أبنائي الأعزّاء
في المدرسة, في النادي, وفي كلّ مكان تجتمع فيه بأقرانك وتتواصل معهم, يحدث أن تتعارض آراؤكم حول موضوع ما, أو تختلفون بطريقة اللعب, أو قد تنزعجون لسوء فهم حديث أحدهم, بحيث تجدون أنفسكم في نهاية الأمر في شجار يعلو فيه الصراخ بالألفاظ البذيئة وتمتدّ به الأيدي بالضرب, فيعنّف أحدكم الآخر بالقول أو بالفعل, ويتسبّب له بالأذى الجسدي والنفسي.
ولأنّ هذا يحدث في عالَم الصغار والكبار, وبين الأفراد والجماعات والدول أيضًا, انطلقت دعوة عالمية من الجمعية العامّة للأمم المتّحدة عام 2007, بقرار مفاده العمل على نشر رسالة اللاعنف, عن طريق التعليم وتوعية الجمهور, بِهدف تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف. وتمّ تحديد يوم ميلاد غاندي الداعي لحركات اللاعنف, وهو في الثاني من أكتوبر من كلّ عام ليكون يومًا دوليًا للّاعنف.
أبنائي الأعزّاء, إنّ استخدام العنف المتمثّل بالقوّة الجسدية أو الأسلحة ضدّ من استولى على حق معنوي (فكرة) أو عينيّ (قلم) يعود لكم, وإلحاق الضرر الجسدي اتّجاهه لاسترداده, لن يغيّر من الأمر شيئًا وإن حصلتم عليه, لأنه سيولّد في النفس الكُره والضغينة, وسيمتدّ لسنوات, بل وقد يتسّع ليشمل أفرادًا آخرين في أُسركم. ولا نعني بذلك الاستسلام وترك حقوقنا المسلوبة, بل علينا الاستمرار بالمطالبة السلمية من خلال الحوار والإقناع, وبتدخّل وسيط عادل وحكيم, أو اللجوء إلى القضاء إن صعب عليكم الأمر.
وإن فكّرتم يومًا باللجوء للعنف, فتذكّروا مقولة غاندي: النصر الناتج عن العنف هو مساوٍ للهزيمة, إذ أنه سريع الانقضاء.