ماذا لو - كان الطائر من دون منقار؟!
يقول قائل: (يهب الله كل طائر رزقه، ولكن لا يضعه في عشّه)، وقد هيّأ الله سبحانه للطيور المنقار ليكون جزءًا مهمًا من أجزاء تكوينها الجسدي، وعادة ما يكون على درجة من القوة والصلابة تتناسب مع أحجامها وحركتها في الحصول على الطعام وتدبير كافة شؤون حياتها.
وإنه لمن الجدير بالذكر أن للمنقار أشكالاً عديدة تتفاوت وتختلف تبعًا لطبيعة الطائر والبيئة التي يعيش فيها، ومنها على سبيل المثال: المخروطي كالعصافير، الخطّافي كالصقر، الطويل المدبّب مثل مالك الحزين، الطويل ذو النهاية العريضــة كالبطّ، القصير المعكوف كالبومة، الرفيع المدبّب كالهدهد، المضغوط كالسنونو، السيفي كالطنّان، وغير ذلك.
والآن... دعونا نتساءل: ماذا لو كان الطائر من دون هذا المنقار؟!
الإجابة هنا: إنه لن يستطيع أن ينجز أعماله الحياتية، وسيكون عاجزًا عن القيام بكلّ ما هو آتٍ:
- تلبية احتياجاته من الغذاء: فعلى سبيل المثال يستخدم الطائر المنقار في التقاط الحبوب كما في العصافير والحمام والببّغاء، وفي اصطياد الفريسة وتقطيع لحومها إلى قطع ملائمة للبلع كما في الصقر، وفي اصطياد الأسماك مثل مالك الحزين، وفي اصطياد الحشرات مثل طائر نقّار الخشب، وفي امتصاص رحيق الأزهار كما في الطائر الطنّان.
- بناء العش: والمثال على ذلك أن طائر نقّار الخشب يستخدم منقاره في عمل حفرة داخل خشب الشجر كي يصنع عشّه، وأن الحمام يستخدم منقاره في جمع الأعواد الجافّة والحشائش ليبني عشّه فوق الأشجار.
- رعاية الصغار: فالأفراخ الصغيرة بعد الفقس لا تخرج من العشّ بل تبقى بداخله فترة، وتتولّى الطيور الكبيرة خلالها إطعامها وحمايتها والعمل على رعايتها. كل ذلك بالاستعانة بالمنقار.
- الحماية: فالمنقار هو سلاح تدافع به عن نفسها وعن عشّها، فهو مثلاً كالسيف الحادّ كما في النسر، وهو كالحربة مثل مالك الحزين.
- تخزين الطعام: كالبجع الذي يلتقط السمكة ثم يختزنها في جيب جليدي واسع أسفل الفكّ السفلي.
- تنظيف الريش وتنسيقه: فالطائر يستخدم منقاره كأنه مشط أو فرشاة لتنظيف ريشه وتنسيقه.
كل ما سبق ذكره هو قليل من كثير لوظائف المنقار وأهميته عند الطيور. وما عليك الآن إلا أن تتأمل شكل منقار كل طائر، وتتعرف على الفروقات بينها. وتذكّر بأن في اختلاف منقار طائر عن آخر، ما يسهّل حياته، وفقًا لحجمه واحتياجاته في المأكل والمسكن.