في ٢٨ من سبتمبر تحتفل اليونسكو باليوم الدولي لتعميم المعلومات، وذلك يعني نشر المعلومات القيّمة التي تعين الإنسان على تحقيق الأمن والسلام، وتنفعه لتعزيز هدف التنمية المُستدامة، أحد أهداف الأمم المتّحدة لعام 2030، والذي يدعو إلى ضمان وصول الجمهور إلى المعلومات، وحماية الحرّيات الأساسية. 
إن الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة لا يأتي دون سعي وبحث وتعلّم واطّلاع دائم ومستمر فيما نودّ الاستعلام عنه، وذلك لما في نشر المعلومات الصحيحة من منافع عديدة، تشمل الباحث وغيره من المعنيّين بالأمر، و تقودهم إلى توظيفها بالشكل المناسب. 
وهنا نتذكّر أجاثا كريستي (١٥سبتمبر 1890-12 يناير1976)، إحدى أشهر كتّاب قصص الغموض والجريمة، والكاتبة التي نالت لقب «سيّدة قائد» لمساهماتها في الأدب، والتي كانت مستمعة جيدة في طفولتها لِأحاديث النساء من حولها، ومنهنّ كانت تستقي الأفكار والحبكات فيما بعد لقصصها، بل وقد استفادت من عملها التطوّعي كمساعدة صيدلانية خلال الحرب العالمية الثانية، فعرفت معلومات جمّة عن مركّبات الأدوية الآمنة والقاتلة، ووظّفتها في رواياتها البوليسية الشائقة، فجاءت محبوكة جيدًا من حيث الفكرة وترابط الأحداث حتى نهايتها. وبالإضافة إلى ذلك فقد اتّخذت من تاريخ وجغرافيا كل بلد تزوره مكانًا لإحدى رواياتها، مثل رواية جريمة قطار الشرق. 
أبنائي الأعزّاء، اعملوا وتعلّموا واستعلِموا، وطبّقوا ما تعلمتموه، ولا تبخلوا بعلمكم على أحد، فالمعلومة التي تظنّون أنها بسيطة قد تكون قيّمة لدى الآخرين. ولِكاتبتنا في هذا العدد مقولة رائعة وهي: (الكسل ذنب لا يُغتفر)، وبالفعل فإن التهاون في نشر المعلومات واحتكارها كسلاً أو قصدًا هو أيضًا ذنب لا يُغتفر لما في تناقل المعلومات من فائدة عظيمة تعود على الفرد والمجتمع سواء. 

* عدد شهر سبتمبر يحتفي بالكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي.