جسمك ... والسُّعْــرات الحرارية الخالية
السُّعْرات الحرارية الخالية هي التسمية التي تُطلق على الأغذية التي تحتوي على السُّعْرات الحرارية فقط, ورغم أنها تمدّ الجسم بالطاقة إلا أنها خالية لا تحتوي على أيّة عناصر أخرى, مثل: البروتينات, النشويات, الدهون, الفيتامينات, الأملاح المعدنية, وغير ذلك.
والسؤال المطروح الآن: هل لذلك تأثير على الجسم?
الإجابة: نعم.. فالجسم لا بدّ له من الحصول على كفايته من العناصر الأخرى اللازمة لصحّته وسلامته وأداء وظائفه.
والسؤال المهمّ هنا: ما هي الأغذية التي تحتوي على السُّعْرات الحرارية الخالية من دون العناصر الأخرى?
والجواب هو: إنها الأغذية التي تنوّعت أشكالها, بأغلفتها الجاذبة الملونة, وتعدّدت نكهاتها, وأصبحت واسعة الانتشار, ويُقبل عليها الصغار أكثر من غيرهم, لا لقناعة منهم بفائدتها وإنما لطعمها اللذيذ المحبّب, وسهولة هضمها, ومن أمثلتها: العديد من أنواع البسكوت, المياه الغازية, السكاكر, الكراميل على اختلاف أنواعها, وغير ذلك كثير من الأغذية المستهلَكة, لا سيّما من قِبَل التلاميذ في مدارسهم.
وهنا قد يتساءل البعض: أنه يمكن تناول هذه الأغذية التي تحتوي على السُّعْرات الحرارية فقط جنبًا إلى جنب مع الأغذية التي تحتوي على العناصر الأخرى, فما الضرر في ذلك?
والجواب على مَن يطرحون السؤال هو: إن الإسراف والإفراط في تناول الأغذية التي تحتوي على السُّعْرات الحرارية فقط من شأنه أن يشعر الجسم بالشبع, لأنه لا يترك في المعدة فراغًا, ولا يعطي للشهية فرصة, وبذلك يُحرم من تناول بقية الأغذية الأخرى, فيؤدّي ذلك إلى اعتلال في صحّة الجسم ونموّه نتيجة الآثار المرَضية المترتّبة على نقص هذه العناصر, وكذلك نموّه العقلي الذي تظهر نتائجه بشكل أوضح وأقوى في عدم القدرة على التركيز, وضعف الذكاء, وصعوبة الاستيعاب الدراسي من قِبَل التلاميذ.
ومن هنا نرى مدى الأثر السلبي للإكثار من هذه الأغذية, ومن هنا أيضًا تتّضح أهمية إسداء النصيحة, بأن الأمر لا يحتاج أي علاج سوى تناول الغذاء, ليس فقط الذي يحتوي على السُّعْرات الحرارية, وإنما الذي يحتوي على كافّة العناصر.
وإذا كان من العسير صرف اهتمام الصغار عن هذه الأغذية الخالية والعناصر اللازمة, فلا أقلّ من أن نجعلهم يحدّون منها حفاظًا على صحة الإنسان وسلامته.