أبنائي الأعزاء
شهر فبراير في دولة الكويت، هو شهر الفرح، شهر تجتمع فيه مناسبتان من أجمل المناسبات الوطنية، وهما اليوم الوطني في 25 فبراير، ويوم التحرير في 26 فبراير. وفيهما تعمّ الاحتفالات البلاد، ويخرج الأهالي للاحتفال في المتنزّهات والحدائق، وتُرفَع الأعلام والرايات، كما تنطلق الأغاني والأشعار التي تتغنّى في حبّ الوطن.
في المناسبات الوطنيّة، عادة ما تنظّم فعاليّات ومهرجانات في جميع مؤسّسات الدولة، يشارك فيها الصغار والكبار، وتأتي أهميّة مشاركتكم في الاحتفالات الوطنيّة في بلدانكم، من كونها رسالة شكر وعرفان منكم إلى أولئك الذين أخلصوا في حبّ أوطانهم، وقدّموا الغالي والنفيس لتنعم أراضيهم بالحرية، وتتحرّر شعوبهم من التبعيّة. لقد ناضلوا ليحظى أبناؤهم بوطن آمن ومستقر، يرقى إلى مصافّ الدول المتقدّمة والأمم المتحضّرة. فاحرصوا على استرجاع أدوارهم الباسلة، ومواقفهم الخالدة، وكلّ ما قدموه ليبقى الوطن حرّاً أبيّاً.
إنّ كلّ الخيرات التي تحيط بنا، ونتمتّع بها، سواء كانت ماديّة كالأرض والمنزل، أو معنويّة كالحريّة والأمن، ما هي إلّا نتاج جهد أفراد عملوا وتكاتفوا، لتحقيق هدف وغاية ساميّة اتّفق عليها جموع من الناس. لقد انطلقوا للعمل تحت شعار «فكّر عالميّاً واعمل محليّاً». وضعوا لهم فكرة صالحة لكل زمان ومكان، فكرة لا يختلف اثنان على أهمّيتها، وسعوا إلى تنفيذها وفقاً لما هو متوفّر لديهم من إمكانات وموارد. وفكرة الانطلاق هذه، تظلّ خاضعة للتجديد والتطوير، وتتولى مهمّتها الأجيال المتعاقبة وفقاً لِإمكاناتهم المستقبليّة.
أبنائي الأعزّاء، يقول الأديب والمسرحي الإيطالي (داريو فو): «وطننا العالَم بأسره، وقانوننا هو الحريّة»، فإذا رغبت أن ينعم وطنك بالاستقرار والرخاء، فلْتكن تلك رغبتك لكلّ الأوطان، دون استثناء، ثم اجتهد واعمل ما بوسعك ليكون وطنك كما تتمنّى أن يكون.