أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

‭ ‬في‭ ‬الأوّل‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬عام‭ ‬تحتفل‭ ‬دُوَل‭ ‬العالَم‭ ‬باليوم‭ ‬العالميّ‭ ‬للهندسة‭ ‬المعمارية‭, ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬فروع‭ ‬عِلم‭ ‬الهندسة‭, ‬وتُعنَى‭ ‬بالتخطيط‭ ‬والتصميم‭ ‬والبناء‭ ‬والتشغيل‭ ‬للمباني‭ ‬المعمارية‭ ‬بكافّة‭ ‬أنواعها‭ ‬وأشكالها‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإنّ‭ ‬مهنة‭ ‬المهندس‭ ‬المعماري‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬المهمّة‭, ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يُستغنى‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬مجتمع‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬وإن‭ ‬بلغ‭ ‬تقدمّه‭ ‬وتطوّره‭ ‬التكنولوجي‭ ‬أعلاه‭. ‬

وعادة‭ ‬ما‭ ‬يتمتّع‭ ‬المهندس‭ ‬المعماري‭ ‬بِذوق‭ ‬فنّي‭ ‬عالٍ‭ ‬جدًا‭, ‬وهوعلى‭ ‬اطّلاع‭ ‬دائم‭ ‬بِكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مجاله‭, ‬وقادر‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬ضمن‭ ‬الظروف‭ ‬والإمكانات‭ ‬المُتاحة‭ ‬له‭. ‬فناطحات‭ ‬السحاب‭ ‬الشاهقة‭, ‬والمباني‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطوّرة‭, ‬والصروح‭ ‬العظيمة‭ ‬المشيّدة‭, ‬والمساكن‭ ‬العمليّة‭ ‬المنظّمة‭ ‬ماهي‭ ‬إلا‭ ‬نتاج‭ ‬أيدي‭ ‬مهندسين‭ ‬معماريّين‭ ‬أتقنوا‭ ‬عملهم‭, ‬فأبدعوا‭ ‬صورًا‭ ‬فنّية‭ ‬معمارية‭ ‬نستمتع‭ ‬برؤيتها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬قدّمنا‭ ‬لكم‭ ‬نموذجًا‭ ‬رائعًا‭ ‬لإحدى‭ ‬المهندسات‭ ‬المعماريات‭ ‬العربيات‭, ‬وهي‭ ‬المهندسة‭ ‬الراحلة‭ ‬زها‭ ‬حديد‭, ‬والتي‭ ‬زيّنت‭ ‬تصاميمها‭ ‬المعمارية‭ ‬مدنًا‭ ‬عالمية‭, ‬وخلّدت‭ ‬أعمالُها‭ ‬الرائعة‭ ‬اسمَها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭. ‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬نحن‭ ‬أيضًا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬هندسة‭ ‬حياتنا‭, ‬خاصّة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرّضنا‭ ‬جميعنا‭ ‬إلى‭ ‬توقّف‭ ‬شبه‭ ‬كلّي‭ ‬لِمظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬من‭ ‬جرّاء‭ ‬تفشي‭ ‬فايروس‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭. ‬فما‭ ‬أحوجنا‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تخطيط‭ ‬حياتنا‭, ‬وترتيب‭ ‬أولويّاتنا‭ ‬لنرسم‭ ‬مستقبلاً‭ ‬قويًا‭ ‬ومواكبًا‭ ‬للتغيّرات‭, ‬وجميلاً‭ ‬بِجمال‭ ‬ما‭ ‬تصنعه‭ ‬لنا‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭! ‬إنّ‭ ‬الوقت‭ ‬متاح‭ ‬لكم‭ ‬الآن‭ ‬فاستغِلّوا‭ ‬فترة‭ ‬بقائكم‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لأداء‭ ‬تلك‭ ‬المهمّة‭, ‬وأعيدوا‭ ‬كتابة‭ ‬أهدافكم‭ ‬جيّدًا‭ ‬للانطلاق‭ ‬بِعام‭ ‬دراسيّ‭ ‬جديد‭, ‬ولإعمار‭ ‬مستقبل‭ ‬مشرق‭. ‬وتذكّروا‭ ‬مقولة‭ ‬المهندس‭ ‬المعماري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬ديفيد‭ ‬تشيبرفيلد‭: (‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬العمارة‭ ‬الجيّدة‭ ‬والسيّئة‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تقضيه‭ ‬فيه‭.(