أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

إنّ‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬لطلبة‭ ‬وتلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬فرصة‭ ‬مواتية‭ ‬لممارسة‭ ‬الهوايات‭ ‬المفضّلة‭ ‬والقيام‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الخارجية‭ ‬المحبّبة‭ ‬لديهم‭, ‬ولا‭ ‬تزيّن‭ ‬أيّام‭ ‬العطلة‭ ‬إلا‭ ‬بمشاركة‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬الذين‭ ‬يضفون‭ ‬البهجة‭ ‬والمتعة‭,  ‬لما‭ ‬في‭ ‬مخالطة‭ ‬الآخرين‭ ‬وقضاء‭ ‬الوقت‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬مميّزات‭ ‬جمّة‭, ‬كالتعاون‭ ‬والتعلّم‭ ‬والتآزر‭. ‬

والأصدقاء‭ - ‬تحديدًا‭ - ‬هم‭ ‬عادة‭ ‬مَن‭ ‬نتقاسم‭ ‬معهم‭ ‬اللعب‭ ‬واللهو‭ ‬في‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفيّة‭, ‬وقد‭ ‬يكونون‭ ‬من‭ ‬الجيران‭ ‬أو‭ ‬الأقارب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬رفقة‭ ‬المدرسة‭. ‬وتنشأ‭ ‬بيننا‭ ‬رابطة‭ ‬الصداقة‭ ‬أحيانًا‭ ‬للاهتمامات‭ ‬المشتركة‭ ‬والتقارب‭ ‬في‭ ‬الطباع‭ ‬والمعتقدات‭, ‬وأحيانًا‭ ‬قد‭ ‬نكون‭ ‬مختلفين‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭, ‬ولكنّنا‭ ‬منسجمون‭ ‬حيث‭ ‬يكمّل‭ ‬بعضنا‭ ‬الآخر‭, ‬فمثلاً‭ ‬صديق‭ ‬مُتأنٍ‭ ‬يدفع‭ ‬صديقه‭ ‬المتسرّع‭ ‬للتروّي‭ ‬والتمهّل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭. 

وأهميّة‭ ‬الصداقة‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي‭, ‬فقد‭ ‬أقرّت‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬يوم‭ ‬الصداقة‭ ‬الدولي‭, ‬والذي‭ ‬يوافق‭ ‬30‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬عام‭, ‬لِما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالَم‭ ‬أجمع‭ ‬كالفقر‭ ‬والعنف‭, ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والوئام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬لنحظى‭ ‬بصداقات‭ ‬دائمة‭ ‬علينا‭ ‬الأخذ‭ ‬بمبدأ‭ ‬الاحترام‭ ‬في‭ ‬تقبّل‭ ‬اختلافات‭ ‬أصدقائنا‭ ‬وخصوصيّاتهم‭  ‬ومبدأ‭ ‬التسامح‭, ‬فلكلٍّ‭ ‬منّا‭ ‬هفواته‭ ‬وأخطاؤه‭ ‬بعد‭ ‬تفهّم‭ ‬ظروفه‭ ‬وأسبابه‭. ‬وتذكّروا‭ ‬جيدًا‭ ‬مقولة‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬جيم‭ ‬غاريسون‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نخسر‭ ‬الأصدقاء‭, ‬بل‭ ‬نتعلّم‭ ‬مَن‭ ‬هو‭ ‬الصديق‭ ‬الحقيقي‮»‬‭.