أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

كل‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لها‭ ‬أعيادها‭. ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬تختار‭ ‬أيضاً‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬المشهودة‭ ‬والتي‭ ‬تقترن‭ ‬بذكرى‭ ‬رمزية‭ ‬تستحق‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها‭. ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬تحتفل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بعيدين‭ ‬اثنين‭ ‬هما‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيد‭ ‬وعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭, ‬تحتفل‭ ‬أيضاً‭ ‬بيومها‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬فبراير‭, ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬استقلالها‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والمصادف‭ ‬لذكرى‭ ‬جلوس‭ ‬الأمير‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭.‬

كل‭ ‬أطفال‭ ‬الكويت‭ ‬ينتظرون‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬ليحتفلوا‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬الكبار‭, ‬فهو‭ ‬فرصة‭ ‬لهم‭ ‬للتلاقي‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬التجمعات‭ ‬التي‭ ‬ترعى‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬بعض‭ ‬الفعاليات‭ ‬المختارة‭, ‬مثل‭ ‬المعارض‭ ‬والندوات‭ ‬والفرق‭ ‬الموسيقية‭ ‬والغناء‭, ‬وبسبب‭ ‬العطلة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمدارس‭ ‬والوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ينزل‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭, ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬البرد‭, ‬يزدحم‭ ‬شارع‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬بالأسر‭ ‬الكويتية‭ ‬ومعهم‭ ‬أطفالهم‭ ‬وهم‭ ‬يحملون‭ ‬الأعلام‭ ‬والبالونات‭ ‬وأدوات‭ ‬اللهو‭, ‬ويطوفون‭ ‬بالمناطق‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬فرحتهم‭ ‬وتواصلهم‭ ‬وتراحمهم‭ ‬وإيمانهم‭ ‬العميق‭ ‬بمستقبل‭ ‬الكويت‭ ‬وأطفال‭ ‬الكويت‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬دار‭ ‬سعاد‭ ‬الصباح‮»‬‭ ‬مسابقة‭ ‬للأطفال‭ ‬الكويتيين‭ ‬والأطفال‭ ‬العرب‭ ‬المقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها‭, ‬مسابقة‭  ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ترميم‭ ‬علاقة‭ ‬الأطفال‭ ‬بلغتهم‭ ‬العريقة‭, ‬والمسابقة‭ ‬خاصة‭ ‬بالشعر‭ ‬والنثر‭ ‬العربي‭ ‬حفظاً‭ ‬وإلقاء‭. ‬ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬نطالب‭ ‬الأهالي‭ ‬بأن‭ ‬يتواصلوا‭ ‬مع‭ ‬‮«‬دار‭ ‬سعاد‭ ‬الصباح‮»‬‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمسابقة‭, ‬وتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬لأطفالهم‭ ‬أن‭ ‬يشاركوا‭ ‬ويساهموا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الرائدة‭ ‬والجديدة‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأطفال‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬يعانون‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬وأهوال‭ ‬الحرب‭ ‬وقسوتها‭, ‬والتي‭ ‬حرمتهم‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومدارسهم‭, ‬والبعض‭ ‬منهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬النزوح‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية‭ ‬ومؤلمة‭, ‬فإن‭ ‬أطفال‭ ‬الكويت‭ ‬الذين‭ ‬ذاقوا‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬مرارة‭ ‬الترحيل‭ ‬القسري‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭ ‬بعد‭ ‬غزو‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭, ‬يشاركون‭ ‬برفع‭ ‬الدعاء‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يخفف‭ ‬عن‭ ‬أخوتهم‭ ‬هذه‭ ‬المصيبة‭ ‬الطارئة‭, ‬وأن‭ ‬يهبهم‭ ‬من‭ ‬لدنه‭ ‬السعادة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬والسلام‭, ‬لتقترن‭ ‬أفراحهم‭ ‬بيوم‭ ‬استقلال‭ ‬وطنهم‭ ‬الكويت‭ ‬بأفراح‭ ‬كل‭ ‬الأطفال‭ ‬العرب‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭.‬