الكتاب

الكتاب

بين‭ ‬دَفَّتَيْه‭* ‬كنوز‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭, ‬وفي‭ ‬صحبته‭ ‬المتعة‭ ‬والفائدة‭. ‬أنيسك‭ ‬في‭ ‬وحدتك‭, ‬لايملّ‭ ‬من‭ ‬صحبتك‭, ‬ولا‭ ‬يسأم‭ ‬من‭ ‬مجالستك‭.‬إنه‭ ‬الكتاب‭,‬‭ ‬صديقك‭ ‬الصدوق‭ ‬الذي‭ ‬يعطيك‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬منّة‭*, ‬ولا‭ ‬ينتظرمنك‭ ‬جزاءً‭ ‬أوشكورًا‭.  ‬لقد‭ ‬حظي‭ ‬الكتاب‭ ‬بالاهتمام‭ ‬على‭ ‬مَرِّ‭ ‬الأزمان‭, ‬فاقتناه‭ ‬الناس‭ ‬وتهادوه‭. ‬والشعراء‭ ‬كغيرهم‭, ‬عرفوا‭ ‬قيمتة‭, ‬وكتبوا‭ ‬فيه‭ ‬أشعارهم‭. ‬

سليمان‭ ‬العيسى‭ ‬كتب‭ ‬للأطفال‭ ‬أنشودة‭, ‬عن‭ ‬رفيق‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭, ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬ينير‭ ‬قلب‭ ‬الإنسان‭ ‬وعقله‭ ‬بنور‭ ‬العلم‭, ‬و‭ ‬يزوّده‭ ‬بالمعرفة‭ ‬ليخطو‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬المستقبل‭:‬

يَا‭ ‬بُستانَ‭ ‬الحَرفِ‭ ‬الأخضرْ‭, ‬يا‭ ‬ضَوْءًا‭ ‬يَنسَاب

في‭ ‬قلبي‭ , ‬في‭ ‬عمْري‭ ‬الأنضَر‭, ‬سَمَّيْناهُ‭ ‬كِتابْ

أنتَ‭ ‬رفِيقِي‭  ‬فِي‭  ‬مَدْرَسَتِي‭, ‬أَنْتَ‭ ‬سميرُ‭ ‬الدّارْ

تَحْلو‭ ‬النُّزهة‭ ‬في‭ ‬صفَحاتِكَ‭, ‬تحْلُو‭ ‬ليْلَ‭ ‬نهارْ

عَلِّمْني‭ ‬دربَ‭ ‬المُستقبلْ‭, ‬زَوِّدني‭ ‬بِالحُلُمِ‭ ‬الأجمَلْ

يَا‭ ‬بُستانَ‭ ‬الحَرفِ‭ ‬الأخضرْ‭, ‬سمَّيناهُ‭ ‬كِتابْ

نقطفُ‭ ‬منكَ‭ ‬الثَّمرَ‭ ‬الأخضرْ‭, ‬يا‭ ‬خيْرَ‭ ‬الأصحابْ‭ ‬

 

وكتب‭ ‬شريف‭ ‬قاسم‭, ‬عن‭ ‬كتابه‭ ‬الجميل‭, ‬وحروفه‭ ‬الرائعة‭, ‬وعن‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭, ‬والمتعة‭ ‬والفائدة‭ ‬التي‭ ‬يجنيها‭, ‬وهو‭ ‬يطالع‭ ‬مافيه‭ ‬من‭ ‬علوم‭ ‬وأخبار‭ ‬وحكايات‭ ‬يستلهم‭ ‬منها‭ ‬العِبَر‭:‬

كتابي‭  ‬جميلٌ‭ ‬كوَجهِ‭ ‬الربيعْ

وفيهِ‭  ‬حروفٌ‭ ‬بٌِ‭, ‬وفيهِ‭ ‬صُوَرْ

وفيهِ‭ ‬حَكَايا‭, ‬وفيهِ‭ ‬عِفيهِ‭ ‬سروري‭, ‬وطعمُ‭ ‬الهناءَةْ

الكتاب‭ ‬خير‭ ‬صديق

لقد‭ ‬حثّ‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬مصاحبة‭ ‬الكتاب‭, ‬بل‭ ‬واتّخذه‭ ‬بعضهم‭ ‬صديقًا‭ ‬يغنيه‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأصدقاء‭, ‬فهو‭ ‬ودود‭, ‬وفيّ‭, ‬لايصدر‭ ‬منه‭ ‬لوم‭ ‬أو‭ ‬عتاب‭. ‬يقول‭ ‬أحمد‭ ‬شوقي‭:‬

أنا‭ ‬مَن‭ ‬بَدّلَ‭ ‬بِالكتبِ‭ ‬الصّحابا

لم‭ ‬أجِدْ‭ ‬لي‭ ‬وافيًا‭ ‬إلا‭ ‬الكتابا

صاحبٌ‭ ‬إن‭ ‬عبتَهُ‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬تَعِبْ

ليس‭ ‬بِالواجدِ‭ ‬لِلصّاحبِ‭ ‬عابا

صحبةٌ‭ ‬لم‭ ‬أشْكُ‭ ‬منها‭ ‬رِيبةً‭*‬

ووِدادٌ‭ ‬لم‭ ‬يُكلّفْن

 

ويمدح‭ ‬ابن‭ ‬عبنِعْمَ‭ ‬الأنيسُ‭ ‬إذا‭ ‬خَلَوْتَ‭ ‬كتابٌ

تلهو‭ ‬بهِ‭ ‬إن‭ ‬خانَكَ‭ ‬الأصْح

لا‭ ‬مُفشِيًا‭ ‬سِ

وتُفادُ‭ ‬منه‭ ‬حِكم

وأما‭ ‬أبو‭ ‬الطيّب‭ ‬المتنبّي‭, ‬الشاعر‭ ‬والفارس‭, ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أحبّ‭ ‬مكان‭ ‬إلى‭ ‬قلبه‭ ‬هو‭ ‬ظهر‭ ‬فَرَسِه‭, ‬لكنه‭ ‬اختار‭ ‬الكتاب‭ ‬خير‭ ‬صديق‭ ‬يجالسه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البشر‭:‬

أعَزُّ‭ ‬مكانٍ‭ ‬في‭ ‬الدُّنَى‭ ‬سرْجُ‭ ‬سابِح

وخيرُ‭ ‬جليسٍ‭ ‬في‭ ‬الأنامِ‭ ‬كتابُ

 

الكتب‭ ‬والمكتبة

المكتبة‭ ‬هي‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬توضع‭ ‬فيه‭ ‬الكتب‭, ‬للحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬التلف‭, ‬ولسهولة‭ ‬الرجوع‭ ‬إليها‭, ‬ولها‭ ‬أنواع‭ ‬عديدة‭, ‬من‭ ‬مثل‭ ‬المكتبات‭ ‬العامّة‭, ‬ومكتبة‭ ‬المدرسة‭, ‬ومكتبة‭ ‬البيت‭. ‬كَتب‭ ‬سليمان‭ ‬العيسى‭,‬عن‭ ‬مكتبته‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬بيديه‭, ‬وأودع‭ ‬فيها‭ ‬كنوزَه‭ ‬الثمينة‭, ‬كُتُبَ‭ ‬التاريخ‭ ‬والأدب‭ ‬والفنون‭, ‬وامتدح‭ ‬أجدادنا‭ ‬العرب‭, ‬أوّل‭ ‬من‭ ‬خطّوا‭ ‬بأقلامهم‭ ‬المخطوطات‭, ‬وأودعوا‭ ‬فيها‭ ‬علومهم‭:‬

 

هيّا‭ ‬بنا‭ ‬نقرأ

إذا‭ ‬كان‭ ‬الكتاب‭ ‬قنديل‭ ‬المعرفة‭, ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يُضاء‭ ‬إلا‭ ‬بالقراءة‭, ‬مفتاح‭ ‬المعرفة‭, ‬والنافذة‭ ‬التي‭ ‬تطلّ‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬العالَم‭ ‬وأنت‭ ‬جالس‭ ‬في‭ ‬مكانك‭,‬‭ ‬فتطّلِع‭ ‬على‭ ‬ثقافات‭ ‬الشعوب‭, ‬وعاداتهم‭, ‬وعصارة‭ ‬عقول‭ ‬علمائهم‭. ‬

ولقد‭ ‬نبّه‭ ‬الشعراء‭ ‬إلى‭ ‬أهمّية‭ ‬أن‭ ‬تمعن‭ ‬التفكير‭ ‬فيما‭ ‬تقرأ‭, ‬وتفهمه‭, ‬وتعمل‭ ‬به‭, ‬وإلّا‭ ‬فلا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭ ‬هواية‭ ‬جمع‭ ‬الكتب‭. ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬يسير‭:‬‭ ‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬تكُنْ‭ ‬حافظًا‭ ‬واعي

فَجَمْ

تَحْضُر‭ ‬بِالجهلِ‭ ‬في‭ ‬مجلِسٍ

وعِلْمُكَ‭ ‬في‭ ‬البيتِ‭ ‬مُستَوْدَع