أبنائي الأعزّاء

أبنائي الأعزّاء

في‭ ‬كلّ‭ ‬صباح‭ ‬وأنتم‭ ‬في‭ ‬طريقكم‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭, ‬متحمّسين‭ ‬لبدء‭ ‬يوم‭ ‬جديد‭ ‬أو‭ ‬مثقَلين‭ ‬بالواجبات‭ ‬والدروس‭, ‬تمعّنوا‭ ‬بما‭ ‬حولكم‭ ‬جيدًا‭, ‬لاحظوا‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يصادفكم‭ ‬في‭ ‬الطريق‭, ‬الشارع‭ ‬المعبّد‭ ‬الذي‭ ‬سهّل‭ ‬وصولكم‭, ‬الباص‭ ‬الذي‭ ‬أقلّكم‭ ‬من‭ ‬بيوتكم‭, ‬أو‭ ‬أقدامكم‭ ‬القويّة‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬ثقلكم‭ ‬ومشت‭ ‬بثبات‭ ‬واستقامة‭ ‬وأوصلتكم‭ ‬بسلامة‭. ‬شاهدوا‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬اعتدتم‭ ‬عليها‭ ‬بتمعّن‭, ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لوالدَيكم‭, ‬أصدقائكم‭, ‬أو‭ ‬حارس‭ ‬المدرسة‭. ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الدقائق‭ ‬البسيطة‭ ‬ستكتشفون‭ ‬نِعَمًا‭ ‬كثيرة‭ ‬أنعمها‭ ‬الله‭ ‬علينا‭, ‬خيرات‭ ‬وفيرة‭ ‬تحيط‭ ‬بنا‭ ‬استصغرنا‭ ‬فوائدها‭ ‬العظيمة‭. ‬

إن‭ ‬مرور‭ ‬الأيام‭ ‬وتكرار‭ ‬المناسبات‭ ‬والأحداث‭, ‬والانشغال‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأهداف‭, ‬يلهينا‭ ‬أحيانًا‭ ‬عن‭ ‬إدراك‭ ‬قيمة‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬حولنا‭, ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬وأشياء‭, ‬حتى‭ ‬يختفون‭ ‬لِظرف‭ ‬ما‭, ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كلًا‭ ‬منهم‭ ‬له‭ ‬دوره‭ ‬المهمّ‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭, ‬كأن‭ ‬يجعلوها‭ ‬يسيرة‭, ‬آمنة‭, ‬وممتعة‭ ‬أيضًا‭.  

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬إن‭ ‬أولياء‭ ‬أموركم‭ ‬يعملون‭ ‬جاهدين‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجاتكم‭, ‬وأصحابكم‭ ‬يوفرون‭ ‬لكم‭ ‬الرفقة‭ ‬الممتعة‭, ‬ومعلّميكم‭ ‬يبذلون‭ ‬أقصى‭ ‬طاقتهم‭ ‬لتتعلّموا‭, ‬حتى‭ ‬عامل‭ ‬النظافة‭ ‬يتعب‭ ‬ليحافظ‭ ‬على‭ ‬بيئتكم‭ ‬نظيفة‭. ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭, ‬فالشجر‭ ‬من‭ ‬حولكم‭ ‬يعطيكم‭ ‬هواءً‭ ‬نقيًّا‭, ‬ومنزلكم‭ ‬يحفظكم‭ ‬آمنين‭ ‬ومستقرّين‭, ‬وأعينكم‭ ‬التي‭ ‬تقرأ‭ ‬الآن‭ ‬تنقل‭ ‬لكم‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬المنظر‭. ‬

تحيط‭ ‬بنا‭ ‬نِعمٌ‭ ‬لا‭ ‬تعدّ‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭, ‬لن‭ ‬تدوم‭ ‬إلا‭ ‬بإدراكها‭ ‬والشعور‭ ‬بالامتنان‭ ‬لوجودها‭, ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭. ‬اشكر‭ ‬لِمَن‭ ‬أنعم‭ ‬عليك‭, ‬وأنعِم‭ ‬على‭ ‬مَن‭ ‬شكرك‭, ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بقاء‭ ‬للنعمة‭ ‬إذا‭ ‬كُفرت‭, ‬ولا‭ ‬زوال‭ ‬لها‭ ‬إذا‭ ‬شُكرت‭ ‬‮«‬لقمان‭ ‬الحكيم‮»‬‭.‬