أبنائي الأعزّاء
يحتفل العالم الإسلامي في 10 من ذي الحجة بعيد الأضحى المبارك, وخلال أيام العيد يتواصل الأهل والأصدقاء بالزيارات العائلية والاتصالات الهاتفية, للتعبير عن فرحتهم ببلوغ هذه الأيام المباركة. والأكثر سعادة في هذا العيد هم حجاج بيت الله الذين استطاعوا أداء الركن الخامس من أركان الإسلام, بعد أن أتموا مناسك الحج والتزموا بشروطه وواجباته.
في فريضة الحج يتساوى الحجاج, وإن اختلفت انتماءاتهم العرقية وتنوعت مستوياتهم الاجتماعية, فلا تكاد تفرق بين ثريّ وفقير, فملابس الإحرام متشابهة, ولا بين عربي أو أعجمي, ما لم ينطق بلغته, وذلك لأن الحجيج مقبلون على بلوغ غاية واحدة, هي الحج المقبول والذّنب المغفور. وفي تلك الأيام ترى تآزر المسلمين وتكاتفهم مع بعضهم البعض, سواء كانوا حجاج بيت الله أو منظمين أو أهالي مكة, فالقوي يعين الضعيف, والكبير يرحم الصغير, والميسور يكرم المحتاج والفقير.
أبنائي الأعزّاء, لنستحضر المعاني السامية من فريضة الحج, ونعمل بها طوال العام, ولنتعامل مع بعضنا البعض دون النظر إلى فروق أو اختلافات. فما أحوجنا إلى الأخلاق السامية لنحيا جميعًا بأمن وسلام, فحولنا أناس شتّتتهم الحرب, وأتعبهم المرض, وأنهكهم الفقر, لنمدّ أيدينا لهم ونشعرهم أننا معهم, نعينهم ونساعدهم بالمال, أو حتى بالكلمة الطيبة والابتسامة, ولنتذكر عمال الإغاثة في اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 من أغسطس, ودورهم في توفير الخدمات الإنسانية للمحتاجين أينما كانوا, لأن “الإنسان يصبح عظيمًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان”, كما قال الزعيم الهندي الراحل غاندي.