أﺑﻨﺎﺋﻲ اﻷﻋﺰّ اء
خُصِّص يوم 19 أغسطس من كل عام، لِيكون يومًا عالميًا للعمل الإنساني، وفيه تحتفي الدول بالأشخاص الذين قدّموا أعمالاً خيّره وجليلة ينتفع بها الآخرون المحتاجون لها، دون أيّ مقابل مادّي أو معنوي. ولذلك فإن هناك أفرادًا وجماعات اعتادوا على بذل جهودهم، سواء أكانت بدنية، أو فكرية، أو مالية، أو حتى مشاعرية، من أجل الإنسان الضعيف، بِغضّ النظر عن جنسه، أو أصله، أو دينه، أو معتقداته. بمعنى آخر، فإنه بيوم العمل الإنساني علينا أن نستذكر جهود الناس الذين يحبّون الخير، ويبذلونه لِلغير، ونحتفي بهم.
وهناك أعمال بسيطة نقوم بها بقصد أو دون قصد تحقّق المنفعة للآخرين، وتنشر في نفوسهم السعادة، وتعينهم على العيش، وتخطّي أيامهم غير الجيّدة. الكاتب البرازيلي الشهير (باولو كويللو) قدّم الكثير من الأعمال الأدبية الرائعة، والتي حملت رسائل سامية، خاطب فيها قرّاءه، وأحدث في نفوسهم أثرًا عميقًا. بل وألهمتهم رسائله بِتأمّل حياتهم، وإعادة النظر فيها، وتغييرها للأفضل، فَرِوايته (الخيميائي) مثلاً، والتي تُرجمت إلى 81 لغة، أخبرت قارئها بأن الأحلام قابلة للتحقيق، وأن كل ما تبحث عنه من كنوز وثراء هو بداخلك، وما عليك إلا الإيمان بقدراتك والثقة بنفسك. وما أجمل هذه الرسالة حين تصل إلى أحدهم، وهو يشعر بالضيق والعجز والكسل!
أبنائي الأعزّاء، إن ابتسامة محيّا وإلقاء تحيّة، أو زيارة مريض وإهداء هديّة، أومجالسة مسنّ ومحادثته بِودٍّ وأريحية، والكثير من الأفعال والأقوال، تُعدّ أعمالًا إنسانية يمكنكم تقديمها للآخرين. بل وحتى هواياتكم، اصنعوا منها رسالة إنسانية لعلّها تصل لِمحتاج لها. وتذكّروا جيدًا ما يقوله لكم (باولو كويللو): «يستطيع الأطفال تعليم الكبار ثلاثة أمور: السعادة من دون سبب، والانشغال دومًا، والمطالبة بِقوّة بكل شيء يريده».
* غلاف شهر أغسطس يحتفي بميلاد الكاتب الروائي البرازيلي باولو كويللو.