أبنائي الأعزّاء
في عام 1952 نظّمت الصحفية والكاتبة الألمانية جيلا ليبمان اجتماعًا دوليًا بعنوان التفاهم الدولي من خلال كتب الأطفال , دعت إليه مؤلّفي وناشري كتب الأطفال, وكل المعنيّين بأدب الطفل من تربويين وأكاديميين وغيرهم. هدفت جيلا من هذا التجمّع إلى مواجهة المعاناة التي خلّفتها الحرب العالمية الثانية على الأطفال وذويهم, لأنها رأت بأن الوسيلة الوحيدة لإعمار ما تهدّم وإصلاح ما تضرّر هي الكتب, وأن القادرين على أداء تلك المهمّة هم الأطفال فقط, وأن الغاية المرجوّة من ذلك تتمثّل في التسامح والانفتاح والسلام.
وعليه تأسّس المجلس الدولي لكتب الأطفال والناشئة عام 1953 في سويسرا, كمنظّمة غير ربحية تُعنى بكتب الطفل. وبعد 3 سنوات أطلق المجلس جائزة دولية تحمل اسم كاتب قصص الأطفال هانس كريستيان أندرسن, تُمنح كل عامَين لأفضل كاتب وناشر لكتاب الطفل. في 1967 توسّع المجلس ونال اهتمامًا عالميًا, وجذب كتاب الطفل حول العالم, وعليه تمّ تحديد 2 من أبريل ليكون اليوم الدولي لكتب الأطفال, وذلك تكريًما ليوم ميلاد هانس أندرسن, وتقديرًا للإقبال الكبير الذي حظيت به الجائزة, وفي كلّ عام تستضيف إحدى الدول الأعضاء أنشطة وفعّاليات المجلس, ويضع موضوعه ويصمّم شعاره كاتب ورسّام من بالبلد المُضيف.
هذا العام تحتفل لتوانيا بكتاب الأطفال, وترفع شعار: Books Help Us Slow Down الكتب تساعدنا على التأنّي, أي أنها تهدّئ من روعنا, وتبطّئ العجلة التي اعتدنا عليها من وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي توفّر لنا ما نريد بضغطة زر فقط.
أبنائي الأعزّاء, الكتب أصدقاء أوفياء حاضرون في كل زمان ومكان, معهم نستمتع باللحظات السعيدة ونقدّر قيمتها, ومعهم نحلّق نحو أفق رحب لا حدود فيه ولا سدود. احتفوا بكتبكم واستمتعوا بإعادة قراءتها وحافظوا عليها.