أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

شهر‭ ‬يناير‭ ‬هو‭ ‬أوّل‭ ‬شهور‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭, ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يحظى‭ ‬فيه‭ ‬طلَبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬بإجازة‭ ‬منتصف‭ ‬العام‭, ‬وفيه‭ ‬أيضًا‭ ‬مناسبات‭ ‬وأعياد‭ ‬دينية‭ ‬عند‭ ‬طوائف‭ ‬وجماعات‭ ‬تعيش‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬العربي‭, ‬قد‭ ‬يكونون‭ ‬أقارب‭ ‬لنا‭ ‬أو‭ ‬جيراناً‭ ‬أو‭ ‬أصدقاء‭, ‬ويحتفلون‭ ‬بِتلك‭ ‬المناسبات‭ ‬في‭ ‬مظاهر‭ ‬جميلة‭ ‬وطقوس‭ ‬روحانية‭, ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬اِلتفاف‭ ‬الأُسَر‭ ‬حول‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭, ‬وقضاء‭ ‬أمسيات‭ ‬سعيدة‭. ‬

إنّ‭ ‬تبادل‭ ‬الهدايا‭ ‬مِن‭ ‬مظاهر‭ ‬الأعياد‭ ‬التي‭ ‬تتشارك‭ ‬فيها‭ ‬كلّ‭ ‬الأديان‭, ‬فهي‭ ‬تبعث‭ ‬السرور‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬لِما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬جميلة‭, ‬كالتقدير‭ ‬والشكر‭ ‬والامتنان‭. ‬وتُعدّ‭ ‬كرة‭ ‬الثلج‭ ‬أو‭ ‬قبّة‭ ‬الثلج‭ ‬التذكارية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الهدايا‭ ‬شيوعًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭, ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬تحديدًا‭, ‬لأنّها‭ ‬تصوّر‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬منمنمات‭ ‬صغيرة‭ ‬لِأماكن‭ ‬مشهورة‭ ‬تتساقط‭ ‬عليها‭ ‬قِطع‭ ‬الثلج‭ ‬كلّما‭ ‬تمّ‭ ‬تحريك‭ ‬الكرة‭, ‬وفي‭ ‬معظمها‭ ‬موسيقا‭ ‬خاصّة‭ ‬تصدر‭ ‬منها‭, ‬تنقل‭ ‬خيالنا‭ ‬لِتلك‭ ‬الأماكن‭, ‬ونعيش‭ ‬لحظات‭ ‬حالمة‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬يُقال‭ ‬إنّ‭ ‬ظهور‭ ‬كرة‭ ‬الثلج‭ ‬لِأوّل‭ ‬مرّة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭, ‬وحملت‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬مجسّمًا‭ ‬صغيرًا‭ ‬لِبرج‭ ‬إيفل‭, ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ثِقْلًا‭ ‬يمنع‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬التطاير‭, ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬شكلها‭ ‬الجميل‭ ‬جعلها‭ ‬هدايا‭ ‬تذكارية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬والأماكن‭. ‬وهكذا‭ ‬هي‭ ‬الحياة‭, ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نجمّلها‭ ‬بالامتنان‭ ‬والتقدير‭ ‬للّحظات‭ ‬السعيدة‭ ‬التي‭ ‬حظينا‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬مَن‭ ‬نحبّ‭, ‬والمشاعر‭ ‬الحلوة‭ ‬التي‭ ‬عشناها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭, ‬فستمرّ‭ ‬أيّام‭ ‬كثيرة‭ ‬دون‭ ‬فائدة‭ ‬أو‭ ‬إنجاز‭ ‬يُذكر‭. ‬

اِصنع‭ ‬كرتك‭ ‬الثلجية‭, ‬وضعْ‭ ‬فيها‭ ‬مجسّمًا‭ ‬لِمكان‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬زرته‭, ‬أو‭ ‬تحلم‭ ‬بِزيارته‭ ‬حين‭ ‬تكبر‭, ‬وتذكّر‭ ‬أنّ‭ ‬الامتنان‭ ‬يجعل‭ ‬لِماضينا‭ ‬معنًى‭, ‬ويجلب‭ ‬السلام‭ ‬لِهذا‭ ‬اليوم‭, ‬ويخلق‭ ‬رؤية‭ ‬للغد‭). ‬هكذا‭ ‬تقول‭ ‬الكاتبة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬ميلودي‭ ‬بيتي‮»‬ ‬.