الإنترنت والكتاب الإلكتروني

تروم‭ ‬هذه‭ ‬الترجمة‭ ‬عرض‭ ‬كرونولوجيا‭ ‬تاريخية‭ ‬لولادة‭ ‬وتطور‭ ‬الإنترنت‭ ‬‮«‬internet‮»‬‭ ‬والشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬‮«‬web‮»‬‭ ‬والكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬‮«‬Ebook‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1968‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نهدف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬التتبّع‭ ‬الدقيق‭ ‬واقتفاء‭ ‬أثر‭ ‬تقدم‭ ‬هذه‭ ‬الوسائط‭ ‬الحديثة‭ ‬عاماً‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬لحظة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭... ‬كيف‭ ‬انبثقت‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬الحاسوب؟‭ ‬وكيف‭ ‬كبرت؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الوازع‭ ‬الفكري‭ ‬والعلمي‭ ‬والإنساني‭ ‬خلف‭ ‬إطلاقها؟

من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬اختراع‭ ‬الإنترنت‭ ‬يعد‭ ‬أعظم‭ ‬ثورة‭ ‬علمية‭ ‬ووسائطية‭ ‬عرفتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬العصرالحديث،‭ ‬بما‭ ‬أحدثه‭ ‬من‭ ‬ردم‭ ‬للحواجز‭ ‬المادية‭ ‬والفكرية‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية،‭ ‬وعمله‭ ‬في‭ ‬الغاية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬المعلومة‭ ‬رهن‭ ‬إشارتنا،‭ ‬بل‭ ‬إننا‭ ‬نجدها‭ ‬تحوطنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬الخلفيات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والسياسية‭ ‬والعقائدية‭ ‬لهذه‭ ‬المعلومة‭ ‬والجهات‭ ‬أواللوبيات‭ ‬المروِّجة‭ ‬لها،‭ ‬والسند‭ ‬الذي‭ ‬ركبته‭ ‬لتجوب‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬بسرعة‭ ‬البرق‭... ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الأساس‭ ‬هو‭ ‬توافرها‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬بحمولتها‭ ‬الثمينة،‭ ‬إذ‭ ‬كنا‭ ‬نجد‭ ‬عناء‭ ‬ومشقة‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬سنة،‭ ‬بل‭ ‬كنا‭ - ‬نحن‭ ‬الباحثين‭ ‬والإعلاميين‭ - ‬نجبر‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬المكتبات‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وكنا‭ ‬أيضاً‭ ‬نلتقطها‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬أوالفاكس‭ ‬أوالنسخ‭ ‬بالماسح‭ ‬الضوئي‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬يبقى‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬الترجمة‭ ‬تصحيح‭ ‬بعض‭ ‬المصطلحات‭ ‬والمفاهيم‭ ‬المغلوطة‭ ‬والملتبسة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬جل‭ ‬رواد‭ ‬الإنترنت،‭ ‬إذ‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬نلاحظ‭ ‬خلطاً‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الكثيرين‭ ‬بين‭ ‬الإنترنت‭ ‬والويب‭ ‬وبين‭ ‬الكتاب‭ ‬المنسوخ‭ ‬بالماسح‭ ‬الضوئي‭ ‬والكتاب‭ ‬الإلكتروني‭.‬

ماري‭ ‬لوبيرMARIE‭ ‬LE‭ ‬BERT‭ ‬أستاذة‭ ‬باحثة‭ ‬وصحفية‭ ‬تهتم‭ ‬بمجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الكتاب‭ ‬ووسائل‭ ‬الميديا‭ ‬ودراسة‭ ‬اللغات،‭ ‬أصدرت‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬للجميع‮»‬‭ ‬وهو‭  ‬إصدار‭ ‬مترجم‭  ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬الإنجليزية،‭  ‬كما‭ ‬أصدرت‭ ‬‮«‬تحولات‭ ‬الكتاب‮»‬‭ ‬بالفرنسية‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬وكتاب‭ ‬‮«‬010101‮»‬‭ ‬بالفرنسية‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬نشرها‭ ‬‮«‬NET‮»‬‭ ‬للدراسات‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬تورانتوبكندا‭.‬

في‭ ‬مقدمتها‭ ‬لهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المهم‭ ‬والقيم‭ ‬لم‭ ‬تنسَ‭ ‬أن‭ ‬تهدي‭ ‬الكاتبة‭ ‬ماري‭ ‬لوبير‭ ‬ثمرة‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬ساعدوها‭ ‬وتفضَّلوا‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬أسئلتها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أوربا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وآسيا‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬وتجدد‭ ‬شكرها‭ ‬لتكرمهم‭ ‬بوقتهم‭ ‬وتعاونهم‭ ‬معها‭.‬

كما‭ ‬تشير‭ ‬الكاتبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬يرتكز‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الساعات‭ ‬من‭ ‬الإبحار‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬لمدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريباً‭ ‬ومئات‭ ‬الحوارات‭ ‬مع‭ ‬أشخاص‭ ‬مهتمين‭ ‬بالمحور‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

في‭ ‬محور‭ ‬‮«‬تحولات‭ ‬الكتاب‭ ‬منذ‭ ‬1971‮»‬‭ ‬تشير‭ ‬الكاتبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عمرالكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬يبلغ‭ ‬زهاء‭ ‬خمسة‭ ‬قرون،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬عمر‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬ويمكن‭ ‬التأريخ‭ ‬لولادة‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬مع‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1971،‭ ‬والفضل‭ ‬يعود‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬Michael‭ ‬Hart‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬أساساً‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬وتوزيع‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬والفكرية‭ ‬العامة‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬ومجاني‭. ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬انتظار‭ ‬ظهور‭ ‬الويب‭ ‬والمتصفح‭ ‬الشبكي‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التسعينيات،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬قد‭ ‬عثر‭ ‬أخيراً‭ ‬على‭ ‬سرعته‭ ‬المطلوبة‭ ‬للانتشار‭ ‬والالتقاء‭ ‬بالقرّاء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أرَّخ‭ ‬لها‭ ‬النشر‭ ‬الإلكتروني‭ ‬فإنه‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬إلينوا‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬زمن‭ ‬الآلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ ‬المعلوماتي‭ (‬Materials‭ ‬Research‭ ‬Lab‭) ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1979،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬يصادف‭ ‬احتفالات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬ورقن‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬على‭ ‬الحاسوب‭ ‬وثيقة‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬استقلال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الموقع‭ ‬سنة‭ ‬1776‮»‬‭ ‬بحروف‭ ‬كبيرة‭ (‬Majuscules‭) ‬لأن‭ ‬الحروف‭ ‬الصغيرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬الآلة‭ ‬آنذاك‭. ‬لقد‭ ‬تطلبت‭ ‬منه‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬زهاء‭ ‬خمسة‭ ‬كيلوأوكتي‭ ‬kilo‭ - ‬octets‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إرسال‭ ‬ملف‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬5‭ ‬أوكتي‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬مائة‭ ‬شخص‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تعرض‭ ‬للفشل‭ ‬بسبب‭ ‬صغرحجم‭ ‬النطاق‭ ‬الترددي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فقد‭ ‬عمّم‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬تخزين‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رابط‭ ‬تشعبي‭ ‬بما‭ ‬إن‭ ‬الإنترنت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متاحاً‭ ‬وقتئذ‭ ‬ولم‭ ‬يخترع‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬ستة‭ ‬أشخاص‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬تحميل‭ ‬ذلك‭ ‬النص‭. ‬

بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حدد‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1998‭ ‬مهمة‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نعتبر‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وسيطاً‭ ‬جديداً‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالورق‭... ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬السندين‭ ‬معاً‭ ‬هو‭ ‬أنهما‭ ‬ينشران‭ ‬الأعمال‭ ‬نفسها،‭ ‬غير‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للورق‭ ‬أن‭ ‬ينافس‭ ‬النشر‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬القرّاء‭ ‬فيه‭ ‬متعودين‭ ‬على‭ ‬السند‭ ‬الجديد‭,‬‭ ‬خصوصاً‭ ‬الطلبة‭ ‬منهم‮»‬‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬برقمنة‭ ‬وثيقة‭ ‬إعلان‭ ‬الاستقلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬سنة‭ ‬1971،‭ ‬تابع‭ ‬أيضاً‭ ‬جهوده‭ ‬وقام‭ ‬برقمنة‭ ‬إعلان‭ ‬الحقوق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ويضم‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬التعديلات‭ ‬العشر‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أضيفت‭ ‬سنة‭ ‬1789‭ ‬إلى‭ ‬دستور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لسنة‭ ‬1787‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬والسلطات‭ ‬المخولة‭ ‬للحكومات‭ ‬الفيدرالية،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1973‭ ‬قام‭ ‬أحد‭ ‬المتطوعين‭ ‬برقمنة‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬كاملة‭.‬

وفي‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬1989‭ ‬وضع‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬على‭ ‬الأونلاين‭ ‬النص‭ ‬العاشر‭ ‬‮«‬The‭ ‬King‭ ‬James‭ ‬Bible‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬نشر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬سنة‭ ‬1611،‭ ‬والذي‭ ‬توجد‭ ‬نسخة‭ ‬منه‭ ‬مشهورة‭ ‬جداً‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬1769‭.‬

ولقد‭ ‬حدد‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬واضحة،‭ ‬وذلك‭ ‬أولاً‭ ‬برقمنة‭ ‬كتاب‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1991،‭ ‬ثم‭ ‬كتابين‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1992،‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬سنة‭ ‬1993،‭ ‬وأخيراً‭ ‬ارتفع‭ ‬رقم‭ ‬الرقمنة‭ ‬إلى‭ ‬ثمانية‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬سنة‭ ‬1994‭.‬

وفي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1994‭ ‬احتفى‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬ببلوغه‭ ‬الكتاب‭ ‬المائة‭ ‬المنشور‭ ‬على‭ ‬الأونلاين،‭ ‬فتصاعد‭ ‬إنتاج‭ ‬الكتب‭ ‬رقمياً‭ ‬بمعدل‭ ‬ثماني‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬ثم‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬كتاباً‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬ثم‭ ‬اثنان‭ ‬وثلاثين‭ ‬كتاباً‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬سنة‭ ‬1996‭.‬

وكما‭ ‬نلاحظ،‭ ‬فقد‭ ‬تضاعف‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬1991‭ ‬إلى‭ ‬1996‭ ‬كما‭ ‬استمر‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬في‭ ‬رقمنة‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تكليف‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المحررين‭ ‬الشباب‭ ‬المتطوعين‭. ‬ومنذ‭ ‬سنة‭ ‬1993‭ ‬ارتبط‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬بثلاثة‭ ‬مجالات‭ ‬كتابية‭ ‬هي‭:‬

أ‭- ‬أعمال‭ ‬خاصة‭ ‬بالكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وأعمال‭ ‬أدبية‭ ‬مشهورة‭ ‬مثل‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬شكسبير‮»‬‭ ‬أو‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬موبيديك‮»‬‭.‬

ب‭- ‬أدب‭ ‬خاص‭ ‬بالترفيه‭ ‬كـ«إليس‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العجائب‮»‬‭ ‬أو‭ ‬حكايات‭  Aesop‭ ‬Rogetصs‭.‬

ج‭ ‬ــ‭  ‬كتــــب‭ ‬المــــصــــادر‭ ‬والمراجـــع‭ ‬ويـــتعـــلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالموسوعات‭ ‬والقــــواميس،‭ ‬علـــى‭ ‬سبـــيل‭ ‬المـــثال‭ ‬‮«‬Thesaurus‮»‬‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬قد‭ ‬حقق‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬راهن‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬1971‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬اللافت‭ ‬والمدهش‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬قراءة‭ ‬وتصحيح‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الصفحات،‭ ‬لكن‭ ‬منجزات‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬الأرقام‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬بتأثير‭ ‬المشروع‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬حركية‭ ‬النشر‭.‬

فإذا‭ ‬كان‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬موقع‭ ‬للمعلومات‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬وأول‭ ‬مكتبة‭ ‬رقمية،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬ألهم‭ ‬أيضاً‭ ‬مكتبات‭ ‬رقمية‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬السنين‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ ‬مكتبة‭ ‬الآداب‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬أومشروع‭ ‬مكتبة‭ ‬‮«‬Gutenberg‭-‬DE‮»‬‭ ‬للآداب‭ ‬الألمانية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬فقد‭ ‬ظلت‭ ‬البنية‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬للمشروع‭ ‬محدودة‭ ‬للغاية،‭ ‬كانت‭ ‬العملة‭ ‬أوالقاعدة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬المشروع‭ ‬هي‭  ‬‮«‬Less‭ ‬is‭ ‬more‮»‬‭ ‬أي‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬بالقليل‮»‬،‭  ‬وكان‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬يلح‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬للعمل‭ ‬يكون‭ ‬مرناً‭ ‬أكثر،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬يترك‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬للمتطوعين‭ ‬والمتعاونين،‭ ‬ويترك‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحاً‭ ‬للأفكار‭ ‬الجديدة،‭ ‬وكان‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬الاستمرارية‭ ‬للمشروع‭ ‬مع‭ ‬استقلال‭ ‬عن‭ ‬القروض‭ ‬وعن‭ ‬الأولويات‭ ‬الثقافية‭ ‬والمالية‭ ‬والسياسية‭ ‬الملحة‭ ‬وقتئذ،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬تجنب‭ ‬الضغط‭  ‬المحتمل‭ ‬للسلطة‭ ‬والمال‭ ‬واحترام‭ ‬المتعاونين‭ ‬الذين‭ ‬تحمسوا‭ ‬لأعمالهم‭ ‬التي‭ ‬دامت‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬بل‭ ‬أجيالاً‭  ‬عدة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أهمية‭ ‬النشر‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬سيخلد‭ ‬أسماءهم‭ ‬لقرون‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

كانت‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الضخم‭ ‬تتم‭ ‬بواسطة‭ ‬رسائل‭ ‬أسبوعية‭ ‬وشهرية‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬المنتديات‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬الويكي‭ ‬wikis‭ ‬والمدونات‭.‬

خصصت‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬لشراء‭ ‬الحواسيب‭ ‬والماسحات‭ ‬الضوئية‭ ‬وإرسال‭ ‬الأقراص‭ ‬المدمجة‭ ‬والمضغوطة‭ ‬CD‭ ‬وDVD‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كانت‭ ‬لديهم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬عليها،‭ ‬خصوصاً‭ ‬القرص‭ ‬الخاص‭ ‬بمختارات‭ ‬غوتنبرغ‭ (‬Best‭ ‬of‭ ‬Gutenberg‭ ‬the‭) ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬والذي‭ ‬ضم‭ ‬قرابة‭ ‬600‭ ‬كتاب‭ ‬إلكتروني‭ ‬وقرصاً‭ ‬مضغوطاً‭ ‬ثانياً‭ ‬صار‭ ‬متوافراً‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬2003‭ ‬وفي‭ ‬جعبته‭ ‬قرابة‭ ‬94‭ ‬كتاباً‭ ‬إلكترونياً،‭ ‬وقرصاً‭ ‬مضغوطاً‭ ‬آخر‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬يوليو‭  2006‭ ‬ضم‭ ‬17000‭ ‬كتاب‭ ‬إلكتروني‭.‬

ومنذ‭ ‬سنة‭ ‬2005‭ ‬صارت‭ ‬أقراص‭ ‬CD‭ ‬وDVD‭ ‬متوافرة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬صور‭ ‬ISO‭ ‬على‭ ‬البوابة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬Bit‭ ‬Torrent‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬قابلة‭ ‬للتحميل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نسخها‭ ‬على‭ ‬الأقراص،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المنشورة‭ ‬على‭ ‬الأقراص‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬بإرسالها‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البريد‭ ‬العادي‭.‬

وبإيجاز‭ ‬وللحقيقة‭  ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتجاهلها‭ ‬البعض‭ ‬فإن‭ ‬مخترع‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬هو‭ ‬مايكل‭ ‬هارت‭ ‬Michael‭ ‬Hart‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قاربنا‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬ebook‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الإيتيمولوجي،‭ ‬حيث‭ ‬رقمنة‭ ‬كتاب‭ ‬ورقي‭ ‬بهدف‭ ‬نشره‭ ‬بصيغة‭ ‬ملف‭ ‬إلكتروني‭ ‬fichier‭ ‬électronique‭.‬

‭ ‬

الويب‭ ‬يدعم‭ ‬الإنترنت‭ ‬

يعتبر‭ ‬فانتان‭ ‬سيرف‭ ‬Vinton‭ ‬Cerf‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬للإنترنت،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬اخترع‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بوب‭ ‬كان‭ ‬Bob‭ ‬Kahn‭ ‬سنة‭ ‬1974‭ ‬بروتوكول‭ ‬TCP‭/‬IP  transmission‭ ‬control‭ ‬protocol‭/‬internet‭ ‬protocol‭ ‬باعتباره‭ ‬قاعدة‭ ‬لتبادل‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭. ‬

لقد‭ ‬تطور‭ ‬الإنترنت‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1983،‭ ‬أما‭ ‬الويب‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اختراعه‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬و1990‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬‮«‬تيم‭ ‬بيرنيرلي‭ ‬Tim‭ ‬Berners  - ‬Leeالذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬أستاذاً‭ ‬باحثاً‭ ‬بالمركز‭ ‬الأوربي‭ ‬للبحث‭ ‬النووي‭ ‬CERN‭ ‬في‭ ‬جونيف،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1989‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬تيم‭ ‬بيرنيرلي‮»‬‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الويب‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق‭ ‬باستعماله‭ ‬الخاصية‭ ‬التشعبية‭ ‬hypertexte‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1990‭ ‬وضع‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬أول‭ ‬‮«‬خادم‮»‬‭ ‬serveur‭ ‬HTTP‭ ‬الذي‭ ‬تعني‭ ‬hypertext‭ ‬transfert‭ ‬protocol‭ ‬وأول‭ ‬متصفح‭ ‬ويب‭. ‬ومنذ‭ ‬1991‭ ‬أصبحت‭ ‬شبكة‭ ‬الويب‭ ‬إجرائية‭ ‬عملياً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وعرفت‭ ‬سنة‭ ‬1993‭ ‬الانطلاقة‭ ‬المهمة‭ ‬بفضل‭ ‬المتصفح‭ ‬‮«‬موزاييك‮»‬‭ ‬Mosaic‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬أول‭ ‬متصفح‭ ‬مفتوح‭ ‬للعموم‭.‬

بعد‭ ‬15‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬اختراع‭ ‬الشبكة‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬لمجلة‭ ‬‮«‬وايرد‮»‬‭ ‬Wired‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬أغسطس‭ ‬2005‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬الويب‭ ‬تجاري،‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬فهو‭ ‬يستعمل‭ ‬فقط‭ ‬لتلبية‭ ‬الرغبات‭ ‬الفردية‭ ‬للأشخاص،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الإنترنت‭ ‬بعد‭ ‬مرور30‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬اختراعه‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مقوماته‭ ‬الثلاث،‭ ‬الانتشار‭ ‬والتنوع‭ ‬والتفاعلية،‭ ‬حيث‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬استخدامه‭ ‬أمراً‭ ‬تاماً‭ ‬ونهائياً‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬لوموند‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أغسطس‭ ‬2005‭.‬

‭ ‬

ظهور‭ ‬الـ‭ ‬E‭-‬zines‭ ‬أو‭ ‬المجلات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬

في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬المجلات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬أول‭ ‬الإصدارات‭ ‬بشكل‭ ‬مقتضب‭ ‬وقصير‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬سنة‭ ‬1993‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬‮«‬جون‭ ‬لابوفيتز‮»‬‭ ‬John‭ ‬Labovitz‭ ‬وبحروف‭ ‬مختصرة‭ ‬zine‭ ‬أو‭ ‬ماغازين‭ ‬الورقية،‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬العموم‭ ‬فرد‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الصحفيين،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الإي‭ ‬ماغازين‮»‬‭ ‬e‭-‬zine‭ ‬أو‭ ‬المجلة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تصدر‭ ‬إما‭ ‬بواسطة‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بوابة‭ ‬إلكترونية‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬وصلات‭ ‬إشهارية،‭ ‬ولا‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬تجارية‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬جدّاً‭ ‬من‭ ‬القراء‭.‬

 

صحافة‭ ‬الأونلاين‭ ‬

يعتبر‭ ‬تطور‭ ‬صحافة‭ ‬الأونلاين‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬التسعينيات‭ ‬لأنه‭ ‬سبق‭ ‬تاريخياً‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬الأونلاين‮»‬‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الألفين‭.‬

في‭ ‬بداية‭ ‬سنوات‭ ‬التسعينيات‭ ‬ظهرت‭ ‬الصحف‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخدمات‭ ‬التجارية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬أونلاين‮»‬‭ ‬America‭ ‬Online‮»‬‭ ‬أوكومبيوسيرفس‭ ‬CompuServe‭. ‬

وبعد‭ ‬ظهور‭ ‬أول‭ ‬متصفح‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬سنة‭ ‬1993‭ ‬وارتفاع‭ ‬سرعة‭ ‬الويب‭ ‬شرعت‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬نسخها‭ ‬على‭ ‬مواقعها‭ ‬الإلكترونية‭.‬

ففي‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أطلقت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬التايم‭ ‬Times‭ ‬والصانداي‭ ‬تايم‭ ‬Sunday‭ ‬Times‭ ‬موقعاً‭ ‬إلكترونياً‭ ‬موحداً‭ ‬هو‭ ‬‮«‬تايم‭ ‬أونلاين‮»‬‭ ‬TimesOnline‭.‬

في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أصبحت‭ ‬النسخة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬الوول‭ ‬ستريت‮»‬‭  Wall‭ ‬Street‭ ‬مؤدى‭ ‬عنها‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الزبناء‭ ‬المنخرطين‭ ‬فيها‭ ‬100000‭ ‬سنة‭ ‬1998‭.‬

أما‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬New‭ ‬York‭ ‬Times،‭ ‬فقد‭ ‬فتحت‭ ‬باب‭ ‬الانخراط‭ ‬مجاناً‭ ‬لزبنائها،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬الواشنطن‭ ‬بوست‭ ‬Washington‭ ‬Post‭ ‬وضعت‭ ‬الأخبار‭ ‬الجديدة‭ ‬اليومية‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬القرّاء،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬طاقمها‭ ‬بأرشفة‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬المدعمة‭ ‬بالصور‭ ‬والصوت‭ ‬والفيديو،‭ ‬وصار‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬تايم‮»‬‭ ‬Time‭ ‬هو‭ ‬اسم‭ ‬موقع‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬تايم‭ ‬ويرنير‮»‬‭ ‬Time‭-‬Warnerالمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬تايم‭ ‬ماغازين‮»‬‭ ‬Time‭ ‬Magazine‭.‬

وفي‭ ‬سنة‭ ‬1992‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬وايرد‮»‬‭ ‬Wired‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬إلكترونية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬الشبكية‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬موقع‭ ‬خاص‭ ‬بالمجلة‭ ‬السياسية‭ ‬الشهرية‭ ‬‮«‬لوموند‭ ‬ديبلوماتيك‮»‬‭  Le‭ ‬Monde‭ ‬diplomatique‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬تجريبي‭ ‬بتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسمعي‭ ‬البصري‭ (‬INA‭) ‬وقد‭ ‬دشّن‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬بمناسبة‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬إيماجينا‮»‬‭ ‬Imagina‭ ‬الخاص‭ ‬بموضوع‭ ‬الصور،‭ ‬ووضع‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬كل‭ ‬المقالات‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬القراء‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬1994‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬المرجع‭ ‬التاريخي‭ ‬واعتماداً‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬المواضيع‭ ‬والدول،‭ ‬وصارت‭ ‬كل‭ ‬مواضيع‭ ‬العدد‭ ‬الشهري‭ ‬بالمجان‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬كما‭ ‬فتح‭ ‬منتدى‭ ‬للنقاش‭ ‬للزوار‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المجلة‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬أطلقت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ليبيراسيون‭ ‬Libération‮»‬‭ ‬اليومية‭ ‬بدايتها‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بعد‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬لكتيب‭ ‬دفاتر‭ ‬الملتيميديا‭ ‬وهو‭ ‬دفتر‭ ‬ورقي‭ ‬أسبوعي‭ ‬ضمن‭ ‬عدد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭.‬

 

الويب‭ ‬أوسع‭ ‬أنسيكلوبيديا

في‭ ‬سنة‭ ‬2002‭ ‬قررت‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬ماساسوسيت‭ ‬للتكنولوجيا‭ (‬Massachusetts‭ ‬Institute‭ ‬of‭ ‬Technology‭) ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬اختصاراً‭ ‬بـMIT‭ ‬نشر‭ ‬دروسها‭ ‬على‭ ‬الأون‭ ‬لاين،‭ ‬عبر‭ ‬ولوج‭ ‬حر‭ ‬ومجاني‭ ‬بهدف‭ ‬نشرالمعرفة،‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬وضعت‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬للعلوم‭ ‬مجلاتها‭ ‬على‭ ‬الأونلاين،‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬‮«‬ويكيبيديا‭ ‬Wikipédia‭ ‬فقد‭ ‬دشنت‭ ‬موقعها‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬وذلك‭ ‬بإطلاقها‭ ‬لأنسيكلوبيديا‭ ‬مؤلفة‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭.‬

جاء‭ ‬إطلاق‭ ‬ويكيبيديا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المتطوعين‭ ‬مع‭ ‬إمكان‭ ‬تصحيح‭ ‬وإغناء‭ ‬المقالات‭ ‬وتحيينها،‭ ‬ثم‭ ‬ظهرت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬موسوعات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬سيتيزنديوم‮»‬‭ ‬Citizendiu‭ ‬و«أنسيكلوبيديا‭ ‬أولايف‮»‬‭ ‬Encyclopedia‭ ‬of‭ ‬Life‭ ‬إنتاجات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬حلة‭ ‬رقمية‭.‬

منذ‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬شرعت‭ ‬الكتب‭ ‬الرقمية‭ ‬تحتل‭ ‬مكانتها‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكتب‭ ‬المطبوعة‭... ‬كتب‭ ‬إلكترونية‭ ‬بصيغة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬دي‭ ‬إف‮»‬‭ ‬PDF‭ ‬بالنسبة‭ ‬
لـ‭ ‬‮«‬أدوب‭ ‬رايدر‭ ‬Adobe‭ ‬Reader‮»‬‭ ‬وLIT‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ«ميكروسوفت‭ ‬رايدر‮»‬‭ ‬Microsoft‭ ‬Reader‭ ‬و‭ ‬PRC‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ«موبيبوكيت‭ ‬رايدر‮»‬‭ ‬Mobipocket‭ ‬Reader‭ ‬وOeB‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬أقراص‭ ‬برمجيات‭ ‬القراءة‭.‬

عديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬رواجاً‭ ‬فائقاً‭ ‬بيعت‭  ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬نسخ‭ ‬رقمية‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أمازون‭ ‬دوت‭ ‬كوم‮»‬‭ ‬Amazon‭.‬com،‭ ‬وقد‭ ‬وزعت‭ ‬‮«‬نوميلوغ‮»‬‭ ‬Numilog‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬خاصة‭ ‬بصناعة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬زهاء‭ ‬3500‭ ‬كتاب‭ ‬رقمي‭ ‬باللغتين‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬أما‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬موبيبوكت‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬وزعت‭ ‬زهاء‭ ‬6000‭ ‬كتاب‭ ‬رقمي‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬اللغات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬موقعها‭ ‬الخاص‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مكتبات‭ ‬شريكة‭ ‬لها،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الكتب‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬كاتالوغ‭ ‬Palm‭ ‬Digital‭ ‬10000‭ ‬عنوان‭.‬

 

البذور‭ ‬الإبداعية‭ ‬الأدبية‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬الإنترنت

في‭ ‬سنة‭ ‬1997‭ ‬أطلقت‭ ‬الشاعرة‭ ‬والفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬الفرنسية‭ ‬‮«‬سيلفين‭ ‬أرابو‮»‬‭ ‬Silvaine‭ ‬Arabo‭ ‬أول‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬فرنكفوني‭ ‬خصصته‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬قصائدها‭ ‬وقصائد‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الشعراء،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬1998‭ ‬قالت‭ ‬سيلفين‭ ‬أرابو‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬شاعرة‭ ‬ورسامة‭ ‬وأستاذة‭ ‬لمادة‭ ‬الآداب‭ ‬وفي‭ ‬جعبتي‭ ‬13‭ ‬ديواناً‭ ‬وأعمالاً‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬النشر‭ ‬عبر‭ ‬الويب‭ ‬أعترف‭ ‬بأنني‭ ‬عصامية‭ ‬لم‭ ‬أتلق‭ ‬أي‭ ‬تكوين‭ ‬خاص‭.‬‭.. ‬فقد‭ ‬خطرت‭ ‬لدي‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬أدبي‭ ‬يتمحورحول‭ ‬الشعر،‭ ‬إن‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬هو‭ ‬وسيط‭ ‬حر‭ ‬ومتميز‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والاهتمامات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬شعراء‭ ‬آخرين‭... ‬كما‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬الإبداعية‭ ‬وحث‭ ‬الشعراء‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬فيه‭ ‬ماداموا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬الزوّار‭ ‬سوف‭ ‬يقرأون‭ ‬أعمالهم‭ ‬ويتواصلون‭ ‬معهم‭. ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬الإنترنت‭ ‬سوى‭ ‬وسيط‭ ‬إيجابي‭ ‬ومفيد‭ ‬لانتشار‭ ‬الشعر،‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشعراء‭ ‬أو‭ ‬القراء‭ ‬المولعون‭ ‬به‮»‬‭.‬

وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تطور‭ ‬موقع‭  ‬الشاعرة‭ ‬‮«‬سيلفين‭ ‬أرابو‮»‬‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬أشعار‭ ‬الأمس‭ ‬أشعار‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬مجلة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬وبعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2001‭ ‬أنشأت‭ ‬‮«‬سيلفين‭ ‬أرابو‮»‬‭ ‬مجلة‭ ‬ورقية‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬Saraswati‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬مجلة‭ ‬خاصة‭ ‬بالشعر‭ ‬والتشكيل‭ ‬والفكر،‭ ‬ويمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬الورقية‭ ‬مجلة‭ ‬متكاملة‭ ‬مع‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬‮«‬شعراء‭ ‬الأمس‭ ‬شعراء‭ ‬اليوم‮»‬‭.‬

 

قصص‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬

يعود‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نيقولا‮»‬‭ ‬Nicolas‭ ‬و«سوزان‭ ‬بيوني‮»‬‭ ‬Suzanne‭ ‬Pewny‭ ‬هذان‭ ‬الكاتبان‭ ‬صاحبا‭ ‬دار‭ ‬للنشر‭ ‬خاصة‭ ‬بالروايات‭ ‬البوليسية‭ ‬والآداب‭ ‬والصور‭ ‬وكتب‭ ‬الفن‭... ‬إلخ،‭ ‬قرر‭ ‬نيقولا‭ ‬هذا‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترويج‭ ‬لكتاب‭ ‬وأدباء‭ ‬غير‭ ‬معروفين‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ريموند‭ ‬غوديفروا‮»‬‭ ‬Raymond‭ ‬Godefroy‭ ‬الكاتب‭ ‬القروي‭ ‬المحبط‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعثرعلى‭ ‬دار‭ ‬للنشر‭ ‬لطبع‭ ‬رواياته‭. ‬وقبل‭ ‬سنة‭ ‬2000‭ ‬بادر‭ ‬‮«‬نيقولا‭ ‬بيوني‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬أعمال‭ ‬ريموند‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬‮«‬شوكاس‮»‬‭ ‬Choucas‭ ‬وبإخراج‭ ‬مثير‭ ‬وجذاب‭ ‬أيضاً‭.‬

في‭ ‬سنة‭ ‬1997‭ ‬ألف‭ ‬‮«‬لوسي‭ ‬دوبوتي‮»‬‭ ‬Lucie‭ ‬de‭ ‬Boutiny‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬لا‮»‬‭ ‬NON‭ ‬وهي‭ ‬رواية‭ ‬متعددة‭ ‬الوسائط‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬حلقات‭ ‬بواسطة‭ ‬Synesthésie‭ ‬المجلة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للفن‭ ‬المعاصر،‭ ‬ثم‭ ‬ظهرت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬روايات‭ ‬رقمية‭ ‬أخرى‭ ‬لـ«آن‭ ‬سيسيل‮»‬‭ ‬Anne‭-‬Cécile،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬طويلة‭ ‬يمكن‭ ‬قراءتها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭.‬

 

رواية‭ ‬المايل‭ (‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭)‬

أول‭ ‬رواية‭ ‬عالمية‭ ‬تشكل‭ ‬متنها‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ورأت‭ ‬النور‭ ‬كانت‭ ‬سنة‭ ‬2001‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬‮«‬جون‭ ‬بييربالب‮»‬‭ ‬Jean‭-‬Pierre‭ ‬Balpe‭ ‬وهو‭ ‬كاتب‭ ‬وباحث‭ ‬ومدير‭ ‬شعبة‭ ‬الميديا‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬باريس‭ ‬الثامنة،‭ ‬فعلى‭ ‬مدى‭ ‬مائة‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬أبريل‭ ‬و19‭ ‬يوليو‭ ‬2001‭ ‬نشر‭ ‬يومياً‭ ‬بواسطة‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وكان‭ ‬يوزع‭ ‬رسائله‭ ‬على‭ ‬عائلته‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وزملائه‭ ‬ليشاركوه‭ ‬في‭ ‬تطويروإغناء‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجاباتهم‭.‬

 

مواقع‭ ‬الميديا‭ ‬المتعددة

القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬للويب‭ ‬web‭ ‬تمثل‭ ‬الرابط‭ ‬التشعبي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬والنصوص‭ ‬والصور،‭ ‬لكن‭ ‬رابط‭ ‬الميديا‭ ‬المتعددة‭ ‬يتيح‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬جداول‭ ‬البيانات‭ ‬وإلى‭ ‬الصور‭ ‬المتحركة‭ ‬والشرائط‭ ‬الصوتية‭ ‬والفيديوهات‭.‬

غوغل‭ ‬تهتم‭ ‬بالكتاب‭ ‬الإلكتروني

في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2004‭ ‬أطلقت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬شطرها‭ ‬الأول‭ ‬الخاص‭ ‬ببرنامج‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬Google‭ ‬Print‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الناشرين‭ ‬بهدف‭ ‬جعل‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬القراء،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحفيزهم‭ ‬على‭ ‬اقتنائها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكتبة‭ ‬الأونلاين‭.‬

وفي‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬أطلقت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬شطرها‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬الموجه‭ ‬للكتبيين،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬رقمنة‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬كتاب‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬الجامعية‭ ‬مثل‭ ‬جامعاتHarvard‭ ‬‭,‬‭ ‬Stanford‭,‬‭ ‬Michigan‭,‬‭ ‬Oxford،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2005‭ ‬طرحت‭ ‬على‭ ‬الأونلاين‭ ‬نسخة‭ ‬‮«‬بيتا‭ ‬لغوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬bêta‭ ‬de‭ ‬Google‭ ‬Print‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2005‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬البرنامج‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬تفاهم‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬وناشري‭ ‬الكتب‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬حقوق‭ ‬التأليف‭. ‬

وتحت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬Google‭ ‬Books‭ ‬عاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2006،‭ ‬وبالتالي‭ ‬واصلت‭ ‬غوغل‭ ‬رقمنة‭ ‬كتب‭ ‬هذه‭ ‬المكتبات‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬كما‭ ‬طورت‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬الناشرين‭ ‬سنة‭ ‬2008،‭ ‬وأخيراً‭ ‬توصَّلت‭ ‬إلى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬مع‭ ‬جمعيات‭ ‬الناشرين‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2009‭.‬

وفيما‭ ‬كان‭ ‬مشروع‭ ‬غوتنبرغ‭ ‬يواصل‭ ‬طريقه‭ ‬لنشر‭ ‬الكتب‭ ‬العامة‭ ‬والمجانية،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬خلت،‭ ‬فإن‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬قد‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬عمالقة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬مثل‭ ‬غوغل‭ ‬وياهو‭ ‬وميكروسوفت‭ ‬لسببين‭ ‬رئيسيين‭ ‬هما‭:‬

‭ ‬1‭) ‬اهتمام‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بوضع‭ ‬الموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬الإنساني‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬القراء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

‭ ‬2‭) ‬الرهان‭ ‬الذي‭ ‬يقدمه‭ ‬النشر‭ ‬الرقمي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الروابط‭ ‬التجارية‭ ‬المربحة،‭ ‬ولذلك‭ ‬قررت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬خبرتها‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الكتاب،‭ ‬ولذلك‭ ‬وضعت‭ ‬نسخة‭ ‬‮«‬البيتا‭ ‬لغوغل‭ ‬برانت‮»‬‭ ‬سنة‭ ‬2005‭.‬

في‭ ‬أواخر‭ ‬سنة‭ ‬2006‭ ‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬بعملية‭ ‬مسح‭ ‬ضوئي‭ ‬لـ3000‭ ‬كتاب‭ ‬يومياً،‭ ‬أي‭ ‬مليون‭ ‬كتاب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬بسعر30‭ ‬دولاراً‭ ‬للكتاب‭ ‬الواحد‭. ‬

وباستثناء‭ ‬المكتبة‭ ‬العامة‭ ‬لنيويورك‭ ‬New‭ ‬York‭ ‬Public‭ ‬Library‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬رقمنتها‭ ‬تعود‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬جامعات‭ ‬هافاروستانفورد‭ ‬وميشيغن‭ ‬وأوكسفورد‭ ‬وكاليفورنيا‭ ‬وفيرجني‭ ‬وويسكونسان‭ ‬وماديسون‭ ‬وكومبلوتانس‭ ‬وكومبلتانس‭ ‬دومادريد‭. ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬مكتبات‭ ‬جامعات‭ ‬‮«‬برانستون‭ ‬وتيكساس‭ ‬وكاتالونيا‭ ‬بإسبانيا‭ ‬وبافيير‭ ‬بألمانيا،‭ ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬أعلنت‭ ‬غوغل‭ ‬عن‭ ‬انضمام‭ ‬أول‭ ‬مكتبة‭ ‬فرنكفونية‭ ‬وهي‭ ‬مكتبة‭ ‬‮«‬لوزان‮»‬‭ ‬Lausanne‭ ‬بسويسرا‭ ‬بهدف‭ ‬رقمنة‭ ‬100000‭ ‬كتاب‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والألمانية‭ ‬والإيطالية،‭ ‬نُشرت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القرن‭ ‬الـ17‭ ‬والقرن‭ ‬الـ19‭ ‬وقامت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعقد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬مكتبة‭ ‬بلدية‭ ‬‮«‬ليون‮»‬‭ ‬Lyon‭ ‬بفرنسا‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2008،‭ ‬وكانت‭ ‬الغاية‭ ‬منها‭ ‬رقمنة‭ ‬خمسمائة‭ ‬ألف‭ ‬كتاب‭.‬

ولوضع‭ ‬حد‭ ‬لكل‭ ‬النزاعات‭ ‬مع‭ ‬الكتبيين‭ ‬والناشرين‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬غوغل‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬تقوم‭ ‬أساساً‭ ‬على‭ ‬تقاسم‭ ‬عائدات‭ ‬‮«‬غوغل‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬Google‭ ‬Books‭ ‬والولوج‭ ‬اللامشروط‭ ‬إلى‭ ‬الكتب‭ ‬المستنفذة‭ ‬كما‭ ‬ألح‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬مبلغ‭ ‬125‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لفائدة‭ ‬نقابة‭ ‬المؤلفين‭ ‬والجمعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للناشرين‭ ‬AAP‭.‬

 

الحوامل‭ ‬المتعددة‭ ‬القراءة‭ ‬

تعددت‭ ‬اليوم‭ ‬حوامل‭ ‬القراءة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬أمازون‭ ‬قد‭ ‬دشنت‭ ‬حاملها‭ ‬الأول‭ ‬Kindle‭ ‬منذ‭ ‬2007‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬التأريخ‭ ‬للقراءة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اختراع‭ ‬الحاسوب‭ ‬المحمول،‭ ‬ثم‭ ‬اختراع‭ ‬المذكرات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬agendas‭ ‬électroniques‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬بسيون‮»‬‭ ‬Psion‭ ‬وأيضاً‭ ‬أجهزة‭ ‬‮«‬فرانكلان‮»‬‭ ‬Franklin‭.‬

لقد‭ ‬اخترعت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بالم‭ ‬بيلوت‮»‬‭ ‬Palm‭ ‬Pilot‭ ‬سنة‭ ‬1999،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اختراع‭ ‬حاسوب‭ ‬الجيب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ميكروسوفت‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬سنة‭ ‬2000‭ ‬وظهرت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬السمارتفون‮»‬‭ ‬smartphones‭ ‬من‭ ‬اختراع‭ ‬‮«‬نوكيا‭ ‬Nokia‮»‬‭ ‬و«سوني‭ ‬إيريكسون‮»‬‭ ‬Sony‭ ‬Ericsson‭.‬

وبالموازاة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬ألواح‭ ‬خاصة‭ ‬بكتب‭ ‬إلكترونية‭ ‬بعينها‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬روكيت‭ ‬إيبوك‮»‬‭ ‬Rocket‭ ‬eBook‭ ‬و«السوفتوبوك‭ ‬رايدر‮»‬‭ ‬SoftBook‭ ‬Reader‭ ‬أو‭ ‬الـ«جيمستارإيبوك‮»‬‭ ‬Gemstar‭ ‬eBook،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعمر‭ ‬طويلاً‭.‬

أما‭ ‬أول‭ ‬‮«‬سمارتفون‮»‬‭ ‬اخترع،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سنة‭ ‬2001،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بـ«نوكيا‮»‬‭ ‬Nokia‭ ‬9210‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬شركة‭ ‬نوكيا‭ ‬الفنلندية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬شركات‭ ‬تصنيع‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وظهر‭ ‬بعده‭ ‬‮«‬نوكيا‭ ‬60‮»‬‭ ‬و«سوني‭ ‬إيريكسون‮»‬‭ ‬P8000،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬نزلت‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬سلسلة‭ ‬‮«‬موتورولا‮»‬‭ ‬Motorola‭ ‬و«سيمنس‮»‬‭ ‬Siemens‭... ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الموديلات‭ ‬تتيح‭ ‬قراءة‭ ‬الكتب‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬سطيحة‭ ‬‮«‬الموبيبوكيت‭ ‬رايدر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يسمى‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬الهاتف‭ ‬الميلتيميديا‮»‬‭ ‬téléphone‭ ‬multimédia‭ ‬أو‭ ‬الهاتف‭ ‬المتعدد‭ ‬الوظائف‭ ‬téléphone‭ ‬multifonctions،‭ ‬أو‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬الشائع‭ ‬حالياً‭.‬

يحتوي‭ ‬‮«‬السمارتفون‮»‬‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬ملونة‭ ‬وعلى‭ ‬تطبيق‭ ‬صوتي‭ ‬متنوع‭ ‬وعلى‭ ‬مصورة‭ ‬ومذكرة‭ ‬ومسجل‭ ‬صوتي‭ ‬Dictaphone‭ ‬وقارئ‭ ‬lecteur‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والملفات‭ ‬السمعية‭ ‬البصرية‭.‬

في‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬مبيعات‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬السمارتفون‭ ‬3‭.‬7‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ثم‭ ‬ارتفعت‭ ‬في‭ ‬2006‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يناهز90‭ ‬مليون‭ ‬وحدة‭ ‬على‭ ‬مليار‭ ‬نسمة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

 

الفضاء‭ ‬الشبكي‭ ‬ومجتمع‭ ‬المعلومات

عندما‭ ‬نُشر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬بدا‭ ‬كأن‭ ‬الفضاء‭ ‬الشبكي‭ ‬طفق‭ ‬يحضر‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬المعلومات،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬كان‭ ‬سابقاً‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭: ‬كيف‭ ‬نحدد‭ ‬مفهوم‭ ‬الفضاء‭ ‬الشبكي‭ ‬ومجتمع‭ ‬المعلومات؟

يعود‭ ‬إطلاق‭ ‬مفهوم‭ ‬الفضاء‭ ‬الشبكي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وليام‭ ‬جيبسون‮»‬‭ ‬William‭ ‬Gibson‭ ‬الذي‭ ‬وُصف‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬‮«‬نورومانيان‮»‬‭ ‬Neuromancien‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬سنة‭ ‬1984،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مفهوم‭ ‬مجتمع‭ ‬المعلومات‭ ‬ليس‭ ‬مفهوماً‭ ‬جديداً،‭ ‬ويمكن‭ ‬التأريخ‭ ‬له‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة،‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬جاك‭ ‬بايوت‮»‬‭ ‬Jacques‭ ‬Pataillot‭ ‬مستشار‭ ‬في‭ ‬التسيير‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭.‬

هذا‭ ‬باختصار‭ ‬موجز‭ ‬لترجمة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬لمحة‭ ‬تاريخية‭ ‬عن‭ ‬الإنترنت‭ ‬والكتاب‭ ‬الإلكتروني‮»‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الكاتبة‭ ‬الكندية‭ ‬ماري‭ ‬لوبير‭ ‬سنة‭ ‬2009‭ ‬والموجود‭ ‬على‭ ‬الرابط‭: ‬

http‭://‬www‭.‬etudes‭-‬francaises‭.‬net‭/ ‬dossiers‭/‬ebook‭.‬htm‭ ‬