أبنائي الأعزّاء
في الأول من نوفمبر من كل عام تحتفل مدن العالم باليوم العالمي للمواصلات العامة, ويُقصد بها وسائل التنقّل التي تحمل على متنها مجموعة من الناس, كالباص والقطار. ومن المبادرات التي تطبّق في هذا اليوم مجانية التنقّل في وسائل المواصلات العامة, وإتاحتها للجميع, وتشجيع الأفراد على التخلّي عن سياراتهم ودرّاجاتهم النارية, وكل وسيلة فردية للتنقّل, واستخدام وسائل النقل الجماعي. وذلك بهدف توعية سكّان المدن بدورهم في التقليل من الاختناقات المرورية, والازدحام الناتج من تكدّس السيارات, وخاصّة بأوقات الذروة, في شوارع المدن الرئيسية.
ولنا في أحداث هذا العام درس مفيد جدًا, فمع انتشار فايروس كوفيد 19 في العالم أجمع, اتّخذت حكومات الدوَل إجراءات وقائية صارمة, لحماية شعوبها من مخاطر تفشّي هذا الفايروس اللعين, وكان أوّلها الحجر المنزلي وفرض حظر التجوّل, والمقصود به منع الناس من الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى. وذلك الإجراء تسبّب في ضيق واستياء لدى الكثيرين, وخاصة الأطفال الذين حُرموا من اللعب والركض ولقاء الأصدقاء.
أبنائي الأعزاء, دائمًا تذكروا مقولة: (رُبّ ضارّة نافعة), فما تضرّرتم منه ساهم في انخفاض نسبة التلوّث في الهواء, وذلك لسبب رئيسي وهو الحدّ من استخدام وسائل النقل, إلى جانب توقّف نشاط المصانع. ففي المدن الأكثر تلوّثًا, مثل الصين, أدّى حظر التجوّل إلى انخفاض انبعاثات الكربون وأكسيد النيتروجين بشكل ملحوظ ساهم بإنقاذ حياة ما يقارب 77000 شخص خلال شهرين, وفقًا لتقدير العلماء. يذكر أستاذ الهندسة المدنية والبيئية بجامعة كارنيجي, ميلون قسطنطين ساماراس, أنّ (الجائحة هي أسوأ طريقة ممكنة لخفض الانبعاثات. والتغيّرات التكنولوجية والسلوكية والهيكلية هي أفضل طريقة للحدّ منها). فلنجتهد ونخبر ذوينا بأهمية وسائل النقل العامة, لننعم بهواء صحّي وبيئة آمنة.