أﻗﺪم ﻣﺘﺤﻒ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﻌﺎﻟَﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ! المـتحف الجيولوجي المصري

أﻗﺪم ﻣﺘﺤﻒ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﻌﺎﻟَﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ! المـتحف الجيولوجي المصري

بالنظر إلى تاريخ مصر العظيم المرتبط بالحضارة الفرعونية، فإنه من الطبيعي أن تتواجد فيها متاحف نادرة وعريقة تضاهي أكبر المتاحف العالمية، ومن بين المتاحف العظيمة التي تزخر بها الأراضي المصرية، المتحف الجيولوجي الذي يُعدّ أوّل متحف جيولوجي في إفريقيا والعالَم العربي.
في الوقت الذي تمّ فيه تأسيس الهيئة العامّة للمساحة الجيولوجية المصرية، سنة 1896م، تمّ إنشاء المتحف الجيولوجي في حديقة وزارة الأشغال المصرية سنة 1901م، قبل أن يتمّ تغيير مقرّه سنة 1982م، إلى مبنى مُطلّ على وادي النيل بالقاهرة، وبالضبط في المعادي.


المتحف يضمّ العديد من الحفريات، من أحجار كريمة، وهياكل عظمية لِحيوانات برّية ومائية، فقارية ولافقارية، تمّ العثور عليها في مناطق مختلفة من الأراضي المصرية، خصوصًا صعيد مصر ومنطقة الفيّوم، فهذه الحفريات شاهد إثبات على أن صحراء مصر كانت غابة أمازونية منذ غابر الأزمان، قبل أن تتعرّض للتصحّر.


يحتوي المتحف على صخور نارية، وأخرى رسوبية، وصخور متحوّلة، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور الإنسان، ومن بين الصخور النارية التي تزخر بها رفوف المتحف، نجد الغرانيت الأحمر، وصخور الغابرو، وصخور البازلت، وصخور جرانوديوريت، وهي صخور تتميّز بِلونَين، أحدهما داكن، والثاني فاتح، ولكن الزائر لا يثير إعجابه إلا صخرة القمر النادرة، وهي عبارة عن صخرة سوداء داخل جوهرة من الكريستال، وقد أهداها لمصر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون سنة 1973م، وذلك لما قدّمه عالِمُ الفضاء المصري فاروق الباز من مجهودات جبّارة لِوكالة الفضاء ناسا، أثناء رحلة أبولو لسطح القمر. أما رفوف النيازك فهي وحدها تدهش الزائر لِجماليتها، فالأطفال يقفون أمامها منبهرين لأنهم تعوّدوا على مشاهدة النيازك في الأفلام فقط.


 النيازك تُؤرّخ لتاريخ مصر العظيم، والتي تُعتبر من بين أكثر الدول التي سقطت على أراضيها نيازك من شتّى الأشكال والأنواع، ومن أشهر هاته النيازك التي تتواجد بالمتحف، نجد نيزك جبل كامل الذي يستقبل الآلاف من الزوّار لِمعاينته، ويعود تواجده على الأراضي المصرية من حوالي خمسة آلاف سنة، ومازالت الحفرة التي خلّفها سقوط النيزك بالصحراء المصرية متواجدة إلى الآن. 


أما القسم الخاص بالأحياء، فخزائنه الزجاجية تحمل إرثًا جيولوجيا عظيمًا، حيث تحتوي على بقايا عظام الحيوانات البحرية والبرّية، وهياكل الديناصورات والحِيتان، والتي اكتشفها علماء مصريون وأجانب.


ففي سنة 1901م اكتشف العالِم بيندل هيكلاً عظميًا لِحوت ضخم، كما يوجد بالمتحف عظام متحجّرة، يعود اكتشافها للعالِم الإنجليزي جورج شفينفورث، ببحيرة قارون، ضواحي الفيّوم. كما يمكن لِلزائر أن يشاهد هيكلاً كاملاً لِبقرة البحر الضخمة المنقرضة، والتي تُسمّى موريثيريوم، وقد عُثِر عليها في قصر الصاغة الأثري، بِمحافظة الفيّوم.


أما العلماء المصريون فلم يخلُ المتحف الجيولوجي من اكتشافاتهم، ففي 29 يناير 2018 استطاع فريق علمي من جامعة المنصورة، بِقيادة الدكتور هشام سلام، من العثور على حفريات ديناصور بالصحراء الغربية المصرية، تعود لثلاثين مليون سنة قبل انقراض الديناصورات. وقد تمّ العثور على الهيكل، تقريبًا، كاملاً، كأجزاء من الجمجمة والفقرات الخلفية والضلوع والكتف والقائمة الأمامية والقدم الخلفية، ولِكي يؤرّخ العلماء المصريون لِهذا الحدث العربي الهامّ، أطلقوا عليه اسم (منصوراصوريس شاهينا)، نسبةً لِجامعة المنصورة.