أبنائي الأعزاء
بعد عام دراسي طويل, ها أنتم تستمتعون بأيام العطلة الصيفية, بعيداً عن أجواء المذاكرة والاختبارات, ولا يخفى عليكم أن أولياء أموركم يحاولون جاهدين أن تنقضي هذه العطلة وقد استمتعتم بها وانتفعتم بأوقاتها, سواء بالسفر والرحلات أو بالتعلم وممارسة الهوايات.
إن الفرح وقضاء وقت سعيد ومفيد قلما يحدثان دون أن يشاركك أخ أو صديق فيهما, فأغلب الألعاب الورقية والإلكترونية تحتاج إلى لاعبين وأكثر, وعديد من الرياضات المحببة لديكم تحتاج إلى فريقين, وحتى الأنشطة الفردية كالرسم والسباحة تصبح أمتع بمشاركة أحدهم لك. بل إن وجود أشخاص من حولك يشاركونك اهتماماتك وهواياتك ويخلقون أجواء من المتعة من حولك يجعل من أيام العطلة الصيفية ذكريات لا تنسى طوال حياتك. وفي مثل هذه الأيام عادة ما تنشأ الصداقات, ومنها ما يستمر معكم طوال فترة حياتكم, ومنها أيضاً ما ينتهي بانقضاء العطلة.
أبنائي الأعزاء... إن وجدتم أصدقاء أسعدتكم صحبتهم وآنستم رفقتهم وأحببتم جمعتهم, فلا تفرطوا بهم, واحرصوا على بقاء هذه العلاقة الجميلة بينكم, بالتغاضي عن الزلات والهفوات الصغيرة التي قد تحدث حتى بين الإخوان, ولا تعظموها وتخرجوها للملأ, فلا أحد كاملاً وخالياً من عيوب, كما أن لا أحد سيستفيد من معرفة عيوب صديقك, ولن يتكلف أحد ببذل الجهد والوقت لبقائكما معا دون رغبة منكما. تقبل الاختلافات البسيطة في صديقك, مثلما رحبت بالاهتمامات المشتركة بينكما, ولا تجعل الخصام والمقاطعة ينهيان علاقتكما الجميلة. أما إذا أردت صديقاً بلا عيوب فحتماً ستعيش حياتك بلا صديق.
ضع في الحسبان أن صديقك من كان معك صادقاً, لا يكذب عليك ولا ينافق لك, يصدق معك في القول والفعل, فكن له أنت أيضا صديقاً, وتذكر قول الإمام الشافعي:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفاً
مجلة العربي الصغير تهنئ أصدقاءها الأوفياء باليوم الدولي للصداقة الموافق 30 يوليو, وتتمنى لهم صداقات ناجحة مديدة.