عيادة طبيب الأسنان صديقة البيئة

يستطيع‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬والعاملون‭ ‬معهم‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬البيئة‭ ‬حولهم‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬أصدقاء‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬مفهوم‭ ‬حديث‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬يدعى‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬أساليب‭ ‬وإجراءات‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬عياداتهم‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬العقامة‭ ‬والوقاية‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬التلوث‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭. ‬وكذلك‭ ‬يمكنهم‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مرضاهم،‭ ‬وهم‭ ‬شركاء‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم،‭ ‬لخلق‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬نظافة‭ ‬واخضراراً‭ ‬وجمالاً،‭ ‬وبيئة‭ ‬أكثر‭ ‬أماناً‭ ‬لهم‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬يملك‭ ‬قدرة‭ ‬شفائية‭ ‬للإنسان،‭ ‬ويمنح‭ ‬المرء‭ ‬الراحة‭ ‬والاسترخاء،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل‭ ‬وتجديد‭ ‬الحياة‭.‬

‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر

يدعى‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ - ‬صديق‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬أسلوب‭ ‬حديث‭ ‬ذو‭ ‬تقنية‭ ‬عالية‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان،‭ ‬ويقدم‭ ‬نموذجاً‭ ‬يلبي‭ ‬فيه‭ ‬احتياجات‭ ‬الناس‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬صحية‭ ‬فموية‭ ‬مستدامة‭ ‬ومأمونة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يرافق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬في‭ ‬النفقات‭.‬

بدأت‭ ‬عيادات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‭ ‬بالظهور‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬وهولندا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وسويسرا،‭ ‬ثم‭ ‬أخذت‭ ‬بالانتشار‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬الدول‭ ‬الأوربية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬بدأ‭ ‬ظهور‭ ‬هذه‭ ‬العيادات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وازداد‭ ‬عدد‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬الخضر‭ ‬فيها‭ ‬بسرعة،‭ ‬وأسسوا‭ ‬جمعية‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ - ‬صديقة‭ ‬البيئة‭ ‬لوضع‭ ‬المناهج‭ ‬وأساليب‭ ‬الممارسة‭ ‬والتدريب‭ ‬وإجراء‭ ‬الدراسات‭.‬

‭ ‬يعتمد‭ ‬أسلوب‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬الأسس‭ ‬التالية‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭:‬

1- ‬إنقاص‭ ‬نفايات‭ ‬العيادة‭ ‬السنية‭ ‬ومنع‭ ‬التلوث

لا‭ ‬يهتم‭ ‬غالبية‭ ‬الناس‭ ‬بالنفايات‭ ‬الطبية‭ ‬والفموية‭ ‬التي‭ ‬تذهب‭ ‬عادة‭ ‬إلى‭ ‬مكب‭ ‬النفايات،‭ ‬حيث‭ ‬تتفكك‭ ‬وتتحلل‭ ‬وتختلط‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬مركبات‭ ‬كيميائية‭ ‬سامة‭ ‬تمتصها‭ ‬التربة‭ ‬وتنتشر‭ ‬فيها‭ ‬وقد‭ ‬تتسرب‭ ‬إلى‭ ‬الينابيع‭ ‬ومصادر‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬ومجاري‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬سقاية‭ ‬المزروعات‭ ‬وتُلوِّثها‭. ‬

تضم‭ ‬نفايات‭ ‬عيادات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

‭<‬‭ ‬الزئبق‭ ‬وبقايا‭ ‬حشوات‭ ‬الأملغم‭ ‬والمعادن‭ ‬الأخرى‭.‬

تُستخدم‭ ‬حشوات‭ ‬الأملغم‭ ‬Amalgam،‭ ‬وهي‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الزئبق‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬حجمها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفضة‭ ‬والقصدير‭ ‬والرصاص‭ ‬ومعادن‭ ‬أخرى،‭ ‬كحشوات‭ ‬في‭ ‬الفم‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬160‭ ‬سنة،‭ ‬وتشكل‭ ‬الآن‭ ‬حوالي‭ ‬75‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الترميمات‭ ‬المختلفة‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬بسبب‭ ‬صلابتها‭ ‬وسهولة‭ ‬تطبيقها‭ ‬وديمومتها‭ ‬وتكلفتها‭ ‬القابلة‭ ‬للتحمل‭.‬

‭ ‬إلا‭ ‬أن‭  ‬وجود‭ ‬صفات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬فيها‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬ابتعاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬والمرضى‭ ‬عن‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬مثل‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬السن‭ ‬السليمة،‭ ‬ومظهرها‭ ‬غير‭ ‬التجميلي‭ ‬في‭ ‬الفم،‭ ‬وإمكانية‭ ‬حدوث‭ ‬حالات‭ ‬تحسسية‭ ‬منها‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المرضى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجدل‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ومازال،‭ ‬حول‭ ‬الأملغم‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬الزئبق‭ ‬فيه‭ ‬وانطلاق‭ ‬أبخرته‭ ‬الضارة‭ ‬أثناء‭ ‬تحضير‭ ‬الحشوة‭ ‬وحشو‭ ‬الأسنان‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬أثناء‭ ‬إزالتها‭ ‬لسبب‭ ‬ما،‭ ‬مما‭ ‬يعرِّض‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬العيادة‭ ‬والمرضى‭ ‬إلى‭ ‬استنشاق‭ ‬مستويات‭ ‬عالية‭ ‬منه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ابتلاع‭ ‬ذرات‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬الأملغم‭. ‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬الإعلام‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وظهر‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬مرض‭ ‬الأملغم‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ازداد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬طلبوا‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬استبدال‭ ‬حشوات‭ ‬بلون‭ ‬الأسنان‭ ‬ولا‭ ‬تحوي‭ ‬الزئبق،‭ ‬بهذه‭ ‬الحشوات‭ ‬الموجودة‭ ‬بأفواههم،‭ ‬رغم‭ ‬صدور‭ ‬تقارير‭ ‬علمية‭ ‬عديدة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬وجمعية‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأميركية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬موثوقة‭ ‬أخرى‭ ‬تؤكد‭ ‬سلامة‭ ‬استخدام‭ ‬الأملغم،‭ ‬ولا‭ ‬خطر‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭. ‬

وبسبب‭ ‬الجدل‭ ‬القائم‭ ‬حول‭ ‬الأملغم‭ ‬والزئبق،‭ ‬بدأت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بدراسة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ووضعت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭,‬‭ ‬مسودة‭ ‬‮«‬مشروع‭ ‬سياسة‭ ‬استخدام‭ ‬الزئبق‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬تطبيق‭ ‬طرق‭ ‬بديلة‭ ‬عن‭ ‬الأملغم‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬الزئبق‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭ ‬واستعمال‭ ‬ترميمات‭ ‬بلون‭ ‬الأسنان‭. ‬وستكون‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬انتهاء‭ ‬الأملغم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وصحة‭ ‬الإنسان‭.‬

وقد‭ ‬تبنى‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‮»‬‭ ‬أسلوب‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬حشوات‭ ‬الأملغم‭ ‬كإجراء‭ ‬حالي‭ ‬ومستقبلي‭. ‬

‭<‬‭ ‬النفايات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬التصوير‭ ‬بالأشعة‭ ‬

تعتبر‭ ‬أفلام‭ ‬الأشعة‭ ‬والمحاليل‭ ‬الكيميائية‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬معالجتها‭ ‬بعد‭ ‬التصوير‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬الخطرة‭ ‬لاحتوائها‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬الفضة،‭ ‬حيث‭ ‬يُمنع‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬المجاري‭ ‬العامة‭ ‬ومع‭ ‬النفايات‭ ‬العادية‭. ‬وتصنف‭ ‬كذلك‭ ‬صفائح‭ ‬الرصاص‭ ‬التي‭ ‬تغلف‭ ‬أفلام‭ ‬الأشعة‭ ‬كنفايات‭ ‬خطرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ترتشح‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬وتحدث‭ ‬تلوثاً‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬تضر‭ ‬بالإنسان‭ ‬والمزروعات‭. ‬

‭<‬‭ ‬النفايات‭ ‬الفموية‭ ‬الخمجية‭ ‬Infectious‭ (‬المُعدية‭)‬

تشمل‭ ‬هذه‭ ‬النفايات‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

‭- ‬الأسنان‭ ‬المقلوعة‭ ‬ونتاج‭ ‬الأعمال‭ ‬الجراحية‭ ‬من‭ ‬النسج‭ ‬اللينة‭ ‬والصلبة‭ ‬والمصابة‭ ‬والدم‭ ‬والقيح‭ ‬والترسبات‭ ‬القلحية‭ ‬والقطن‭ ‬والضمادات‭ ‬الملوثة‭ ‬بالدم‭ ‬وسوائل‭ ‬الفم‭ ‬والمطهرات‭ ‬الكيميائية‭ ‬وبقايا‭ ‬الأدوية‭.‬

‭- ‬الأدوات‭ ‬الحادة‭ ‬مثل‭ ‬رؤوس‭ ‬الإبر‭ ‬وشفرات‭ ‬المشارط‭ ‬والمغذيات‭ (‬البطاريات‭) ‬ولمبات‭ ‬الأجهزة‭ ‬المستعملة‭.‬

‭- ‬النفايات‭ ‬العامة‭ ‬ذات‭ ‬النموذج‭ ‬المنزلي‭ (‬مناديل‭ ‬ورقية‭ ‬وقفازات‭ ‬وأقنعة‭ ‬الفم‭ ‬وكؤوس‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وواقيات‭ ‬الصدر‭ ‬الورقية‭ ‬أو‭ ‬البلاستيكية‭ ‬وغيرها‭). ‬

2- ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬الخطرة‭ ‬في‭ ‬عيادات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان

يجب‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬العيادة‭ ‬فرز‭ ‬النفايات‭ ‬السنية‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬أوعية‭ ‬أو‭ ‬أكياس‭ ‬ذات‭ ‬ألوان‭ ‬مختلفة‭ ‬مُعترف‭ ‬بها‭ ‬عالمياً‭ ‬يدل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬محتواها‭ ‬ودرجة‭ ‬خطورتها‭ ‬وطرق‭ ‬معالجتها‭. ‬وتقوم‭ ‬شركات‭ ‬متخصصة‭ ‬بجمعها‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‭ ‬بطرق‭ ‬علمية‭ ‬وتحت‭ ‬إشراف‭ ‬الهيئات‭ ‬الصحية‭ ‬المسؤولة‭. ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬رمي‭ ‬الأدوات‭ ‬الحادة‭ ‬والقاطعة‭ ‬والنفايات‭ ‬الصلبة‭ ‬الخطرة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مكبات‭ ‬النفايات‭ ‬العامة،‭ ‬وعدم‭ ‬طرح‭ ‬السوائل‭ ‬الكيميائية‭ ‬وبقايا‭ ‬الأملغم‭ ‬في‭ ‬المجاري‭ ‬العامة‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬البيئة‭. ‬

وتعتبر‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومات‭ ‬والمجتمعات‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تحللها‭ ‬وبقائها‭ ‬في‭ ‬كوكبنا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭. ‬ومنذ‭ ‬ظهور‭ ‬مرض‭ ‬الإيدز‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الثمانينيات‭ ‬وتزايد‭ ‬انتشار‭ ‬التهاب‭ ‬الكبد‭ ‬الخمجي‭ (‬الانتاني‭) ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬ازداد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتطــــبيق‭ ‬طرق‭ ‬الوقاية‭ ‬لمنع‭ ‬انتقال‭ ‬الأمراض‭ ‬الخمجية‭ (‬المُعدية‭) ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الممارسات‭ ‬الطبية‭ ‬والمرضى،‭ ‬والتي‭ ‬تعتمد‭ ‬غالباً‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الوسائل‭ ‬والمواد‭ ‬النبوذة‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬والمصنعة‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬ثم‭ ‬تـرمى‭ ‬مع‭ ‬النفايات‭ ‬Disposable‭. ‬

من‭ ‬الشائع‭ ‬أن‭ ‬الإجراء‭ ‬الأول‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬النفايات‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإقلال‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬استعمالها‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية،‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭:‬

‭- ‬تمديد‭ ‬دورة‭ ‬الحياة‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬للأدوات‭ ‬والأشياء‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬قبل‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭. ‬

‭- ‬استعمال‭ ‬مفرغات‭ ‬اللعاب‭ ‬وسوائل‭ ‬الفم‭ ‬المعدنية‭ ‬بعد‭ ‬غسلها‭ ‬وتعقيمها‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬البلاستيكية‭. ‬

‭ - ‬استبدال‭ ‬الأغطية‭ ‬البلاستيكية‭ ‬للمرضى‭ ‬بالأغطية‭ ‬القماشية‭ ‬القابلة‭ ‬للغسل‭ ‬والتعقيم،‭ ‬أسوة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مطبَّق‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬في‭ ‬المشافي‭. ‬وكذلك‭ ‬القيام‭ ‬بمسح‭ ‬كرسي‭ ‬المريض‭ ‬وأجزاء‭ ‬الجهاز‭ ‬بالمواد‭ ‬المطهرة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تغطيتها‭ ‬بالأغطية‭ ‬البلاستيكية‭. ‬

3- ‬تـطبيق‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر

‭ ‬يهدف‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬إلى‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬والاقتصاد‭ ‬في‭ ‬النفقات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬التالية‭:‬

‭- ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬لآفات‭ ‬الأسنان‭ ‬وأمراض‭ ‬الفم‭.‬

‭- ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬التصوير‭ ‬الرقمي‭ ‬الفوري‭ ‬للأسنان‭ ‬والفكين‭ ‬والرأس،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬بالأشعة،‭ ‬حيث‭ ‬يُحسِّن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬الصورة،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬التشخيص،‭ ‬وينقص‭ ‬من‭ ‬التعرُّض‭ ‬للإشعاعات‭ ‬الضارة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى،‭ ‬مع‭ ‬انعدام‭ ‬إنتاج‭ ‬نفايات‭ ‬التصوير‭ ‬الشعاعي‭ ‬التقليدي،‭ ‬وإمكانية‭ ‬حفظها‭ ‬بسهولة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭.‬

‭- ‬استخدام‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬كاد‭- ‬كام‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بأخذ‭ ‬الطبعات‭ ‬وتصميم‭ ‬وصنع‭ ‬الأعمال‭ ‬التعويضية‭ ‬والترميمية‭ ‬بنوعية‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬السيراميك‭ ‬ومواد‭ ‬أخرى‭ ‬متطورة‭ ‬بلون‭ ‬الأسنان‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬واحدة‭ ‬باستخدام‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬نفايات‭.‬

‭- ‬تنظيف‭ ‬وتبييض‭ ‬الأسنان‭ ‬بالليزر‭.‬

‭- ‬التوسُّع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الليزر‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬اللثة،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬النسج‭ ‬الداعمة‭ ‬للأسنان‭.‬

‭- ‬تطبيق‭ ‬الليزر‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬تسوس‭ ‬الأسنان‭ ‬وأمراض‭ ‬الفم‭ ‬الأخرى‭.‬

‭- ‬التعقيم‭ ‬بالبخار‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬والموثوقية‭ ‬والفعالية‭ ‬في‭ ‬النتائج،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬استعمال‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬الأبخرة‭ ‬السامة‭.‬

‭- ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬التسجيل‭ ‬وإصدار‭ ‬الفواتير‭ ‬والتقارير‭ ‬وتحديد‭ ‬المواعيد‭ ‬والاقتصاد‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬الورق‭. ‬

4- ‬توفير‭ ‬الطاقة

تستخدم‭ ‬عيادة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الطاقة‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬لتأمين‭ ‬الإنارة‭ ‬والتهوية‭ ‬والتدفئة‭ ‬وتشغيل‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والأجهزة‭ ‬المتعددة‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الرعاية‭ ‬الفموية‭ ‬للمرضى‭.‬

ويمكن‭ ‬لطبيب‭ ‬الأسنان‭ ‬المساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬البيئة‭ ‬بتطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬التالية‭: ‬

‭- ‬اختيار‭ ‬التجهيزات‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬لائحة‭ ‬حفظ‭ ‬الطاقة‭ ‬ويُرمز‭ ‬لها‭ ‬بشكل‭ ‬‮«‬نجمة‭ ‬الطاقة‮»‬‭. ‬

‭- ‬استبدال‭ ‬المصابيح‭ ‬التقليدية‭ ‬بالمصابيح‭ ‬الحديثة‭ ‬الموفرة‭ ‬للطاقة‭.‬

‭- ‬استخدام‭ ‬ضواغط‭ ‬الهواء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الزيوت‭.‬

‭- ‬استخدام‭ ‬نظام‭ ‬الإنارة‭ ‬الحديث‭ (‬ليد‭) ‬ذي‭ ‬الطاقة‭ ‬الفعالة‭ ‬وغير‭ ‬المؤذية‭ ‬في‭ ‬الإضاءة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬العمليات‭.‬

‭- ‬إغلاق‭ ‬أجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬أثناء‭ ‬الليل‭.‬

‭- ‬إغلاق‭ ‬جميع‭ ‬مآخذ‭ ‬الطاقة‭ ‬للأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬يوم‭ ‬العمل‭.‬

‭- ‬محاولة‭ ‬إنهاء‭ ‬المعالجات‭ ‬اللازمة‭ ‬للمريض‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬قليلة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬سيارته‭. ‬

‭- ‬اختيار‭ ‬المنتجات‭ ‬الكربونية‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬المنخفض‭ ‬والقابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاستخدام‭.‬

5- ‬ترشيد‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬ومنع‭ ‬تلوثها

يوصي‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر‮»‬‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬عيادات‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬بضرورة‭ ‬ترشيد‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬واستخدام‭ ‬المواد‭ ‬المطهرة‭ ‬للأيدي‭ ‬كلما‭ ‬أمكن‭ ‬ذلك،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الغسل‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬واستخدام‭ ‬مُفرغات‭ ‬اللعاب‭ ‬وسوائل‭ ‬الفم‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬بدل‭ ‬الماء‭. ‬ويجب‭ ‬تنظيف‭ ‬أنابيب‭ ‬المياه‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬باستخدام‭ ‬المواد‭ ‬المنظفة‭ ‬الحيوية‭ ‬القابلة‭ ‬للانحلال‭ ‬أو‭ ‬المنظفات‭ ‬الأنزيمية‭ ‬وعدم‭ ‬استعمال‭ ‬الكلور،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركيب‭ ‬مصاف‭ ‬خاصة‭ ‬تمنع‭ ‬مرور‭ ‬بقايا‭ ‬الأملغم‭ ‬إلى‭ ‬المجاري‭ ‬العامة‭. ‬

ويجب‭ ‬كذلك‭ ‬إرشاد‭ ‬الأولاد‭ ‬والأهل‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬الماء‭ ‬أثناء‭ ‬تفريش‭ ‬الأسنان‭.‬

وكانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬بحملة‭ ‬واسعة‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬لتوفير‭ ‬90‭ ‬كأساً‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬يومياً‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬الواحد‭ ‬يصرف‭ ‬يومياً‭ ‬حوالي‭ ‬90‭ ‬كأساً‭ (‬صغيرة‭) ‬من‭ ‬الماء‭ ‬لتفريش‭ ‬أسنانه‭ ‬مرتين‭ ‬يومياً‭ ‬عندما‭ ‬يترك‭ ‬صنبور‭ ‬الماء‭ ‬مفتوحاً‭ ‬أثناء‭ ‬ذلك‭. ‬

6 ‬‭- ‬ نفقات‭ ‬عيادة‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬الأخضر

بلا‭ ‬شك،‭ ‬ستكون‭ ‬تكاليف‭ ‬تأسيس‭ ‬عيادة‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬مرتفعة‭ ‬لأنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تجهيزات‭ ‬ذات‭ ‬تقنيات‭ ‬عالية،‭ ‬وتُستخدم‭ ‬فيها‭ ‬مواد‭ ‬وأدوات‭ ‬ذات‭ ‬نوعية‭ ‬ممتازة،‭ ‬ويعمل‭ ‬فيها‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬ذو‭ ‬مهارة‭ ‬مميزة‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سيكون‭ ‬ذا‭ ‬عائد‭ ‬مادي‭ ‬جيد‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وسيزداد‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬تدريجياً،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬بتطوير‭ ‬العيادة‭ ‬باستمرار‭. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬طب‭ ‬الأسنان‭ - ‬صديق‭ ‬البيئة‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬مقدار‭ ‬الوفر‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬العيادة‭ ‬الفردية‭ ‬يبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬حولنا‭.‬

 

تعزيز‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الصحية

‭ ‬إن‭ ‬استخدام‭ ‬المبتكرات‭ ‬الحديثــــة‭ ‬ذات‭ ‬التقنية‭ ‬العالية‭ ‬مثل‭ ‬وسائل‭ ‬تشخـــيــص‭ ‬اللعاب‭ ‬لاكتــــشاف‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬وتطبيق‭ ‬تقنيات‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬حدّة‭ ‬الخلل‭ ‬الجرثومي‭ ‬وتهدئة‭ ‬الاستجابة‭ ‬الالتهابية‭ ‬للنسج‭ ‬الداعمة‭ ‬للأسنان‭ ‬وإزالة‭ ‬السموم‭ ‬منها‭ ‬سوف‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابياً‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬صحة‭ ‬الجسم‭ ‬وتحسين‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭. ‬

وكذلك‭ ‬فإن‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬الرقمية‭ ‬والمبتكرات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬سيساعد‭ ‬في‭ ‬الإقلال‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬الخطرة‭ ‬وحماية‭ ‬الإنسان‭ ‬والبيئة‭. ‬

هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬دعــــوة‭ ‬للعامليـــــن‭ ‬فـــــي‭ ‬طــــــب‭ ‬الأســــنان‭ ‬والمــــرضى‭ ‬معاً‭ ‬لتغـــــيير‭ ‬مفهـــــومنا‭ ‬نحو‭ ‬الصحة‭ ‬ليكون‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬حفرة‭ ‬الفم‭ ‬إلى‭ ‬كامل‭ ‬الجسم‭ ‬والبيئة‭ ‬حولنا‭ ‬