أبنائي الأعزاء
لنتفق أن السلوك الطيب يفترض اتباعه وممارسته في كل حين, فلا ساعة معينة لعمل الخير, ولا يوم محدداً لنشر السلام. إلا أننا كبشر, صغاراً وكباراً, قد ننسى أو تلهينا مشاغل الحياة اليومية, لذا فإن تحديد يوم ما على رزنامة العام لديك, يذكر بأهم الأحداث السنوية والأيام العالمية, والتي من أجملها يوم الأم العربي الذي يصادف 21 مارس من كل عام.
ومن قوله تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا على وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (سورة لقمان - الآية 14), لكم أن تتأملوا أن المولى عز وجل يوصيكم بالوالدين, الأم والأب, ويذكركم بحجم المشقة والجهد والتعب, الذي تكبده جسد الأم لتأتي بكم إلى الدنيا, وما تقدمه لكم من جسدها لتغذية أجسادكم الضعيفة, بإرضاعكم حتى تمامكم العامين لتكونوا أصحاء معافين. ثم يأمركم الله سبحانه بشكره لأنه هو وحده خالق الخلق المبدئ المعيد, ويربط شكره بشكر والديكم, والثناء والامتنان لهم, لما أحاطوكم به من رعاية وحب لتكونوا صالحين بارين بهم.
أبنائي الأعزاء, في يوم كهذا قد يفتقد أحد منكم والدته, لوفاتها, أو سفرها, أو لأي ظرف خارج عن إرادتها وإرادتكم, فلا تحزن, بل استعد ذكرياتك الجميلة معها, واستشعر وجودها وابتسم, فبفرحك ستفرح أينما كانت, وبفرحك ستُعلم من حولك أن والدتك أحسنت تربيتك بجعلك إنساناً قوياً إيجابياً, يتعلم منه الآخرون الفرح والرضا بقضاء الله وقدره. ولا تنس دور مَن اهتمت بك, سواء كانت أختك الكبيرة أو إحدى قريباتك أو حتى جارتك أو معلمتك, فتذكرك لها بكلمة شكر أو وردة, سيعني لها الكثير من التقدير.
ومجلة العربي الصغير, تنتهز شهر مارس (شهر المرأة), لتقدم التهنئة والشكر الجزيل لكل امرأة, أنجبت وربت, اهتمت ورعت, وساعدت على خلق جيل عربي واعٍ مثقف محب للخير والسلام.