أبنائي الأعزاء
في 5 أكتوبر من كل عام, يحتفل العالم باليوم العالمي للمعلم, وفيه يجتهد التلاميذ للتعبير عن امتنانهم لمعلميهم, وإظهار الشكر والعرفان لهم, سواء كان ذلك بنظم القصائد الشعرية, أو بتقديم الهدايا الرمزية, والبطاقات التذكارية. وبعض الدول تتخذ تواريخ أخرى للاحتفال بيوم المعلم, لأنها تربطه برمز أثرى الحركة التعليمية فيها, أو ترك بصمة في نفوس المتعلمين على مدى عقود.
وكذلك قد تختلف طرق الاحتفال بهذا اليوم, فبعض الدول تقره يوم راحة للمعلم والمتعلمين.
وبغضِّ النظر عن تاريخ احتفال بلدانكم بيوم المعلم, وكيفية الاحتفال به, فإننا جميعا نكاد نتفق على الأثر الطيب الذي يقبع بداخلنا تجاه معلمينا, ممن التقينا بهم, وأنصتنا لأصواتهم, أولئك الذين أسهموا في تعليمنا وساعدونا على إمساك القلم للمرة الأولى, وتعلم القراءة والكتابة, وفسروا لنا المفردات الصعبة, وبسطوا لنا العمليات الحسابية المعقدة, وغمرونا بعطفهم وحنانهم وعدلهم, حين احتجنا لهم في بعض المواقف في أروقة المدرسة.
وأيضاً المعلمون الذين قسوا علينا أحياناً, لنكون أكثر وعياً بأهمية العلم والتعلم, وأكثر اجتهاداً في تحصيله, والعمل به.
أبنائي الأعزاء, ليكن احتفاؤكم هذا العام بالمعلم نابعاً من احترامكم لمهنة المعلم, وتقديركم لعمله الشاق, المتمثل في التعامل مع فئات عمرية متعددة لمدة تتجاوز الست ساعات يومياً, بهدف توصيل كمية من المعلومات العلمية والأدبية, بطرقية عملية ونظرية, ضمن مدة زمنية محددة, يثبت فيها لمرؤوسيه جدارته وقدرته ومهاراته كمعلم.
قدموا الشكر والعرفان لمعلميكم في هذا اليوم, وأنتم تثمنون مساعيهم المبذولة لتفوقكم ونجاحكم, وإن استحضرتم بعض المواقف السلبية لأحد المعلمين, فتذكروا أن المعلم إنسان مثلكم, لديه اهتماماته الخاصة, ومشاغله اليومية خارج أسوار المدرسة, والتي تطغى أحياناً على مهنته, ويصدر عنه ما قد يسوؤكم, إلا أن ذلك لا يعني أنه معلم غير جيد.
في الختام, سأشارككم مقولة الكاتب الأمريكي ويليام آرثر وارد (المعلم المتواضع يخبرنا, والجيد يشرح لنا, والمتميز يبرهن لنا, أما المعلم العظيم فهو الذي يلهمنا), فقدموا الشكر والتقدير لجميع معلميكم, وابحثوا عن معلمكم الملهم.