أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

العام‭ ‬الدراسيّ‭ ‬الجديد‭ ‬2017‭/‬2018‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭, ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفيّة‭ ‬الطويلة‭. ‬ويكاد‭ ‬قرّاؤنا‭ ‬الصغار‭ ‬يستعدّون‭ ‬لدخول‭ ‬المدارس‭, ‬مجهّزين‭ ‬بالأدوات‭ ‬المدرسيّة‭ ‬الجديدة‭, ‬والملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬الرسميّة‭ ‬لمدارسهم‭, ‬ومحمّلين‭ ‬بالذكريات‭ ‬والحكايات‭ ‬الجميلة‭ ‬لأيّام‭ ‬العطلة‭,‬‭ ‬يتشوّقون‭ ‬للقاء‭ ‬أصدقاء‭ ‬الدراسة‭, ‬لسردها‭ ‬والحديث‭ ‬عنها‭. ‬

قد‭ ‬يستقبل‭ ‬بعض‭ ‬أقرانك‭ ‬التلاميذُ‭ ‬عامَهم‭ ‬الدراسيّ‭ ‬الجديد‭, ‬بإحباط‭ ‬وكسل‭ ‬وعدم‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭, ‬لعدة‭ ‬أسباب‭, ‬منها‭ ‬رسوبهم‭ ‬وعدم‭ ‬اجتيازهم‭ ‬لبعض‭ ‬المقررات‭ ‬الدراسيّة‭, ‬أو‭ ‬لحكمهم‭ ‬المسبق‭ ‬على‭ ‬صعوبة‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬سيقبلون‭ ‬عليها‭. ‬والبعض‭ ‬منهم‭ ‬قد‭ ‬يبدأ‭ ‬عامه‭ ‬الدراسيّ‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬جديدة‭ ‬لظروف‭ ‬أسرته‭,‬‭ ‬فيخشى‭ ‬الرفض‭ ‬وعدم‭ ‬القبول‭ ‬من‭ ‬زملائه‭ ‬الجدد‭.‬

أبنائي‭ ‬الأعزّاء‭, ‬كونوا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬العالية‭, ‬الطموحين‭, ‬الظانّين‭ ‬بالله‭ ‬الظنّ‭ ‬الحسن‭, ‬ضعوا‭ ‬لكم‭ ‬أهدافاً‭ ‬واضحة‭ ‬مكتوبة‭,‬‭ ‬نصّبوها‭ ‬دوما‭ ‬أمام‭ ‬أعينكم‭, ‬ثم‭ ‬استفتحوا‭ ‬عامكم‭ ‬الدراسيّ‭ ‬بالرغبة‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬للأفضل‭, ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاوز‭ ‬الفشل‭ ‬بإصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭, ‬وهزيمة‭ ‬الكسل‭ ‬بالحركة‭ ‬والعمل‭, ‬ومواجهة‭ ‬الخوف‭ ‬بالثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭. ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬العالية‭ ‬لا‭ ‬تثنيهم‭ ‬الأسباب‭ ‬مهما‭ ‬عظمت‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬مقاصدهم‭ ‬الخيّرة‭, ‬فهم‭ ‬أصحاب‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬ومراتب‭ ‬سامية‭. 

أنتم‭ ‬دوماً‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬جديد‭, ‬لتحقيق‭ ‬طموحاتكم‭ ‬المستقبلية‭, ‬فذو‭ ‬الهمة‭ ‬العالية‭ ‬إن‭ ‬وقع‭, ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬طويلاً‭ ‬عند‭ ‬عثرته‭, ‬بل‭ ‬ينهض‭ ‬قويّاً‭ ‬صلباً‭ ‬لاستكمال‭ ‬طريقه‭ ‬بعزيمة‭ ‬وهمّة‭ ‬عالية‭. ‬يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬محمود‭ ‬سامي‭ ‬البارودي‭:‬

فما‭ ‬أنا‭ ‬مِمَّن‭ ‬تقبلُ‭ ‬الضّيمَ‭ ‬نفس

وَيَرضى‭ ‬بما‭ ‬يرضى‭ ‬بهِ‭ ‬كلُّ‭ ‬مائقِ

إذا‭ ‬المرءُ‭ ‬لم‭ ‬ينهضْ‭ ‬بِما‭ ‬فيهِ‭ ‬مجدُهُ

قضى‭ ‬وهو‭ ‬كَلٌّ‭ ‬في‭ ‬خُدورِ‭ ‬العوائقِ‭ ‬

 

مجلة‭ ‬العربي‭ ‬الصغير‭, ‬تُهنّئ‭ ‬قرّاءها‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭, ‬وبالسّنة‭ ‬الهجرية‭ ‬الجديدة‭ ‬1439ه