُفترِسين من الفئة (ألفمُفترِس أعلى (عمدةٌ), لأنه يحفظ التوازن العددي للفرائس من أنواع الغزلان والأرانب البرية وكلاب الماء; أما القرش الأبيض العظيم, فلا يُمُفترِس ألفوفي الشبكة الكونية للافتراس, تجد المُفترِسين الاختصاصيين, الذين لا يصطادون غير نوع محدّد من الفرائس, والمُفترِسين العمومي, الذين لا يفلتون أي فرصة لقتل أي حيوان يصلح كطعام. والحقيقة هي أن الاختصاصيّين من المُفترِسين مجبرون على التخصّص, فهم غير مهيَّالمُفترِس المتفرّغ لها دون غيرها. وهكذا, يتحدّد مدى نجاح المُفترِس, أو نجاح الفريسة, بمهارة كل منهما في استخدام أدواته; وتلك آليةٌ من آليات تحقيق الاتّزان; ولولاها لأفنى المُفترِس النوع المفضَّ لديه, ويترتّب على ذلك فناؤه هو, أيضمُفترِسها المتخصّص بها, فيعجز عن اقتناصها, فيموت سأفراد نوع الفريسة, فيختل الاتّزان بالنظام البيئي الذي تستوطنه.
إذن, الافتراس ليس مجرد رغبة عمياء في قتل كائنات حيّة أخرى; فالجوع هالمُفترِسة لمداهمة الفرائس. وقد لوحظ أن بعض الحيوانات, المعدودة من المُفترِس, والتي تعيش مرفَّهً في الحبس, أو مسً بالبيت أو بالمزرعة, تصب