حوض الدلافين في إسطنبول.. حيث المتعة والإثارة
في حيّ أيّوب الهادئ الواقع على ضفاف خليج القرن الذهبي في مدينة إسطنبول, يتربّع حوض الدلافين. إنّ هذا الحوض يمكّن زائريه من اللعب مع حيوانات بحرية غاية في اللطافة; نعم إنها الدلافين جميلة الروح والطلّة. أصدقاءنا, نزور اليوم حوض الدلافين لنكتشف عالَمها الجميل بل وفنونها البديعة وأداءها عالي الإتقان لِمهارات وحركات ورقصات تسرّ الناظرين.
دخلنا إلى الحوض المغطّى بالكامل, فوجدناه فسيحًا واسعًا وجميلاً تزيّن جدرانه الألوان الفاقعة, حيث يمتدّ البناء على مساحة تقارب ٥٨٠٠ متر مربّع. ويعدّ حوض الدلافين من أهمّ وأكبر مراكز عروض الدلافين المغلقة في أوربا, إذ تتّسع صالة العرض لفي منصّة الدرجة الأولى. حوض الدلافين ثمرة شراكة بين الجمهورية التركية والاتّحاد الروسي لِدعم العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين, وجاء افتتاحه نهاية العام ٢٠٠٨ تتويجًا لهذه الشراكة.
بدأ العرض بِدخول الدلافين مقدِّمة تحيّة للجمهور, ثم ما لبثت أن شرعت بالقيام بالحركات البهلوانية, مثل اللعب بِكرة السلّة, وتبادل الكرات فيما بينها مُنهِية عرضها بِقفزات عالية متكرّرة. أعزّاءنا الصغار, لا يقتصر العرض الذي يمتدّ إلى نحو الساعة من الزمن على الدلافين, وإنّما سيستمتع الزائر بِنجوم آخرين, مثل الحوت الأبيض الشبيه بالدولفين وفقمة الفِراء. وكانت هذه الأخيرة قد قدّمت عرضًا مُبهرًا مارست فيه مختلف الرياضات مع صديقها المدرّب, وصفّقت له وصفّق لها بعدما تقمّصت دور خطيب على المنصّة ودور عازف موسيقى. ومن الممتع أنّكم, أيها الأصدقاء, يمكنكم التصوير مع هؤلاء الأبطال في نهاية العرض.
ومما يميّز مركز الدلافين هذا, كونه مغلقًا ومهيّئًا بنظام خاص, وتقديمه العروض طوال أيام السنة بغضّ النظر عن حالة الطقس. كما يمتاز المبنى بِوجود كافيتريا ومحلّ خاصّ لِشراء الهدايا التذكارية. إنّ زوّار حوض الدلافين لن يكتفوا بِمشاهدة العروض فقط, بل يمكنهم أيضًا السباحة مع الدلافين وحضنها ولمسها. ويقدّم المركز برنامج التعارف مع الدولفين لمدة ١٠ دقائق, حيث يجلس الطفل على حافّة الحوض ويتفاعل مع الدولفين بمساعدة المدرّبين المَهَرة.
لا شكّ أن هناك الكثير مما يكتشفه زائر بيت الدلافين. ولعلّ ما يجدر ذكره هنا ما يقدّمه بيت الدلافين من أنشطة اجتماعية قيّمة وهادفة, كبرامج إعادة التأهيل لِذوي الاحتياجات الخاصّة ممّن يعانون من مشكلات ذهنية أو بدنية, كالتوحّد والتخلّف العقلي ونقص الانتباه والداون, وهي برامج جرت تجربتها في أمريكا وروسيا منذ ٥٠ سنة, وقد أثبت المختصّون نجاحها في هذا السياق.