عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
ذيل الحيوانات فوائد ومهمّات
في الثالث من مارس من كلّ عام يحتفل العالَم باليوم العالمي لِلأحياء البرّيّة, وسنحتفل نحن بالحيوانات التي تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الأحياء البرّيّة, وتحديدًا الحيوانات الفقارية (أي التي تمتلك هيكلاً عظميّاً) وسنتعرف على عضو مهمّ جدًا فيها, وهو الذيل.
ما توشكون على قراءته هو دليل واضح على أنّ ما مِن نسيج أو عضلة أو عضو في أيّ مخلوق من مخلوقات الله إلا وله منفعة. ممّا لا شكّ فيه أن الغرض من الذيل ليس الزهو أو الخيلاء, وإنّما الغرض منه أداء منفعة, ولولاه لا يكون بِالمقدور تحقيق هذه المنفعة. وبما أن الذيل لا يوجد إلا في الفقاريات من الحيوانات, فهو إذًا امتداد للعمود الفقري, وهو يختلف في شكله من حيوان إلى آخر وفقًا لِلمنفعة التي من أجلها خُلق, فقد يكون قصيرًا أو طويلاً, عريضًا أو رفيعًا.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ويفرض نفسه الآن هو: ما أهمّية الذيول لهذه الحيوانات؟
عندئذ تجيب السطور التالية عن هذا السؤال قائلة:
الذيل للتنظيف وإبعاد الحشرات: فالماشية تستخدم ذيولها في إبعاد الحشرات عندما تقف أو تلتصق بِظهرها, وبذلك لا تنقل لها ما تحمله من ميكروبات تؤدّي إلى أمراض تنتقل بعد ذلك إلى الإنسان عندما يتناول لحومها كطعام. وذيل الحصان الكثيف مثال جيّد لِتنظيف أجسامها ولِتحريك الهواء, خاصّة في الأجواء الحارّة.
الذيل مكان لِتخزين الدهون: فالذيل في الخراف والنعاج هو المخزن الذي تتجمّع فيه الدهون الزائدة عن الحاجة, وبذلك تتركّز في موضع واحد ولا تنتشر بِبقيّة الجسم.
الذيل سلاح أحيانًا: مهمّة الذيل في بعض الحيوانات الحماية والدفاع عن النفس والتخلّص من الأخطار, فالسحالي مثلاً عندما تقع في مأزق كإمساك أحدهم بِذيلها, فإنها تلجأ للتخلّص منه وتنفصل عنه وتفرّ هاربة, ليبقى الذيل بعد ذلك ملفتًا للنظر وهو يتلوّى في حركات تشنّجيّة مثيرة. والمدهش في الأمر أنها تستعيض بِذيل آخر عنه في غضون مدّة قصيرة, ويكون محلّ الذيل المنفصل, والأغرب من ذلك أنّ هذه العملية تتكرّر كلّما لجأت السحالي لِهذه الحيلة الدفاعية.
الذيل وسيلة بعض الحيوانات للحصول على غذائها: فذيل العقرب يحمل في طرفه إبرة جوفاء ينطلق منها السّمّ, فإن أصابت الإبرة فريستها في غير مقتل, جاء دور السّمّ لِيفعل ما لم تفعله الإبرة, وهكذا يضمن اصطياد فريسته والحصول على ما يلزمه من غذاء.
الذيل عضو يسهّل الأوضاع الحركيّة لِبعض الحيوانات: وتحديدًا وضعية الجلوس أو القفز, فالكنغر الذي يبلغ طول ذيله 4 أقدام إذا حاول الجلوس على طرفَيه الخلفيّين, فإنه لا يستطيع بدون استخدام ذيله, إذ هو يعتمد عليه كأنه مقعد يقعد به على الأرض, كما يعتمد عليه أيضًا في موازنة جسمه إذا ما حاول القفز. والقرد أيضًا يستخدم ذيله للإمساك بالأشياء والتعلّق أحيانًا على الأشجار, فذيل القِرَدة كاليد الثالثة لها.
الذيل مهمّ جدًا للحركة والالتفاف: كما هو الحال في الأسماك مثلًا, إنّه المحرّك الأوّل الدافع لها في الماء, ويحرّك جسد السمكة يمينًا ثم يسارًا, ثم يمينًا مرّة أخرى فيندفع جسم السمكة إلى الأمام. وكذلك الحال في الطيور, التي كثيرًا ما تعتمد على ذيلها بالتوجيه الى جانب جناحَيها أيضًا.
الذيل أداة الإنذار والتوجيه: مثال على ذلك ذيل القندس الذي يتكفّل بمهمّة الإنذار عند الخطر, فتجده يضربه في الماء عندما يشعر بالخطر, وبذلك ينذر من حوله أيضًا بِقرب حدوث خطر أو مكروه لهم, كما يستخدمه كمجداف يتوجّه به في الماء.
ستجدون من حولكم أمثلة كثيرة على أهمية الذيل للحيوانات, بينما نحن بني البشر نحمد الله الذي أبدع خلقنا, وجعل لنا قامة منتصبة نمشي دون الحاجة إلى ذيل.