ابنائي الاعزاء
في سبتمبر من كل عام, تفتح المدارس أبوابها لاستقبال التلاميذ الصغار ممّن يخطون خطوتهم الأولى في السلّم التعليمي, والتلاميذ الأكبر سنًّا الذين يستكملون تحصيلهم العلمي بتدرّجهم بالمراحل الدراسية المتتالية. وجميع هؤلاء ينطلقون في عملية التعلّم, وجمع المعلومات العلمية والعملية, واكتساب الخبرات الجديدة, وتحسين المهارات والقدرات العقلية والبدنية.
إن لِعملية التعلّم أهمية كبيرة في حياة الإنسان, فهي مستمرة ومتواصلة لا تتوقّف ولا تنقطع, لأنها السبب في نموّ المجتمعات وحداثتها, وبفضلها تتطّور وتتحسّن أحوال الأفراد وظروفهم المعيشية. ولذلك أقرّت منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والتعليم والثقافة, اليونسكو, يوم الثامن من سبتمبر يومًا عالميًّا للتحصيل, بهدف التوعية بضرورة الإقبال على التحصيل العلمي ومحو أمّية الأفراد, وخاصة لأولئك الذين تمنعهم ظروفهم المحيطة من الذهاب إلى المدرسة, وذلك من خلال حثّهم على كسب المعارف المختلفة بالوسائل المتاحة, وإن كانت متواضعة, من أجل المساعدة في بناء مجتمع متعلّم ومتطوّر بسواعد أبنائه.
أبنائي الأعزّاء, إن العلم نور, فإن حظيتم بفرصة التعلّم بالمدارس, فاغتنموها, وأحسنوا إلى معلّميكم, وانتهزوا ساعات التحصيل الدراسي بالفهم والتجربة, ثم احرصوا على نقل ما تعلّمتموه لمن يجهله, ونوّروا بعلمكم عتمة الأمّية. للأديب والشاعر مصطفى المنفلوطي مقولة ملهمة عن مراحل العلم وطريقة التعلّم: " أوّل العلم الصمت, والثاني حسن الاستماع, والثالث حفظه, والرابع العمل به, والخامس نشره."
أسرة مجلّة العربي الصغير تتمنى لقرّائها في الوطن العربي عامًا دراسيًّا حافلًا بالنجاح والإنجاز.