أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في‭ ‬وسط‭ ‬أيام‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفيّة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقضونها‭ ‬بين‭ ‬اللعب‭ ‬والمرح‭ ‬والسمر‭, ‬أذكّركم‭ ‬بالصديق‭ ‬الوفي‭, ‬المتواجد‭ ‬دوما‭ ‬بين‭ ‬أيديكم‭ ‬في‭ ‬كلِّ‭ ‬وقت‭ ‬ومكان‭. ‬إنه‭ ‬الصديق‭ ‬الثري‭ ‬الذي‭ ‬يفيض‭ ‬عليكم‭ ‬بكنوزه‭ ‬ولا‭ ‬يبخل‭, ‬الذي‭ ‬يصبر‭ ‬على‭ ‬زياراتكم‭ ‬المتقطعة‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬يسأم‭ ‬أو‭ ‬يزعل‭. ‬أذكِّركم‭ ‬بالكتاب‭.‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬لديكم‭ ‬أيام‭ ‬كثيرة‭ ‬وليالٍ‭ ‬طويلة‭, ‬دون‭ ‬مذاكرة‭ ‬وواجبات‭ ‬مدرسية‭, ‬فلا‭ ‬تنسَوا‭ ‬أن‭ ‬تقرؤوا‭ ‬وتطَّلِعوا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الكتب‭, ‬لتغذّوا‭ ‬عقولكم‭ ‬وأرواحكم‭ ‬بالمعلومات‭ ‬المفيدة‭, ‬وتطوّروا‭ ‬قدراتكم‭ ‬الكتابية‭ ‬بالمهارات‭ ‬الجديدة‭, ‬وتقضوا‭ ‬أوقاتكم‭ ‬بالعلم‭ ‬والمنفعة‭. ‬وفي‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬للقراءة‭, ‬بل‭ ‬يمكنكم‭ ‬أن‭ ‬تقرؤوا‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتاحة‭ ‬لكم‭ ‬مجانا‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭, ‬ويمكنكم‭ ‬تحميلها‭ ‬على‭ ‬الحاسوب‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬الصغيرة‭. ‬وان‭ ‬استصعب‭ ‬عليكم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭, ‬اتّجهوا‭ ‬إلى‭ ‬كتبكم‭ ‬القديمة‭, ‬تصفّحوها‭ ‬وأعيدوا‭ ‬قراءتها‭, ‬وستجدون‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬سقط‭ ‬سهوا‭, ‬وما‭ ‬قد‭ ‬نسيتموه‭, ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تكترثوا‭ ‬به‭ ‬أثناء‭ ‬قراءتكم‭ ‬الأولى‭. ‬لا‭ ‬تجعلوا‭ ‬عدم‭ ‬توفّر‭ ‬كتب‭ ‬جديدة‭ ‬لديكم‭ ‬عذراً‭ ‬لامتناعكم‭ ‬عن‭ ‬القراءة‭, ‬وحول‭ ‬ذلك‭ ‬يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬أوليفر‭ ‬جولد‭ ‬سميث ‭: ‬عندما‭ ‬أقرأ‭ ‬كتاباً‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬أشعر‭ ‬أني‭ ‬قد‭ ‬كسبت‭ ‬صديقاً‭ ‬جديداً‭, ‬وعندما‭ ‬أقرؤه‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬أشعر‭ ‬أنّي‭ ‬ألتقي‭ ‬صديقاً‭ ‬قديماً ‭ .‬

إنّ‭ ‬التعوّد‭ ‬على‭ ‬إدراج‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭, ‬هو‭ ‬إنجاز‭ ‬هائل‭ ‬يقودكم‭ ‬إلى‭ ‬حبّ‭ ‬القراءة‭, ‬لتصبح‭ ‬مُرَحَّباً‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭. ‬فَمَعَ‭ ‬كتابٍ‭ ‬صغير‭ ‬الحجم‭ ‬وسهل‭ ‬الحمل‭ ‬يمكن‭ ‬دسّهُ‭ ‬في‭ ‬الجيب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحقيبة‭ ‬الصغيرة‭ ‬ستقضون‭ ‬تنقّلاتكم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬بمتعة‭ ‬كبيرة‭, ‬ولن‭ ‬تكترثوا‭ ‬بطول‭ ‬المسافة‭ ‬أو‭ ‬ازدحام‭ ‬الطريق‭. ‬ويختلف‭ ‬الكتاب‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬أخرى‭ ‬للتسلية‭, ‬بأنه‭ ‬يأخذكم‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬أخرى‭ ‬تعيشون‭ ‬فيها‭ ‬قصص‭ ‬أشخاص‭ ‬لا‭ ‬تعرفونهم‭, ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬مختلفة‭, ‬تنتقلون‭ ‬معها‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭. ‬

وأوصيكم‭ ‬أبنائي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تجعلوا‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬عرفتموها‭ ‬والقصص‭ ‬التي‭ ‬استمتعتم‭ ‬بقراءتها‭ ‬تقف‭ ‬عندكم‭, ‬بل‭ ‬كونوا‭ ‬ناقلين‭ ‬لها‭, ‬واذكروها‭ ‬في‭ ‬مجالسكم‭, ‬وتناقشوا‭ ‬حولها‭, ‬يقول‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ :‬خيركم‭ ‬من‭ ‬تعلّم‭ ‬العلم‭ ‬وعلّمه‭.