صحة الفمّ والأسنان في شهر رمضـــان

زياد يتمتع بأسنان قوية جميلة, إلا أنه حريص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام, كي يتفحص أسنانه جيدًا, ويعالج ما قد يصيبها في مراحله المبكرة. لذلك فإن أسنانه, إضافة إلى قيامها بوظيفتها على أحسن وجه, فإنها دائمًا تضفي على حديثه وابتسامته صبغة لطيفة من الجمال.
وبعد أن فحص الطبيب أسنانه, أثنى على زياد لاهتمامه بنظافتها, والمواظبة على استخدام الفرشاة والمعجون. وهذه المرة, وبمناسبة شهر رمضان المبارك, كان لدى زياد بعض الأسئلة التي أراد أن يطرحها على طبيب الأسنان, فدارت بينهما هذه المحادثة:
زياد: دكتور, هل الصوم يفيد الأسنان؟
طبيب الأسنان: بالطبع يفيد الأسنان, فالصوم له فوائده الكثيرة, ومنها أنه يعد فرصة لوقاية الأسنان من التسوّس, لأننا نمتنع عن الطعام ساعات طويلة في اليوم, ولمدة شهر كامل, فينقص عدد الوجبات, مما يعني قلة بقايا الطعام المتراكمة حول الأسنان, وقلة الجراثيم العفنة, التي لا تستطيع أن تتكاثر, فتصبح أسنانًا أقل عرضة للتسوّس. والصوم أيضًا يمنح الأسنان بعض الراحة بعد المجهود الكبير الذي بذلته طوال الشهور السابقة من طحن وتقطيع للأطعمة.
زياد: وماذا عن الأطعمة التي يجب تناولها وتكون مفيدة للأسنان؟
طبيب الأسنان: يجب تناول الطعام الصحي, حتى تقوم جميع أعضاء الجسم بوظائفها على أكمل وجه, ومن بينها الأسنان. فمن الضروري أن يحتوي الطعام على الفواكه والخضراوات الطازجة, لأنها تساعد على تنظيف الأسنان وتقوية اللثّة, ومن المفيد تناول كوب من الحليب مع ملعقة من عسل النحل, لأنه يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم المقوي للأسنان.
زياد: وماذا عن الأطعمة التي ينبغي تجنبها؟
طبيب الأسنان: الإقلال ما أمكن من المواد السكريّة والحلوى, ولاسيما الحلويات التي يشتهر بها شهر الصوم, كالكنافة والقطائف والزلابية وغيرها.
زياد: هل هناك أشياء أخرى يجب أن أتّبعها؟
طبيب الأسنان: نعم... يجب عدم تناول الطعام بين وجبتي السحور والإفطار, وتفريش الأسنان بينهما, ومضمضة الفم جيدًا عند الوضوء.
زياد: أشكرك أيها الطبيب على ما قدمت لي من توجيهات ونصائح. وكل عام وأنت بخير.
الفم ذو الرائحة الكريهة:
عاد زياد إلى طبيب الأسنان فجأة، عندما تذكّر مشكلة فم صديقه المحرجة، وتذكّر شكواه:
- يضيق الجميع مني، وينفرون من حديثهم معي، فيبتعدون مسرعين، والسبب رائحة فمي المقززة، التي تجعلني لا أنطق بكلمة واحدة، مخافة أن تنبعث هذه الرائحة، ويفر منها كل من يتحدث إليّ.
خاف زياد من تفاقم مشكلة صديقه في رمضان، فأسرع إلى طبيب الأسنان لمعرفة الأسباب المُحدثة لهذه الرائحة، والتي تكون سببًا في حدوث مضايقات كثيرة. وأوضح أسباب هذه الرائحة قائلاً:
- هذه الرائحة قد يكون سببها الأسنان وأنسجة اللثة، وتسمى أسبابًا موضعية، وقد يكون سببها بعض أجزاء الجسم الأخرى وتسمّى أسبابًا غير موضعية، على أن الأسباب الموضعية هي الأكثر شيوعًا لرائحة الفم السيئة، ومنها:
* إهمال نظافة الأسنان لإزالة ما يعلق بها من فضلات الطعام.
* تسوّس الأسنان ووجود فجوات بها تتراكم فيها بقايا الطعام حتى تصاب بالتعفن.
* وجود فراغ بين سطح الأسنان واللثة، ويعرف هذا الفراغ بـ «الجيب»، وفيه تتراكم بقايا الطعام حتى تتعفن.
* الرواسب الجيرية المسماة بـ «الكلس».
* التهابات اللثة على اختلاف أنواعها.
* اعوجاج الأسنان.
* جفاف الفم نتيجة لانخفاض نسبة اللعاب، كما الحال عند الصيام.
أما الأسباب غير الموضعية فمنها:
* الالتهابات التي تصيب اللوزتين، أو الرئتين، أو الجيوب الأنفية، أو الشُّعب الهوائية، أو الكليتين.
* الإمساك واضطرابات المعدة.
* بعض الأمراض كالبول السكري.
وفي نهاية حديثه أوصى الطبيب باتّباع هذه النصائح من أجل تجنب الرائحة السيئة:
* تنظيف الأسنان مما يتخللها من فضلات الطعام بعد كل وجبة مباشرة.
* استخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على مادة الكلورفيل.
* عمل الحشوات المناسبة عند حدوث تسوس في الأسنان.
* عدم تناول الطعام الدسم قبل النوم.
* الاهتمام بتقويم اعوجاج الأسنان.
* شرب الماء، والحفاظ على صحة الجسم بصفة عامة.