المفعول الصحي السحري لثلاث دقائق من التمارين الرياضية!

من‭ ‬يصدق‭ ‬أن‭ ‬ثلاث‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬الرياضة‭ ‬البدنية‭ ‬المتميزة‭ ‬أسبوعياً‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬والصحة‭ ‬الجيدة‭ ‬لبني‭ ‬البشر؟‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬توصَّلت‭ ‬إليه‭ ‬دراسات‭ ‬حديثة‭ ‬أجراها‭ ‬علماء‭ ‬وباحثون‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سعيهم‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬مناسبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المشاغل‭ ‬الكثيرة‭ ‬أو‭ ‬ذوي‭ ‬الخمول‭. ‬وإذا‭ ‬كنتم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يعزفون‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬المداومة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القاعات‭ ‬والحدائق‭ ‬العامة‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬أهمها‭ ‬قلة‭ ‬الوقت،‭ ‬فربما‭ ‬تسهم‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬نظرتكم‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التمارين‭ ‬وجدواها‭ ‬بصفة‭ ‬جذرية‭.‬

تظهر‭ ‬بيانات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬الخمول‭ ‬وعدم‭ ‬النشاط‭ ‬يشكلان‭ ‬السبب‭ ‬الرابع‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬إنهما‭ ‬يضاعفان‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬حدوث‭ ‬السرطانات،‭ ‬والسكري‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭. ‬ويلجأ‭ ‬كثير‭ ‬منا‭ ‬إلى‭ ‬أداء‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬اللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬وتجنب‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية،‭ ‬لكن‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬البدانة‭ ‬مازال‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يحفز‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬مزاولة‭ ‬النشاطات‭ ‬الرياضية‭. ‬

ويخطئ‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬حين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬وحده‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يعيد‭ ‬للأجسام‭ ‬لياقتها‭ ‬وللأبدان‭ ‬رشاقتها،‭ ‬ويتناسون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أمر‭ ‬تنظيم‭ ‬حميتهم‭ ‬الغذائية‭... ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬لوجوه‭ ‬النشاط‭ ‬هذه‭ ‬أثر‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬على‭ ‬الأقل‭. ‬إن‭ ‬معادلة‭ ‬‮«‬احرق‭ ‬سعرات‭ ‬حرارية‭ ‬أكثر‭ ‬تفقد‭ ‬وزنا‭ ‬أكثر‮»‬‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬صحيحة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬لكن‭ ‬الدراسات‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬ممارسي‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬يبطلون‭ ‬مفعولها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬قصد‭ ‬منهم‭ ‬عبر‭ ‬استهلاك‭ ‬كميات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الطعام،‭ ‬ويتفاجؤون‭ ‬بعدم‭ ‬حدوث‭ ‬تغيّر‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬أجسادهم،‭ ‬لاسيما‭ ‬كروشهم‭ ‬المنتفخة‭. ‬

 

مكافحة‭ ‬الدهون‭  ‬والوجبات‭ ‬السريعة

‭ ‬وترتكز‭ ‬البرامج‭ ‬العلمية‭ ‬لفقدان‭ ‬الوزن‭ ‬بصفة‭ ‬رئيسة‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬الدهون‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬بهدف‭ ‬التقليل‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تسعى‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سوائل‭ ‬الجسم‭ ‬والكتلة‭ ‬العضلية‭. ‬

ولقد‭ ‬راجت‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭ ‬المسماة‭ ‬بالوجبات‭ ‬السريعة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطباق‭ ‬المعدة‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬حيث‭ ‬تشترك‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬احتوائها‭ ‬على‭ ‬نسب‭ ‬معتبرة‭ ‬من‭ ‬الدهون‭. ‬تسلك‭ ‬الدهون‭ ‬مساراً‭ ‬معيناً‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان؛‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬نتناولها‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الأمعاء،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬هضمها،‭ ‬ثم‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬مجرى‭ ‬الدم‭ ‬فتُحدث‭ ‬هناك‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التغيرات‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬الأيض‭ (‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬داخل‭ ‬الخلية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هدم‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭) ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬خطر‭ ‬تراكم‭ ‬الدهون‭ ‬على‭ ‬جدران‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أضرار‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مستواها‭. ‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬التلف‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يصيب‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬جراء‭ ‬تراكم‭ ‬الدهون‭ ‬فوق‭ ‬الحد‭ ‬الطبيعي،‭ ‬تبرز‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بأمكنة‭ ‬تخزين‭ ‬هذه‭ ‬الدهون‭. ‬ويعمل‭ ‬الجسم‭ ‬على‭ ‬تخزين‭ ‬فائض‭ ‬الدهون‭ ‬في‭ ‬أمكنة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬جسدنا،‭ ‬حيث‭ ‬تتفاوت‭ ‬هذه‭ ‬الأمكنة‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬خطورتها‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬الدهون‭ ‬المخزّنة‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الجلد،‭ ‬والمعروفة‭ ‬بالدهون‭ ‬تحت‭ ‬الجلدية،‭ ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬أقل‭ ‬سوءاً‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المخزنة‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭ ‬داخل‭ ‬أجسامنا‭ (‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بدهون‭ ‬الأحشاء‭) ‬مثل‭ ‬البطن،‭ ‬والكبد،‭ ‬والبنكرياس‭ ‬وحتى‭ ‬الدماغ‭. ‬وهذه‭ ‬الدهون‭ ‬المتجمعة‭ ‬داخل‭ ‬الأحشاء‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬وراء‭ ‬حدوث‭ ‬مساوئ‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الشكل‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬للجسم‭ ‬وجلطات‭ ‬الدماغ،‭ ‬والسكري‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭ ‬المختلفة‭. ‬

 

الرياضة‭ ‬وعملية‭ ‬الأيض

ولحسن‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬لا‭ ‬يسهم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬لياقتنا،‭ ‬بل‭ ‬يتدخل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬تعامل‭ ‬أجسامنا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدهون،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجنبنا‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬المرافقة‭ ‬لها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أظهرت‭ ‬أبحاث‭ ‬أجراها‭ ‬د‭.‬جاسون‭ ‬جيل‭ ‬Jason‭ ‬Gill،‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬غلاسغو‭ ‬Glasgow‭ ‬البريطانية،‭ ‬أن‭ ‬المشي‭ ‬السريع‭ ‬مدة‭ ‬60‭ ‬دقيقة‭ ‬قبل‭ ‬تناول‭ ‬الفطور‭ ‬يمكنه‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الدهون‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬إلى‭ ‬الثلث‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قورنت‭ ‬بعينة‭ ‬دم‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تناولوا‭ ‬الوجبة‭ ‬نفسها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ممارسة‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬رياضي‭. ‬يقول‭ ‬جاسون‭ ‬جيل‭: ‬‮«‬إن‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬رياضي‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬يعتبر‭ ‬مفيداً‭ ‬لنا،‭ ‬لكن‭ ‬النتائج‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬قبل‭ ‬الأكل‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬منفعة‭ ‬أكبر‭ ‬مقارنة‭ ‬بالرياضة‭ ‬التي‭ ‬تعقب‭ ‬الأكل‭. ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬إجراء‭ ‬دراسات‭ ‬أخرى‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬تعميم‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‮»‬‭. ‬

يذهب‭ ‬د‭.‬جيمس‭ ‬ليفين‭ ‬James‭ ‬Levine‭ ‬العامل‭ ‬في‭ ‬التجمع‭ ‬الاستشفائي‭ ‬الجامعي‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬عيادة‭ ‬مايو‮»‬‭ ‬Mayo‭ ‬Clinic‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أريزونا‭ ‬الأميركية،‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الحركات‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬نؤديها‭ ‬خلال‭ ‬اليوم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حركاتنا‭ ‬أثناء‭ ‬النوم،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مضاعفة‭ ‬عملية‭ ‬الأيض‭ ‬لدينا‭ ‬بشكل‭ ‬جوهري‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬سنكون‭ ‬قد‭ ‬حرقنا‭ ‬سعرات‭ ‬حرارية‭ ‬أكثر‭ ‬دون‭ ‬إنزال‭ ‬قطرة‭ ‬عرق‭ ‬واحدة‭. ‬ويوضح‭ ‬جيمس‭ ‬ليفين‭ ‬أن‭ ‬الجلوس‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بذلك،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأخطار‭ ‬تهديداً‭ ‬لصحتنا‭ ‬ولظهور‭ ‬البدانة‭ ‬عندنا‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬ليفين‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬وجوه‭ ‬نشاطنا‭ ‬اليومي‭. ‬وهكذا‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬استغلال‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬تتاح‭ ‬لنا‭ ‬لتجنب‭ ‬الجلوس‭ ‬والركون،‭ ‬كاستعمال‭ ‬السلالم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المصاعد،‭ ‬والقيام‭ ‬بالجهد‭ ‬العضلي‭ ‬كلما‭ ‬استدعى‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬أداءه‭ ‬من‭ ‬الغير‭. ‬

 

أخطار‭ ‬العمل‭ ‬الروتيني

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬فالجلوس‭ ‬لمدة‭ ‬60‭ ‬دقيقة‭ ‬متواصلة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬كسل‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬تكون‭ ‬نتيجته‭ ‬تراكمات‭ ‬لبعض‭ ‬المواد‭ ‬الضارة،‭ ‬مثل‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬السكر‭ ‬والدهون‭ ‬في‭ ‬الدم،‭ ‬وعليه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحرَّك‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الطاقوية‭ ‬في‭ ‬أجسامنا‭. ‬ومن‭ ‬المفيد‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬لمدة‭ ‬ساعة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بقليل‭ ‬في‭ ‬القاعات‭ ‬الرياضية‭ ‬مع‭ ‬روتين‭ ‬الجلوس‭ ‬الطويل‭ (‬12‭ ‬ساعة‭) ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬مرجو‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬أجسامنا‭. ‬والمشي‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬والحركات‭ ‬الطبيعية‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحفز‭ ‬الجسم‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬عملية‭ ‬الأيض،‭ ‬وكذلك‭ ‬تصنيع‭ ‬إنزيم‭ ‬خاص‭ ‬يسمى‭ ‬الليبوبروتين‭ ‬ليباز‭ ‬Lipoprotein‭ ‬lipase،‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬الدهون،‭ ‬وبالتالي‭ ‬خفض‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬الدم‭. ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬مفيداً‭ ‬ومتاحاً‭ ‬لشريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬العديد‭ ‬منا‭ ‬يجد‭ ‬مثلاً‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬المداومة‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬الطويل،‭ ‬إذ‭ ‬يقدر‭ ‬الخبراء‭ ‬المدة‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬المختلفة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشخص‭ ‬العادي‭ ‬بما‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و30‭ ‬دقيقة‭ ‬يومياً،‭ ‬وبمعدل‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭. ‬وللأسف،‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بهذه‭ ‬المعايير‭ ‬سوى‭ ‬خمسة‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتحجج‭ ‬البقية‭ ‬إما‭ ‬بضيق‭ ‬الوقت‭ ‬وإما‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬رغبة‭ ‬كافية‭ ‬نتيجة‭ ‬الكسل‭. ‬وهكذا‭ ‬يكون‭ ‬هؤلاء‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ ‬بالوتيرة‭ ‬نفسها‭ ‬والمداومة‭ ‬عليها‭. ‬

فهل‭ ‬من‭ ‬بدائل،‭ ‬يا‭ ‬ترى،‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نرغب‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬لياقتنا‭ ‬مع‭ ‬أننا‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬توفير‭ ‬الوقت‭ ‬لمثل‭ ‬وجوه‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي،‭ ‬بسبب‭ ‬مشاغل‭ ‬الحياة‭ ‬وغيرها؟‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬بضع‭ ‬دقائق‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬فقط؟‭ ‬ربما‭ ‬تودّ‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصيغة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية،‭ ‬والمعروفة‭ ‬بالتمارين‭ ‬العالية‭ ‬الكثافة‭ (‬High‭ ‬Intensity‭ ‬Training‭).‬

إن‭ ‬ساعات‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬التي‭ ‬يوصي‭ ‬بها‭ ‬الخبراء،‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬غالباً‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬معايير‭ ‬عالمية،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مجانبة‭ ‬للصواب‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص،‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬المعدلات‭ ‬العامة‭ ‬لاستجابة‭ ‬الأفراد‭ ‬للتمارين‭ ‬الرياضية‭. ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬انطلقت‭ ‬دراسات‭ ‬عدة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لتحديد‭ ‬سبب‭ ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬لشريحة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وتحسن‭ ‬لياقتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تلاحظ‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬على‭ ‬شريحة‭ ‬أخرى‭ ‬تمارس‭ ‬النشاط‭ ‬نفسه‭. ‬

 

دراسة‭ ‬بريطانية

على‭ ‬مدار‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬قام‭ ‬الأستاذ‭ ‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬Jamie‭ ‬Timmons،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬برمينغهام‭ ‬Birmingham‭ ‬البريطانية‭ ‬وزملاؤه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬بدراسة‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬أربع‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬نفسه‭ ‬ولمدة‭ ‬20‭ ‬أسبوعاً‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬متطوع‭. ‬عندما‭ ‬نظر‭ ‬جيمي‭ ‬وزملاؤه‭ ‬إلى‭ ‬النتائج،‭ ‬لاحظوا‭ ‬أن‭ ‬لياقة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬قد‭ ‬تحسَّنت‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذت‭ ‬البيانات‭ ‬كمعدل‭ ‬عام‭. ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬التدقيق،‭ ‬وجدوا‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬خضعوا‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬استجابوا‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬حيال‭ ‬الكم‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬التمارين‭. ‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائجهم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أفرادا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أيما‭ ‬فائدة‭ ‬جراء‭ ‬تلك‭ ‬التمارين‭ ‬الرياضية‭ (‬نحو‭ ‬15‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭) ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬آخرون‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ (‬نحو‭ ‬20‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭)‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتوزع‭ ‬الآخرون‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭ ‬بين‭ ‬المجالين‭ ‬السابقين‭. ‬دفعت‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬الباحثين‭ ‬لإيجاد‭ ‬الأسباب‭ ‬الخفية‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭. ‬وقد‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬11‭ ‬مورثة‭ (‬Gene‭) ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التنوع،‭ ‬حيث‭ ‬يعتقد‭ ‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬وفريقه‭ ‬أن‭ ‬باستطاعتهم‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المرء‭ ‬مهيأ‭ ‬لاستجابة‭ ‬قصوى‭ ‬للتمارين‭ ‬أو‭ ‬العكس،‭ ‬وذلك‭ ‬بمجرد‭ ‬إجراء‭ ‬فحص‭ ‬للحمض‭ ‬النووي‭. ‬

إن‭ ‬معرفتنا‭ ‬بأن‭ ‬شخصاً‭ ‬ما‭ ‬غير‭ ‬مستجيب‭ ‬للتمارين‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬مطلقاً،‭ ‬لكنه‭ ‬سيظل‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬يحققها‭ ‬الآخرون‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الباحثين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬تمارين‭ ‬مكيفة‭ ‬حسب‭ ‬الأشخاص‭. ‬يقدم‭ ‬د‭.‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬ومجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬طريقة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التمارين،‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬مفهومنا‭ ‬تغييراً‭ ‬جذرياً‭ ‬إزاء‭ ‬الرياضة‭ ‬المسماة‭ ‬‮«‬التمارين‭ ‬العالية‭ ‬الكثافة‮»‬‭.‬

تعتمد‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬بضع‭ ‬دقائق‭. ‬وهكذا‭ ‬قام‭ ‬د‭.‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬بوضع‭ ‬نظام‭ ‬يقضي‭ ‬بمزاولة‭ ‬نشاط‭ ‬رياضي‭ ‬حاد،‭ ‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬دراجة‭ ‬ثابتة،‭ ‬والدوس‭ ‬عليها‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬ممكنة‭ ‬لمدة‭ ‬20‭ ‬ثانية،‭ ‬ثم‭ ‬أخذ‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬من‭ ‬الراحة،‭ ‬ومعاودة‭ ‬الكرَّة‭ ‬مرتين‭ ‬متتاليتين،‭ ‬أي‭ ‬بما‭ ‬مجموعه‭ ‬60‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بهذا‭ ‬التمرين‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعطينا‭ ‬مدة‭ ‬إجمالية‭ ‬مقدارها‭ ‬ثلاث‭ ‬دقائق‭ ‬أسبوعياً،‭ ‬لا‭ ‬غير‭!‬

 

الإنسولين‭ ‬وفعالية‭ ‬القلب

أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬فريق‭ ‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬أن‭ ‬اتباع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬واحد،‭ ‬أي‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬12‭ ‬دقيقة،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬عاملين‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭: ‬

‭- ‬العامل‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بمقاومة‭ ‬الإنسولين،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الإنسولين‭ ‬يعتبر‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬إزالة‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬الدم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحكمه‭ ‬في‭ ‬أيض‭ ‬الدهون،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬يصيب‭ ‬الإنسولين‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بالسكري‭. ‬

‭- ‬العامل‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬مدى‭ ‬فعالية‭ ‬القلب‭ ‬والرئتين‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الأكسجين‭ ‬داخل‭ ‬الجسم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬باللياقة‭ ‬الهوائية‭. ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬قياس‭ ‬أقصى‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬الأكسجين‭ ‬يمكن‭ ‬للجسم‭ ‬استهلاكها‭ ‬خلال‭ ‬التمارين‭ (‬يرمز‭ ‬لهذه‭ ‬الكمية‭ ‬بـ‭ ‬VO2‭ ‬Max‭) ‬لتقويم‭ ‬هذه‭ ‬اللياقة‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬أمراً‭ ‬مدهشاً‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير؛‭ ‬إذ‭ ‬أدت‭ ‬مزاولة‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬مقاومة‭ ‬الإنسولين‭ ‬بنسبة‭ ‬25‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬ضمن‭ ‬بحث‭ ‬نشر‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬أن‭ ‬متابعة‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬أسبوعين‭ ‬حسَّنت‭ ‬من‭ ‬مقاومة‭ ‬الإنسولين‭ ‬بنسبة‭ ‬53‭ ‬في‭ ‬المائة‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬نتائج‭ ‬الكمية‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬الأكسجين‭ (‬VO2Max‭) - ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أيضاً‭ ‬مؤشراً‭ ‬مهماً‭ ‬للتنبؤ‭ ‬بالصحة‭ ‬المستقبلية‭ - ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تحسُّن‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬كمعدل‭ ‬عام،‭ ‬ولكنها‭ ‬بدرجات‭ ‬تتفاوت‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬وهذا‭ ‬تبعاً‭ ‬لنوعية‭ ‬الاستجابة‭ ‬وطبيعة‭ ‬المورثات‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭.‬

يعتقد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالي‭ ‬الكثافة‭ ‬يسبب‭ ‬هدم‭ ‬الغليكوجين‭ ‬glycogen‭ (‬وهو‭ ‬السكر‭ ‬المخزن‭ ‬في‭ ‬العضلات‭) ‬بطريقة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬التمارين‭ ‬المتوسطة‭ ‬الكثافة‭ ‬كالركض‭ ‬العادي‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬التنبيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التمارين‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬قاسياً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص،‭ ‬لاسيما‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬مشكلات‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالقلب‭ ‬وبجهاز‭ ‬التنفس‭. ‬لذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬استشارة‭ ‬الطبيب‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬تجريب‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ذي‭ ‬النتائج‭ ‬الباهرة‭. ‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬مهدها،‭ ‬ويطمح‭ ‬د‭.‬جيمي‭ ‬تيمونس‭ ‬ورفاقه‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬تمارين‭ ‬رياضية‭ ‬نوعية،‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬تتكيّف‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتلائم‭ ‬أوضاعه‭ ‬ومتطلباته‭ ‬ورغباته‭ ‬