أبنائي الأعزاء
في 15 يناير 1929, وُلد مارتن لوثر كينغ, صبيّ أمريكي داكن البشرة, وسط مجتمع أبيض. وهو صغير استاء من سوء معاملة الآخرين له بسبب لونه, وحين شبّ لقي أن هناك تعصّبًا شديدًا بين أبناء وطنه, مرجعه أيضًا لون البشرة. ولأنه آمن بحق الجميع بالعيش الكريم والحياة العادلة سعى لتغيير أفكار مجتمعه بالحوار والعمل الجماعي, رافعًا شعار السلام, ومُنطلقًا من أهمية القيام بخطوة أولى على سلّم طويل وإن لم تتّضح له نهايته.
درس مارتن لوثر في ظروف مجتمعه الرافض له, أنهى تعليمه الجامعي, وكبر حلمه, فأصبح يتطلّع لوطن ينظر إلى أخلاق أبنائه لا لون بشرتهم. فواصل عمله ونشر فكرة تعلّم العيش كإخوة من خلال الحبّ الذي اعتبره الوسيلة الوحيدة لتحويل العدو إلى صديق, رافضًا أيّ وسيلة أخرى كالعنف وإثارة الشغب, معتبِرًا ذلك لغة من لا يسمعون ولا يدركون الأمور بعقولهم. عام 1964 حقّق لوثر حلمه, حيث صدر قانون الحقوق المدنية, ونال جائزة نوبل للسلام.
أبنائي الأعزّاء, في يناير من هذا العام الجديد 2019, تمرّ الذكرى 90 على ميلاد مارتن لوثر كينج, وبعض دول العالم تحتفل به وتستذكر دعوته السلميّة وأفكاره للعيش بأمن وسلام. وأنتم أيضًا لكم أن تُقبلوا على تحقيق أحلامكم للعام الجديد بعيدًا عن التعصب, وتذكّروا أن عقل المتعصّب يشبه بؤبؤ العين, كلما زاد الضوء المسلّط عليه زاد انكماشه أوليفروندل هولمز.