مدينة بابل العراقية حاضرة الكلدان عاصمة للسّياحة العربية

مدينة بابل العراقية حاضرة الكلدان عاصمة للسّياحة العربية

سنة 2021 هي سنة الاحتفال ببابل العراقية كعاصمة للسّياحة العربية، وطبعًا هذا الاحتفال هو اعتراف بجمالية بابل وتاريخها العظيم، والّتي تجعلنا نفتخر بأنّها جزء من الأراضي العربية.
بابل مدينة عملاقة بتاريخها، فقد تأسّست خلال القرن التّاسع عشر قبل الميلاد، فالزائر لهذه المدينة سيكتشف أنّ جدرانها، وبوّاباتها، وحدائقها، وكلّ شبر من أراضي بابل يحمل حكاية نسجتها حضارات تعاقبت على بابل، وتركت بصمات لا زالت تشهد إلى حدود يومنا هذا على الحضارة العريقة التي عاشتها هذه المدينة منذ آلاف السّنين. 
أسّس المدينة البابليّون تحت حكم حمّورابي سنة 1763ق.م، وكان سكّان بابل يسمّون بابلَ «أكّاد»، نسبةً لِلّغة الأكادية الّتي كانت وسيلة التّواصل بين سكّان بابل. 
كلمة بابل تعني في اللغة الأكدية باب الإله، أمّا حمورابي فقد ظلّ اسمه منقوشًا لحدّ الآن في عقولنا لارتباط اسمه كأوّل حاكم في التاريخ يضع قوانينَ لتسيير شؤون الدّولة، والتي بلغ عددها 282 نصًا قانونيًا.
من بين المزارات السّياحية التي تجذب السّيّاح لِمعاينتها بمدينة بابل «بوّابة عشتار»، وهي البوّابة الثّامنة ضمن البوّابات التي تؤثّث مدينة بابل، وقد شيّدها نبُوخَذ نصر، أحد ملوك بابل، وأهداها لِعشتار ملكة بابل، وقد صُنّفت هذه البوّابة إحدى عجائب الدّنيا السّبع، قبل أن يتحوّل هذا اللّقب لِمنارة الإسكندرية.
أيضًا لا يفوت الزائر أن يزور أسد بابل بمدينة بابل الأثرية، وقد عثر عليه علماء آثار ألمان بالقرب من الحدائق المعلّقة سنة 1776م، وهو أسد يُرجَّح أن يكون قد نُحِت في عهد الملك نبوخذ نصر، وهو تمثال مصنوع من حجر البازلت الأسود، ويجذب السيّاح بكثرة باعتباره شاهدًا على الحضارة البابلية بالعراق.
والإبداع لا يقتصر في بابل فقط على المنحوتات بل أيضًا يمتدّ للثّقافة، وذلك بتواجد مسرح بابل العظيم، والّذي يعتقد علماء الآثار أنّ تاريخ تشييده يعود للإسكندر الأكبر، بينما تطويره وبناؤه بشكله النّصف دائري الحالي فهو للملك أنطيوخوس الرّابع.
أمّا حدائق بابل المعلّقة والتي تعدّ إحدى عجائب الدّنيا السّبع، فهي لوحدها رمز من رموز الجمال والإبداع الإنساني الخارق للعادة، وتُعدّ هذه الحدائق أوّل حدائق عمومية تُشيّد في تاريخ البشرية، وقد سمّيت حدائق معلّقة لأنّها شُيّدت عى شكل طبقات، كلّ حديقة فوق الأخرى، مشكّلةً قصرًا من الزّهور والأشجار والنّباتات الجميلة والجذّابة، يُسمّى قصر «سنحاريب» نسبةً للملك سنحاريب أحد الملوك الآشوريين والذي أمر بزرع هذه الحدائق. لكنّ الحقائق التي توصّل لها علماء الآثار في رقيم أحد المؤرّخين البابليين، أنّ نبوخذ نصر هو من أمر بتشييد الحدائق ليهديها إلى الملكة أميتس الميدونية.    
وقصر «سنحاريب» ليس هو القصر العجيب الوحيد بمدينة بابل الأثرية والتاريخية، بل هناك قصر نبوخذ نصر الذي يُعدّ عجيبًا بمتاهته المحيطة به، هذه المتاهة التي تجعل العدوّ يتوه فيها بحثًا عن باب القصر قبل أن تنقضّ عليه جيوش نبوخذ نصر، فتهزمه شرّ هزيمة.