أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

بعد‭ ‬الأجواء‭ ‬الشتوية‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬لِمدّة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبًا،‭ ‬يبدأ‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭ ‬بالدخول،‭ ‬وتهلّ‭ ‬معه‭ ‬النسمات‭ ‬العليلة‭ ‬والأجواء‭ ‬الدافئة‭ ‬الجميلة،‭ ‬فعادة‭ ‬ما‭ ‬نحظى‭ ‬بِأوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬21‭ ‬مارس،‭ ‬وقد‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬خبراء‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوّية‭ ‬بِيوم‭ ‬الاعتدال‭ ‬الربيعي،‭ ‬ومن‭ ‬علاماته‭ ‬أنّ‭ ‬أشعّة‭ ‬الشمس‭ ‬تسقط‭ ‬بشكل‭ ‬عامودي‭ ‬على‭ ‬خطّ‭ ‬الاستواء،‭ ‬وتتساوى‭ ‬ساعات‭ ‬الليل‭ ‬والنهار،‭ ‬وبعدها‭ ‬تبدأ‭ ‬ساعات‭ ‬النهار‭ ‬بالازدياد،‭ ‬وتكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ساعات‭ ‬الليل‭. ‬

إنّ‭ ‬اعتدال‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬جعله‭ ‬شهرًا‭ ‬مناسبًا‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الاحتفالات‭ ‬العالمية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالإنسان‭ ‬والأرض،‭ ‬مثل‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للأحياء‭ ‬البرّية،‭ ‬والغابات،‭ ‬والأشجار،‭ ‬والمياه‭. ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬التوعية‭ ‬والتعريف‭ ‬بأهمّيتها‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لتعديل‭ ‬السلوك‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬نمارسه‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬ويلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بها،‭ ‬ويقلّل‭ ‬من‭ ‬منفعتها‭ ‬المستقبلية‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء،‭ ‬إنّ‭ ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬الطقس،‭ ‬واعتدالنا‭ ‬نحن،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬أمور‭ ‬حياتنا،‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬ومهمّ،‭ ‬لأنه‭ ‬يجعلنا‭ ‬نرى‭ ‬الأشياء‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭ ‬دون‭ ‬تطرّف‭ ‬وتعصّب‭. ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬إنفاق‭ ‬المصروف‭ ‬يعلّمنا‭ ‬الادّخار‭ ‬وترتيب‭ ‬أولويّاتنا‭. ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬والكلام‭ ‬يمكّننا‭ ‬من‭ ‬سماع‭ ‬الآخر‭ ‬والاطّلاع‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬مختلفة‭. ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬الصداقات‭ ‬يساعدنا‭ ‬على‭ ‬انتقاء‭ ‬أفضل‭ ‬الأشخاص‭ ‬وأنسبهم‭ ‬لنا‭. ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬واللهو‭ ‬يمنحنا‭ ‬الوقت‭ ‬للمذاكرة‭ ‬وأداء‭ ‬مهامّنا‭ ‬المنزلية‭. ‬

هناك‭ ‬مقولة‭ ‬جميلة‭ ‬لِكاتب‭ ‬روماني‭ ‬يُعدّ‭ ‬خطيب‭ ‬روما‭ ‬المميّز،‭ ‬يُدعى‭ "‬شيشرون‭"‬،‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭: (‬الاعتدال‭ ‬والاتّزان‭ ‬في‭ ‬الأشياء‭ ‬أبو‭ ‬الفضائل‭). ‬فاحرص‭ ‬على‭ ‬التحلّي‭ ‬بها‭. ‬