أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬يهل‭ ‬علينا‭ ‬هلال‭ ‬رمضان‭, ‬الشهر‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بلهفة‭ ‬وحفاوة‭ ‬بالغتين‭, ‬ويفرح‭ ‬بأيامه‭ ‬ولياليه‭ ‬الصغار‭ ‬قبل‭ ‬الكبار‭.‬

ففي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬تزدحم‭ ‬المساجد‭ ‬بالمصلين‭ ‬رجالًا‭ ‬ونساء‭, ‬وتمتلئ‭ ‬موائد‭ ‬الإفطار‭ ‬بالصائمين‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭, ‬ويكاد‭ ‬الجميع‭ ‬يحتفي‭ ‬بطقوسه‭ ‬الجميلة‭ ‬كشراء‭ ‬الفوانيس‭, ‬وانتظار‭ ‬مرور‭ ‬أبو‭ ‬طبيلة‭ ‬المسحراتي‭, ‬وليالي‭ ‬القرقيعان‭.‬

وفي‭ ‬رمضان‭ ‬يجتهد‭ ‬المسلمون‭ ‬الصغار‭ ‬في‭ ‬المواظبة‭ ‬على‭ ‬العبادات‭, ‬كالصوم‭ ‬والصلاة‭ ‬والزكاة‭, ‬وعليهم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يعتادوا‭ ‬على‭ ‬التحلي‭ ‬بأخلاق‭ ‬المسلم‭ ‬الحق‭, ‬كالصبر‭ ‬ومساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬وصلة‭ ‬الأرحام‭, ‬وأيضًا‭ ‬تقبّل‭ ‬الآخر‭ ‬واحترام‭ ‬الاختلافات‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬الآخر‭, ‬لأن‭ ‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭, ‬دين‭ ‬المحبة‭ ‬والرحمة‭, ‬وليس‭ ‬المسلم‭ ‬سوى‭ ‬انعكاس‭ ‬لدينه‭, ‬فكن‭ ‬مسالمًا‭ ‬ومتسامحًا‭ ‬ومحبًّا‭ ‬ورحومًا‭ ‬بالآخر‭ ‬مهما‭ ‬اختلف‭ ‬عنك‭ ‬وبانت‭ ‬عليه‭ ‬الفروقات‭, ‬وتخالفت‭ ‬بينكما‭ ‬الطقوس‭ ‬والعبادات‭. ‬

وفي‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭, ‬جميع‭ ‬المنظمات‭ ‬العالمية‭ ‬تدعو‭ ‬الشعوبَ‭ ‬والمجتمعات‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬الآخر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬اختلافات‭, ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يحقق‭ ‬للأفراد‭ ‬والدول‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭.‬

ومن‭ ‬تلك‭ ‬الدعوات‭ ‬تحديد‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للّا‭ ‬حمية‭, ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬أبسط‭ ‬الصور‭ ‬لقبول‭ ‬الآخر‭, ‬وعدم‭ ‬رفضه‭ ‬بسبب‭ ‬حجمه‭; ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ضخمًا‭ ‬أو‭ ‬ضئيلًا‭, ‬ومهما‭ ‬تجاوز‭ ‬وزنه‭ ‬المعدلات‭ ‬الطبيعية‭.‬

أبنائي‭ ‬الأعزاء‭...‬

أنتم‭ ‬أيضًا‭ ‬بادروا‭ ‬وكونوا‭ ‬من‭ ‬الصائمين‭, ‬والذين‭ ‬يحترمون‭ ‬المختلفين‭ ‬شكلًا‭ ‬وفكرًا‭, ‬وتحلّوا‭ ‬بقلب‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭: ‬“إني‭ ‬أملك‭ ‬قلبًا‭ ‬يرفض‭ ‬جرح‭ ‬الآخرين”‭.‬

أسرة‭ ‬“العربي‭ ‬الصغير”‭ ‬تبارك‭ ‬لكم‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭, ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬عليكم‭ ‬بالخير‭ ‬واليُمن‭ ‬والبركات‭.