حقيبة آن العجيبة

حقيبة آن العجيبة

كانت‭ ‬الصغيرة‭ ‬آن‭ ‬تصحو‭ ‬من‭ ‬نومها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬متأخرة‭ ‬تحمل‭ ‬حقيبتها‭ ‬على‭ ‬ظهرها‭ ‬وتجري‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭, ‬ولكنها‭ ‬للأسف‭ ‬تنسى‭ ‬أن‭ ‬تغلق‭ ‬الحقيبة‭, ‬فتتطاير‭ ‬الكتب‭ ‬والأقلام‭ ‬والكراسات‭ ‬وتضيع‭ ‬أدواتها‭. ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬تلوح‭ ‬لصديقتها‭ ‬الجدة‭ ‬العجوز‭ ‬فيكست‭ ‬التي‭ ‬تطعم‭ ‬الطيور‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬طريقها‭ ‬للمدرسة‭. ‬

وصلت‭ ‬آن‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬متأخرة‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭, ‬فطلب‭ ‬منها‭ ‬مدرس‭ ‬الرياضيات‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬كتابها‭ ‬وكراسة‭ ‬الواجبات‭. ‬تضع‭ ‬آن‭ ‬حقيبتها‭ ‬على‭ ‬المقعد‭ ‬وتجدها‭ ‬فارغة‭, ‬فقد‭ ‬تساقطت‭ ‬كل‭ ‬الأدوات‭ ‬في‭ ‬الشارع‭, ‬غضب‭ ‬منها‭ ‬المدرس‭ ‬بشدة‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تحضر‭ ‬أدواتها‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭. ‬عادت‭ ‬آن‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬حزينة‭ ‬تسير‭ ‬بخطوات‭ ‬متثاقلة‭ ‬لتقابل‭ ‬الجدة‭ ‬العجوز‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬القريبة‭. ‬جلست‭ ‬آن‭ ‬بجوار‭ ‬الجدة‭ ‬فيكست‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬الحديقة‭ ‬وأخذت‭ ‬تنظر‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬حزن‭... ‬فوجدت‭ ‬لافتة‭ ‬عليها‭ ‬صورة‭ ‬كلب‭ ‬مفقود‭ ‬كتب‭ ‬تحته‭ ‬رقم‭ ‬الهاتف‭. ‬فنظرت‭ ‬إلى‭ ‬الجدة‭ ‬وقالت‭: ‬وأنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أشيائي‭ ‬مفقودة‭. ‬

تعجّبت‭ ‬الجدة‭ ‬ونظرت‭ ‬إلى‭ ‬آن‭ ‬التي‭ ‬أخبرتها‭ ‬أن‭ ‬معلم‭ ‬الرياضيات‭ ‬وكل‭ ‬المعلمين‭ ‬غاضبون‭ ‬منها‭ ‬بسبب‭ ‬ضياع‭ ‬أشيائها‭. ‬أشارت‭ ‬الجدة‭ ‬إلى‭ ‬كتاب‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الطريق‭ ‬وقالت‭:‬‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬كتبك‭ ‬يا‭ ‬آن‭؟ ‬

ذهبت‭ ‬آن‭ ‬فوجدت‭ ‬كتابها‭ ‬وبالقرب‭ ‬منه‭ ‬وجدت‭ ‬الممحاة‭ ‬والمسطرة‭ ‬والكراسات‭, ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬وضعت‭ ‬الجدة‭ ‬يدها‭ ‬في‭ ‬حقيبتها‭ ‬لتخرج‭ ‬شريطًا‭ ‬أصفر‭, ‬ثم‭ ‬وضعته‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭ ‬المفتوحة‭. ‬حملت‭ ‬آن‭ ‬أشياءها‭ ‬ووضعتها‭ ‬في‭ ‬حقيبتها‭, ‬وأشارت‭ ‬بيدها‭ ‬إلى‭ ‬الجدة‭ ‬فيكست‭ ‬وقالت‭: ‬

علي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقلق‭ ‬أمي‭... ‬

وقفت‭ ‬آن‭ ‬لحظة‭ ‬تشاهد‭ ‬صورة‭ ‬الكلب‭ ‬المفقود‭, ‬ثم‭ ‬انطلقت‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬تجرى‭, ‬وكالعادة‭ ‬نسيت‭ ‬أن‭ ‬تغلق‭ ‬حقيبتها‭, ‬وبدأت‭ ‬بعض‭ ‬الأشياء‭ ‬تتطاير‭ ‬من‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭, ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كان‭ ‬الشريط‭ ‬الأصفر‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬ويدخله‭ ‬إلى‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬

عندما‭ ‬وصلت‭ ‬آن‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬ووضعت‭ ‬حقيبتها‭ ‬على‭ ‬المكتب‭, ‬نظرت‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬دهشة‭ ‬وقالت‭:  ‬لا‭ ‬أصدق‭ ‬أنك‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬اليوم‭ ‬وكل‭ ‬أشيائك‭ ‬في‭ ‬الحقيبة‭... ‬أنا‭ ‬سعيدة‭... ‬

وفي‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬حملت‭ ‬آن‭ ‬حقيبتها‭, ‬وأسرعت‭ ‬تجري‭ ‬نحو‭ ‬المدرسة‭ ‬وتلوح‭ ‬للجدة‭ ‬العجوز‭ ‬فيكست‭ ‬التي‭ ‬تجلس‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭, ‬ولكن‭ ‬آن‭ ‬أيضًا‭ ‬نسيت‭ ‬حقيبتها‭ ‬مفتوحة‭, ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخيط‭ ‬الأصفر‭ ‬أخذ‭ ‬يجمع‭ ‬الأشياء‭ ‬المبعثرة‭ ‬والمتناثرة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تشعر‭ ‬بشيء‭...‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬هذا‭? ‬لقد‭ ‬أخذ‭ ‬الخيط‭ ‬يجمع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض‭, ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭, ‬جزرة‭, ‬أصيص‭ ‬زرع‭, ‬مصباح‭, ‬ساعة‭, ‬برتقالة‭... ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬فوضى‭!‬

شاهدت‭ ‬الجدة‭ ‬فيكست‭ ‬ما‭ ‬حدث‭, ‬ووضعت‭ ‬يدها‭ ‬في‭ ‬حقيبتها‭ ‬لتخرج‭ ‬منها‭ ‬زلاجات‭ ‬حتى‭ ‬تلحق‭ ‬بآن‭ ‬وتمنع‭ ‬الشريط‭ ‬الأصفر‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الأشياء‭ ‬الخاطئة‭ ‬ولكن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬مر‭ ‬سريعا‭ ‬ولم‭ ‬تلحق‭ ‬الجدة‭ ‬بآن‭, ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬الفصل‭, ‬ووضعت‭ ‬حقيبتها‭ ‬المنتفخة‭ ‬على‭ ‬المقعد‭. ‬

تجمع‭ ‬التلاميذ‭ ‬حول‭ ‬حقيبة‭ ‬آن‭ ‬العجيبة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬فيها‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭, ‬جزرة‭, ‬ساعة‭ ‬وووو‭ ‬كلبًا‭ ‬صغيرًا‭. ‬وعلت‭ ‬ضحكات‭ ‬الأطفال‭, ‬وآن‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬ذهول‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬ولا‭ ‬تدري‭ ‬كيف‭ ‬جاءت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأشياء‭ ‬إلى‭ ‬حقيبتها‭. ‬

دخل‭ ‬مدرس‭ ‬الرياضيات‭ ‬الفصل‭ ‬منزعجًا‭ ‬من‭ ‬ضجيج‭ ‬الأطفال‭, ‬وبسرعة‭ ‬حملت‭ ‬آن‭ ‬حقيبتها‭ ‬لتخفيها‭ ‬خلف‭ ‬ظهرها‭, ‬طلب‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬آن‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬ما‭ ‬تخفيه‭ ‬خلف‭ ‬ظهرها‭, ‬هنا‭ ‬قفز‭ ‬الكلب‭ ‬الصغير‭ ‬من‭ ‬الحقيبة‭, ‬مستقرًا‭ ‬على‭ ‬ذراع‭ ‬مدرس‭ ‬الرياضيات‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سعيدًا‭ ‬جدًا‭, ‬وقال‭: ‬

‭ ‬كلبي‭ ‬العزيز‭ ‬فيدو‭! ‬أين‭ ‬كنت‭? ‬لقد‭ ‬وضعت‭ ‬صورًا‭ ‬لك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭, ‬افتقدتك‭ ‬بشدة‭.‬

شكر‭ ‬المعلم‭ ‬آن‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭, ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬سعيدة‭ ‬أن‭ ‬مدرس‭ ‬الرياضيات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬غاضبًا‭ ‬منها‭, ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬أدواتها‭ ‬اليوم‭.‬

ترى‭ ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬آن‭ ‬ستغلق‭ ‬حقيبتها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭؟‬

 

رسوم‭:  ‬نهى‭ ‬الدخان